قالت مايسة فاضل، رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم سابقا، إنه فى كل عام يتخرج من المعاهد العليا جيوش جرارة من الخريجين، ومعظمها ليس عنده ما يؤهله لأنه درس مقررات دراسية لا تمت للاحتياجات والتحديات بصلة وغير مؤهل لتلك الوظيفة بشهادة أصحاب العمل لأنه غير ناضج وضعيف، مؤكدة أن التعليم أحد أهم عناصر الحياة ويساوى بين الناس ويلغى أى فوراق ويعلى من قيم الإنسانية والمحبة، مشيرة إلى أن التعليم جعل الإنسان يصل إلى الله.
وأكدت، بكلمتها خلال مؤتمر "تطوير التعليم.. الإبداع والاستثمار"، الذى عقد اليوم الأربعاء، بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة، وذلك بحضور نخبة من ممثلى من وزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى، وعدد من ممثلى الجامعات الخاصة، وعدد من الخبراء التربويين والتعليمين، أن التطور لن يقوم فقط على الأموال أو القوة أو كثرة الشباب، مؤكدة أن مختلف الحضارات التى اعتمدت على القوة والمال فقط اندثرت بعكس هذه التى اعتمدت على الفكر من خلال تكوين منظومة تعليمية متكاملة.
وأشارت إلى أنه لم يعد ينظر للتربية والتعليم باعتبارهما خدمة للناس فالارتباط وثيق بين التربية والاقتصاد ونظرية رأس المال البشرى، مؤكدة أن إصلاح التعليم ضرورة ملحة لأن اختلال التعليم يؤدى إلى اختلال الإنتاج والدخل ومن ثم النظام الاجتماعى والسياسى فى الدولة، موضحة أن التنمية البشرية الآن صارت ضرورة من ضرورات المجتمعات وتعود على المجتمع بالفائدة والربح، موضحة أن نظام التعليم أصبح من دعائم التنمية وأهم عواملها والعلاقة وثيقة بين التنمية وأسلوب التربية فى المجتمع.
وأردفت، إلى أن الإبداع هو الذى تتعدد تعريفاته بتعدد المدارس الفكرية بتنوع التخصص، قائلة: "الواقع مؤلم وبه كلمات صادمة ولكن لابد من الصدق مع النفس عند التحدث عن أهمية التطوير فى منظومة التربية والتعليم، وأفضل أنواع الاستثمار هو الاستثمار فى البشر والطاقات الشبابية فى ظل التحديات الحالية، والاستثمار فى التعليم يقصد به العمل على تطوير المنتج التعليمى ليكون قادرا على قيادة التنمية والاستثمار الأمثل فى التعليم يعمل على زيادة الموارد المالية وتوظيف هذه الموارد لخدمة المجتمع".
وأوضحت، أن وجود منظومة متطورة من الاستثمار فى التعليم تؤثر على كل جوانب المجتمع، والمعلم لم يعد فقط حجر الزاوية ويجب أن يكون الطاقة والقوة المحركة فى العملية التعليمية قبل أن يكون معلما، ولابد من الاهتمام باختياره فمن دونه لا توجد عملية تعليمية بشكل عام ولا يكون هناك استطاعة للارتقاء بالعملية، قائلة: "نرى أن بعض المعلمين الآن غير قادرين على غرس المبادئ والقيم فى الطلاب وهى العملية الأهم فى العملية التعليمية".
وتابعت: "كيف نجعل المعلم محبا للمهنة وقادرا على العطاء أولا توفير المميزات التى تجعله لا يفكر إلا فى التعليم ويكون همه الأول هى العملية التعليمية، وكذلك احترامه من المجتمع ليحلم الطالب بوظيفته عندما يرى تقدير المجتمع لمعلمه، ولم يصبح الكتاب المدرسى هو المصدر الوحيد للمعرفة لكن تعددت مصادر المعرفة ولابد من الاستفادة من التكنولوجيا المتوفرة وتدشين شبكة تساعد على التواصل بين المعلمين على قاعدة بيانات واحدة فى المدرسة أو الجامعة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة