شب "إيهاب.م" بطل هذه القصة الجنائية منذ نعومة أظافره على حب مهنة المحاماة والدفاع عن حقوق المواطنين ومناصرة الضعفاء، فقرر أن يدخل كلية الحقوق بعد أن عرف أنها الطريق الوحيد لدراسة القانون، للتخرج والعمل فى مجال المحاماة، ومرت السنوات وخلال فترة الدراسة، توجه إيهاب للتدريب لدى أحد مكاتب المحاماة، لكن لا تأتى الرياح بما تشتهى السفن، ففى إحدى المرات وأثناء متابعته لقضية أحد المتهمين، وخلال مثوله أمام النيابة لإنهاء بعض الإجراءات، طلب منه وكيل النيابة كارنيه نقابة المحامين، فكانت المفاجأة أنه مازال يدرس بالجامعة ولم يتخرج بعد من كلية الحقوق، فتم عمل محضر بالواقعة، ووجهت له النيابة العامة تهمة انتحال صفة محام، وأمرت بإحالة المحامى المزيف إلى المحاكمة الجنائية.
وأمام محكمة جنايات الجيزة وبعد أن تخرج المحامى من كلية الحقوق وأدرج بنقابة المحامين، وقف إيهاب أمام القاضى هذه المرة يحمل كارنيه نقابة المحامين، ليدفع عن نفسه تهمة انتحال صفة محامى، ويروى أمام هيئة المحكمة قصة هذه التهمة التى وجهت له، وأنه حسن النية ولم يكن يسعى لعمل غير مشروع أو إجرامى من وراء هذه التهمة.
وبعد مداولة هيئة المحكمة للقضية، وفحص الأوراق ومرافعة الدفاع، أصدرت حكمها، فقضت محكمة جنايات الجيزة، بمعاقبة المتهم بالحبس لمدة عام مع إيقاف التنفيذ، وكشفت المحكمة فى أسباب حكمها، أن هيئة المحكمة راعت فى حكمها حداثة سن المتهم، خاصة أنه فى مقتبل العمر، وأضافت فى حيثيات حكمها أن القرار جاء حفاظا على مستقبله المهنى، واختتمت المحكمة أسباب حكمها مؤكدة أن تقدير الأدلة بالنسبة للمتهم هو من اختصاص المحكمة وحدها، وهى حرة فى تكوين عقيدتها حسب تقديرها.
وفور صدور الحكم غمرت الفرحة جميع الموجودين داخل قاعة المحكمة، خاصة من المحامين أصدقاء المتهم، وأقاربه الذين تبادلوا القبلات والأحضان احتفاء بالقرار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة