وصفت صحيفة الخليج الإماراتية فك ارتباط حركة حماس بالإخوان بـ"التقية" لتلميع صورتها العربية والدولية، وتحت عنوان "طعمية حماس وفلافل فتح" قالت الصحيفة، "بعيدا عن ارتباط حماس بالإخوان وتأييدها المعلن والمضمر لكل ما افتعلوه من آثام بحق أوطانهم فى مصر وسوريا وتونس وليبيا وتركيا واليمن وغيرها من الدول، وبمعزل عن إعلان فك ارتباطها بجماعة الإخوان لتلميع صورتها كخطوة لتعزيز مقبوليتها العربية والدولية، فهى جزء من الكيان الدولى للإخوان والقول بفك الارتباط هو"تقية" سياسية، كما فعلت "حركة النهضة" التونسية.
إلا أن القول بأن المقاومة عندها وسيلة وليست غاية يدحضه قبولها بـ"دولة فلسطينية مؤقتة على حدود الرابع من يونيو 1967 كصيغة توافقية وطنية مشتركة"، لأن ذلك يتعارض مع شعارها "فلسطين من النهر إلى البحر"، إلا إذا كان الهدف هو أن تكون جزءاً من التسوية التى طالما رفضتها وقبلت بها السلطة الفلسطينية، وذلك نزولا عند مطالب دول إقليمية ترتبط بها "حماس" مصلحياً ومادياً وفكرياً، كى يكون لها حصة فى وليمة التسوية وتقاسم الجبنة عندما يحين أوانها.
وقالت الصحيفة الإماراتية، إن الفرق بين الطعمية المصرية والفلافل الشامية هو نفسه الفرق بين "حماس " و"فتح"، مشيرة إلى أن حركة حماس ظلت لسنوات طويلة منذ تأسيسها العام 1987 وصدور ميثاقها العام 1988 تعتبر نفسها امتدادا لجماعة "الإخوان المسلمين"، وهى جزء من حركة النهضة الإسلامية التى تعتبرها مدخلاً لتحرير فلسطين "كاملة من النهر إلى البحر"، وتقول أيضاً إنها "تعمل على توفير الظروف الملائمة لتحقيق تحرر الشعب الفلسطينى وتحرير أرضه من الاحتلال الإسرائيلى، والتصدى للمشروع الصهيونى... الخ".. وتعتبر الحركة أرض فلسطين "وقفا إسلاميا ووطنا تاريخيا للفلسطينيين بعاصمتها القدس"..
وأكدت أن المقاومة عند "حماس" وسيلة وليست غاية، قائلة، "كثيرون صدقوا أن حماس لا تحمل السلاح إلا لقتال إسرائيل، وأن المقاومة عندها ليست غاية، وأنها "تحصر نضالها وعملها فى قضية فلسطين، ولا تتدخل فى شؤون الآخرين"، وصدقوا أيضا أنها لا تسعى إلى السلطة، ولا تحاول فرض هيمنتها وسطوتها على من فى قبضتها من الشعب الفلسطينى فى القطاع، وتحاول أن تتمدد فى الضفة لعلها تنتزع شيئاً من يد السلطة وحركة فتح، وبالتالى دخول المنافسة فى "بازار" المساومات السياسية على القضية الفلسطينية، والاعتراف بها كقوة تمثل الشعب الفلسطينى".
وأشارت الصحيفة إلى الخليج فى الختام مؤكدة أن إعلان "حماس" ميثاقها الجديد الذى تخلت فيه عن ثوابت وطنية طالما كان يشكل غطاءً لها، يعنى أنها لا تختلف عن السلطة أو "فتح"، وبالتالى يصبح نهجها السياسى القائم على الهيمنة والتفرد بمصير القطاع والإصرار على الانقسام، بزعم أنها حركة مقاومة مختلفة فى النهج والأسلوب والأهداف والمبادئ نوعاً من السفسطة السياسية والفكرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة