قالت صحيفة روسيسكايا جازيتا الروسية، اليوم الأربعاء، فى تحليل لها حول الانتخابات الرئاسية فى فرنسا، قبل أربعة أيام من انطلاق الجولة الثانية ـ إن مارين لوبان مرشحة اليمين المتطرف للانتخابات الرئاسية، تتمتع بذكاء منقطع النظير، كما أن احتمالات فوزها تعتبر شبه مؤكدة على أرض الواقع، بغض النطر عن الاستطلاعات التى لم تشمل طبقات متعددة، فهى استغلت الأيام القليلة الماضية فى كسب شعبية حقيقية وتقليص الفارق مع منافسها المستقل إيمانويل ماكرون.
ووفقاً للصحيفة الروسية ذاتها، تمكنت مارين لوبان من تعزيز موقعها خلال الأسبوع الماضى بشكل واضح، حيث أحرزت انتصارا نفسيا كبيرا على ماكرون بعد زيارتها الخاطفة إلى مصنع "ويرلبول" فى مدينة أميان، مسقط رأسه، والذى كانت إدارة المصنع تخطط لنقله إلى بولندا، وبالتالى إبقاء 300 عامل من دون عمل، ولكن استغلت لوبان تلك المشكلة ووعدت بالحفاظ على فرص العمل، ولذلك استقبلت بحفاوة وتصفيق حار، فى حين استقبل ماكرون الذى جاء بعدها بالصفير وشعار "مارين رئيسةً"، مما جعل لقائه وحديثه دون جدوى حقيقية.
أما الانتصار الأكبر، الذى حققته لوبان فكان فى نهاية الأسبوع الماضى أيضاً، عندما أعلنت تحالفها مع زعيم حزب "انهضى يا فرنسا" اليمينى الصغير نيكولا ديبون إينيان، الذى خاض انتخابات المرحلة الأولى وحل فى المركز السادس بحصوله على 4.7 فى المئة من الأصوات، وعلى الرغم أنه بالطبع، إن جميع الذين صوتوا لمصلحته (1.7 مليون شخص) لن يصوتوا لمصلحة لوبان فى الجولة الثانية، ولكن هناك الكثيرين منهم سوف يصوتون لمصلحتها تنفيذا لتوجيهات زعيم الحزب.
ويقول العديد من المراقبين والخبراء، إن حزب "الجبهة الوطنية" اليمينى المتطرف تمكن هذا العام من كسر الحصار المفروض عليه من جميع الأحزاب السياسية الفرنسية لأول مرة فى تاريخه، ويأكد المراقبون، أن ما يسمى بـ "التحالف الجمهوري" ضد "الجبهة الوطنية" قد فارق الحياة، ولكم يعد له فائدة حقيقية.
ويشار إلى أنه من المتوقع بطبيعة الأمر، أن حزب "الجمهوريين" اليمينى والحزب الاشتراكي، اللذين خسرا المرحلة الأولى للانتخابات للمرة الأولى فى عهد الجمهورية الخامسة، سيدعوان المواطنين الفرنسيين إلى التصويت لمصلحة ماكرون، وهذا ما يصر عليه الرئيس الفرنسى الحالى فرانسوا هولاند.
كما كان موقف زعيم اليسار الردايكالى جون لوك ميلونشون ( الذى حصل على نحو 20 فى المئة من الأصوات فى المرحلة الأولى) فى صالح لوبان إلى حد ما، فهو على الرغم من كونه معارض لـ"الجبهة الوطنية" من منطلق ايديولوجي، إلا أنه لم يصدر أى توجيهات إلى أنصاره بشأن التصويت فى المرحلة الثانية ، أى أن كلاً سيصوت للمرشح الذى يعجبه يوم 7 مايو المقبل، وحتى فى كلمته لاتباعه اعلن ان لوبان خطر على الدولة ولكن فى الوقت ذاته أكد ان ماكرون لا يصلح ان يكون رئيس ولا يستطيع قيادة الجمهورية، وإنه ينتهج النهج الاقتصادى نفسه الذى سار عليه هولاند.
وعن أخر مجهوداتها فى كسب الأصوات قالت لوبن أمام نحو خمسين شخصاً هم أفارقة يعيشون فى فرنسا أو فرنسيين من أصل أفريقى، خلال اجتماع فى باريس مخصص للسياسة الأفريقية، إن "الدول الأفريقية متروكة، ومساعدات التنمية انخفضت كثيراً. أتعهد بأن أخصص، قبل عام 2022، 0,7%" من الناتج المحلى الإجمالى للتعاون مع أفريقيا، مضيفةً "سنحرص على الاستخدام السليم" لهذا المبلغ.
وأوضحت أن "0,7% تشكّل تقريباً زهاء 15 مليار يورو، وهى نسبة أعلى بكثير من الـ400 مليون يورو المخصصة حالياً للتنمية فى أفريقيا".
والجدير بالذكر أن موقع لنترنو الفرنسى قال أمس الثلاثاء، إن استطلاعات الرأى الأخيرة أكدت أن المرشح المستقل إيمانويل ماكرون لا يزال متربعا على عرش الانتخابات الفرنسية، فى مقابل منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان بفارق 10 درجات مئوية.
وأشار استطلاع للرأى اجراه معهد كانتار سوفر- وان بوينت لصالح صحيفة لو فيجارو، وإذاعة "ال سى اى" الفرنسيتين، أن ماكرون حقق 59%، بينما حصلت لوان على 41% فقط من إجمالى الخاضعين للاستطلاع، وتظهر نتيجة الاستطلاع انخفاض شعبية ماكرون على الرغم من ثبات تصدره الاصوات، إذ انخفضت نسبته المئوية درجتين بالمقارنة مع الاستطلاع السابق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة