بالفيديو والصور.. قيصرية تنهى حياة أم وتيتم الطفل.. بطن مفتوحة دون خياطة وبراز من الفم و7 جراحات لإنقاذها دون جدوى.. الطبيب: "المشرط سرح منى".. وقصر العينى:"لدينا نقص أطباء وهذه حالة بين 1500 شهريا"

الأربعاء، 03 مايو 2017 06:25 م
بالفيديو والصور.. قيصرية تنهى حياة أم وتيتم الطفل.. بطن مفتوحة دون خياطة وبراز من الفم و7 جراحات لإنقاذها دون جدوى.. الطبيب: "المشرط سرح منى".. وقصر العينى:"لدينا نقص أطباء وهذه حالة بين 1500 شهريا" الحالة
كتبت أميرة شحاتة – تصوير أحمد معروف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
- والدتها "بنتى كان نفسها تبقى أم والطفل ذنبه إيه يتحرم منها"
 

-

نقابة الأطباء: عقوبة الطبيب تصل للشطب النهائى من مزاولة المهنة فى حال الخطأ الجسيم ويتعرض للسجن 3 سنوات بتهمة القتل الخطأ
 
تمنت أن تصبح أما وأخذت تفكر فى طفلها كيف سيكون وما هى ملامحه، فرحت كثيرا عندما علمت أنه ولد، واشترت له ملابسه منذ اكتشافها للحمل، وأخذت ترتب فى غرفتها مكانا لاستقبال المولود بابتسامة رضا وسعادة وتضرع لله، الذى عوضها عن ولادتها الأولى، حيث ماتت مولودتها داخل الحضانة، فكم كانت تشتاق لأن تصبح أمًا، وتعطى كل الحنان والحب الذى بداخلها لطفل منها، ليهبها حياته عندما يكبر، ولكنها لم تتخيل ولو لحظة وسط هذا الحلم الجميل أن هناك أمرًا سيحدث ويحول دون فرحتها بطفلها، دخلت لولادة قيصرية بمستشفى نساء وتوليد قصر العينى، فخرجت بقطع فى الأمعاء وبطن مفتوحة دون خياطة، وإخراج براز من الفم، وحاولت التمسك بالحياة والاستمرار بمساعدة الجراحين لعلاج ما حدث، ولكن بعد إجراء 7 عمليات فى شهرين لم تصمد كثيرا تاركة حلمها الصغير فى الحياة وحيدا.
 
الحالة-بعد-الولادة-دون-خياطة
الحالة بعد الولادة دون خياطة
 

أزمة هاجر من الولادة للجراحة

كواليس كثيرة تدور حول أزمة هاجر عادل التى تعرضت لعملية قيصرية خاطئة بمستشفى قصر العينى، أدت لمشكلة فى الأمعاء، ومن ثم مضاعفات خطيرة لاحظها الأهل عند إخراجها للبراز من الفم وفتحة الجراحة، وعند اللجوء للمستشفى تم تحويلها إلى قسم الجراحة، إذ أجريت عددا من العمليات لتحويل المسار وتم احتجازها  منذ يوم 11 فبراير من هذا العام لإنقاذها من المشكلة، ولكنها لم تتمكن من النجاة بعد إصابتها بتسمم فى الدم.
 
أخت-الحالة-فى-حالة-صدمة-لفقدانها
أخت الحالة فى حالة صدمة لفقدان أختها
تحكى  "سمر" أخت الحالة التى كانت بجانبها من بداية الأزمة، "أختى فى الخامسة والثلاثين من عمرها، وكانت تطمح فى أن تصبح أمًا خاصة مع كبرها فى العمر، وبالفعل حان وقت الولادة وتوجهنا بها لمستشفى النساء والتوليد بقصر العينى، وظلت هناك ليومين فلم تخرج فى اليوم ذاته ولا نعلم السبب، خاصة أنها ولدت سابقا فى مستشفى خارجى، ولم تظل هناك إلا لساعات بعد الولادة".
 
وأضافت سمر، "خرجت أختى من المستشفى وذهبت معنا البيت لنجدها تخرج أشياء خضراء من فمها وماء ذا رائحة غريبة من بطنها، وعندما دققنا النظر وجدناها تخرج البراز من فمها ومكان الولادة الذى كان محاطا بالكثير من القطن الملفوف بشريط لاصق أبيض، لذلك اقترحت عليها أن أزيل الشريط وأرى ما هو السبب فيما يحدث، والمفاجأة كانت فى هذه اللحظة فقد وجدت بطنها كلها مفتوحة دون خياطة".
 
الحالة-فى-العناية-المركزة
الحالة فى العناية المركزة
 
وتابعت سمر، "شعرنا بالذعر عند رؤية هذا المنظر والخوف على أختى لذلك ذهبنا مسرعين إلى دكتور بالقرب منا ولكنه نصحنا أن نذهب للطبيب الذى أجرى عملية الولادة، فتوجهنا للقصر العينى حيث مستشفى النساء التى حولتنا إلى الجراحة سريعا، وبالفعل اهتم الأطباء هناك بحالة أختى وأجروا عملية استكشاف وعرفنا منهم بعد ذلك أن الطبيب الذى أجرى الولادة القيصرية قطع الأمعاء وهذا ما تسبب فى كل هذه المضاعفات".
 
الوالد-باكيا
الوالد باكيا يروى كواليس وفاة ابنته
ومن جانبه قال والد الحالة عادل عبد المنعم، يعمل سواق ميكروباص، "لم نسكت على حق هاجر وحاولنا التواصل مع "م.ث" الطبيب الذى أجرى لها الولادة من أجل متابعة حالتها ومعرفة ما الذى فعله بالضبط، ولكنه لم يقابلنا مرات ومرات، إلى أن وصلنا للدكتور أحمد محمود، مدير مستشفى النساء والتوليد بقصر العينى، وتحدثنا معه عن المشكلة وبالفعل أحضر الطبيب وحدث بيننا مواجهة فى مكتبه، وقدمنا التقرير الطبى الذى نص على حالتها من الجراحة، ويبين أن الأمعاء مقطوعة وبالفعل سأله المدير أنت عملت كدة، فقال "آه المشرط سرح منى".
 
 
الحالة-فى-آخر-لحظاتها
الحالة فى آخر لحظاتها
ولفت والد الحالة إلى أن أطباء الجراحة  أكدوا له أن سبب تدهور الحالة ليس فى هذا الخطأ بقدر عدم مصارحته به وخروج هاجر فى ذلك الوقت بدلا من تقديم الرعاية وعلاج المشكلة، فهذا ما تسبب فى الكثير من المضاعفات ومنها تسمم الدم والتهاب المعدة وغيرها من المشكلات التى لم يتمكن الأطباء من التعامل معها.
 
وأكد والدها " لم تنجُ ابنتى بعد الكثير من العمليات فقد أجيرت 7 عمليات ولكن دون جدوى، ودخلت الرعاية المركزة وماتت بعد أكثر من شهرين فى هذا العذاب"، باكيا: "كانت أختى وسندى ودراعى اليمين فى هذه الدنيا".
 
توفيت هاجر وهى تعانى من فشل كلوى ونزيف داخلى وتسمم فى الدم وهبوط فى الدورة الدموية واستمرت لشهر فى الرعاية المركزة قبل أن ترحل عن عالمنا، وكل ذلك - بحسب أقوال أهلها - كان نتيجة لخطأ طبى أجراه طبيب خلال إجراء قيصرية .
 
الحوار-مع-والدة-الحالة
الحوار مع والدة الحالة
 

مدير مستشفى النساء والتوليد: قصر العينى بوابة تستقبل 1500 ولادة شهريا ونسب الخطأ واردة عالميا  

 
قال الدكتور أحمد محمود، مدير المستشفى النساء والتوليد بقصر العينى، إن المستشفى تستقبل كل أنواع الحالات بدرجاتها من حيث مراحل الخطورة، وتجرى 1500 حالة ولادة فى الشهر وفى العيادة الخارجية تستقبل ما يزيد عن 600 حالة يوميا، وذلك بخلاف النقص فى عدد الأطباء والتمريض فى مواجهة كل هذا الضغط، وبالتالى بالتأكيد سيكون هناك نسب خطأ وارد وحالات لديها مضاعفات من ولادة.
 
وأضاف محمود "نتابع المريضة خلال الحمل وعند الولادة فى ظل النقص العددى فى الأطباء والممرضات، والخدمة تقدم لكل من يلجأ لنا ولا نتمكن من منع من الدخول رغم أن لدينا ضغطا شديدا وعمالة قليلة جدا، وفى قسم الطوارئ يوجد 6 نواب ومدرس مساعد ومدرس وأستاذ مساعد وأستاذ".
 
ولفت محمود، إلى أن الكثير من الحالات تأتى للمستشفيات الخارجية ولا يجدوا دكتور تخدير أو أساسيات ولادة، فيذهبوا للقصر العينى ويضعوا على عاتق المستشفى كل العبء، وبالنسبة للمشكلة التى حدثت مؤخرا عن السيدة التى عانت من مضاعفات الولادة القيصرية، فالخطأ وارد وليس إهمالا.
 
وقدم مدير مستشفى النساء والتوليد مثالا على ما يقول مؤكدا " من %3 إلى 5% يحدث لهم نزيف نتيجة انقباض الرحم ويكون بسبب الأنيميا التى تعانى منها السيدة خلال الحمل".
 
وأضاف، "كل حالة لها طبيعة وملابسات مختلفة وتاريخ مرضى قد يكون السبب وراء أى مضاعفات، فلا يمكن أن نتخذ حكما أو قرارا إلا بعد أن نرى أبعاد الحالة، فكل حالة هى حالة خاصة ومعرضة لأشياء خاصة بها، فهناك أخطاء أو نسميها مضاعفات للتخدير، معلقا: "مال الدكتور والآثار الجانبية".
 
وامتنع الطبيب المعالج للحالة نفسه من التصريح لوسائل الإعلام قبل أن تأخذ التحقيقات مجراها خاصة أن الأهل لجأوا للطب الشرعى للبحث فى القضية وتحديد وجه الخطأ.
 
المولود
المولود

مصير الطفل بعد وفاة أمه

 
فى ذات السياق، عبرت والدة الحالة عن حزنها الشديد على ابنتها، واستنجدت قائلة "عايزة حق بنتى والطفل اللى اتيتم ده كان عندها 35 سنة وكان نفسها تبقى أم".
 
والدة-الحالة-عن-حرمان-الطفل-من-أمه
والدة الحالة عن حرمان الطفل من أمه
وعن الطفل قالت "أنا سأربيه .. وأرضعه حاليا لبنا صناعيا لأنه اتحرم من لبن أمه، ويعيش وسط عائلة والدته فهو الذكرى الوحيدة لبنتى، كانت تفكر فى تربية الطفل منذ الحمل ولكنها لم تنعم به".
 
 
والدة-الحالة-تنهار-باكية
والدة الحالة تنهار باكية
 

خطأ وارد ينهى حياة كاملة 

 
ومن جانبه قال أخ الحالة " عندما واجهت الطبيب، قال إنه خطأ وارد وليس له أى عقوبة، فهل هذا حقيقى، ومن المسئول عن وفاة أختى"، مؤكدا أنه تقدم بشكوى لمدير عام مستشفيات جامعة القاهرة مع تحرير محضر فى قسم مصر القديمة برقم 1234 أ,أ,ى، ضد الطبيب الذى أجرى لها الجراحة القيصرية.
 
 وفى هذا الشأن، شدد الدكتور رشوان شعبان الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء لـ"اليوم السابع"، أعلى ضرورة وجود تقرير طبى للحالة  قبل أن يتم البت فيها، وتستكمل الإجراءات من خلال العرض على استشارى ويقول هل هذا خطأ أو مضاعفات، ولا يوجد خطأ وارد  ولكن مضاعفات واردة.
 
وأكد شعبان، أن الأخطاء قد تحدث وتتدرج فى خطورتها ولكل حالة ملابساتها ولكن يجب اللجوء فى مثل هذه الحالة لكل من مختصى النساء والتوليد والجراحة، لافتا إلى أنه توجد مضاعفات محددة وواردة ومكتوبة فى الكتاب الذى يرجعون له فى أخلاقيات وقوانين المهنة، والمشكلة الأكبر لا تتمثل فى الخطأ بقدر التعامل بعد ذلك، وهل كان هناك تدارك له أو لا.
 
والدة-حالة--اين-حق-ابنتى
والدة الحالة: اين حق ابنتى
وعن العقوبات التى تفرض على الطبيب، فأشار إلى أن هناك العديد من العقوبات التى تتنوع ما بين بسيطة وكبيرة حسب نوع الخطأ، والتى تكون إما غرامة مالية أو إيقاف مؤقت بداية من 6 شهر لأعلى، وفى حالات الخطأ الجسيم من الممكن أن تصل للشطب النهائى عند إثباته".
 
أما عن المسئولية الجنائية على الطبيب فى حال إثبات الخطأ الطبى، فقد قال الدكتور إيهاب طاهر، الأمين العام لنقابة الأطباء، إن الأخطاء الطبية الجسيمة يكون فيها عقوبة جنائية وتعتبر بموجب قانون العقوبات جريمة قتل خطأ تدرج فيها العقوبة من السجن ثلاث سنوات إلى خمس سنوات بحسب الحالة.
 
التقرير-الطبى-من-قسم-الجراحة
التقرير الطبى من قسم الجراحة
وأضاف الأمين العام لنقابة الأطباء، أن جميع محاسبات الأخطاء الطبية تكون وفقا لقانون العقوبات وليس لقانون خاص بالأخطاء الطبية، مؤكدا أن العالم كله لديه قانون خاص بالمحاسبة الطبية يكون به ثلاث أجزاء وهى مضاعفات المرض نفسه أو الجراحة نفسها ولا يكون للطبيب يد فى حدوثها أو أى مسئولية،  والأخطاء الطبية المتوقع حدوثها فى مثل هذه الجراحات وتكون طبقا للحالة وعليها عقوبة تتمثل فى غرامات مالية، والجزء الأخير الخاص بالإهمال الطبى الجسيم مثل إجراء عملية غير مصرح لها أو أن تجربة نوع جديد من الأدوية على المريض أو طبيب يترك مريض ينزف وغيرها من الأمور.
 
ولفت طاهر إلى أن التحقيق يكون فى ثلاث جهات وهى جهة عمل الطبيب والنقابة والسلطات القضائية، غير أنهم قدموا مشروع قانون للمسئولية الطبية لأن النيابة ليس لديها خبرة طبية كافية فى مثل هذه الأمور لذلك هذا المشروع يشتمل على لجنة فيها أطباء وغير أطباء لضمان الشفافية والمصداقية وتكون محايدة تطلع على الشكوى ويحدد القرار على أساسها، مما يضمن حماية للمريض وسرعة للإجراءات وحماية أيضا للطبيب. 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة