الأمم المتحدة: قوات حفظ السلام خفضت أعداد القتلى من المدنيين بنسبة ٩٠٪‏

الثلاثاء، 30 مايو 2017 02:49 م
الأمم المتحدة: قوات حفظ السلام خفضت أعداد القتلى من المدنيين بنسبة ٩٠٪‏ أمين عام الأمم المتحدة انطونيو جوتيريتش
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال أمين عام الأمم المتحدة انطونيو جوتيريتش ، إن أكثر من ثلاثة آلاف و500 موظف من موظفى الأمم المتحدة جادوا بأرواحهم فى خدمة السلام .

وأضاف جوتريتش ، فى مقال له بمناسبة اليوم العالمى لقوات حفظ السلام ، والذى وزعه المركز الاعلامى للأمم المتحدة بالقاهرة، أنه فى كل يوم يخاطر حفظة السلام التابعون للأمم المتحدة بحياتهم وهم يقومون بالوساطة بين الجماعات المسلحة التى تحاول قتل بعضها بعضا أو تسعى إلى إيذاء المدنيين. 


وتابع جوتريتش ، انه على امتداد الحقبة الماضية التى تفوق السبعين عاما، ساهمت عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام فى إنقاذ وتحسين حياة عدد لا يحصى من البشر، كما ساعدت عددا يعز حصره من الأسر التى نكبتها الحروب على أن تبدأ صفحة جديدة فى حياتها. وقد دلت الأبحاث المستقلة على قيمة حفظ السلام لدوره فى منع انتشار أعمال العنف، وخفض عدد القتلى فى صفوف المدنيين بنسبة تفوق 90 فى المائة عادة، مقارنة بما قبل الانتشار. 


وأشار جوتريتش إلى ، أن حفظ السلام فعّال من حيث التكلفة ، فميزانية الأمم المتحدة لحفظ السلام أقل من نصف 1 فى المائة من الإنفاق العسكرى العالمي، ويتقاسمها جميع أعضاء الأمم المتحدة البالغين 193 دولة عضوا.


وتُبيّن الدراسات فى الولايات المتحدة أن تكلفة بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام أقل بثمانية أضعاف من التكلفة التى تتكبدها الولايات المتحدة عندما تقوم بالعمليات بمفردها. على أن ثمار هذا الاستثمار أكبر من ذلك بكثير إذا راعينا النمو والرخاء الاقتصاديين اللذين يتحققان بفضل زيادة الاستقرار والأمن بعد نجاح بعثات حفظ السلام. 


وأضاف جوتريتش انه فى عالمنا المترابط، فإن ظهور الإرهاب العالمى يعنى أن عدم الاستقرار فى أى مكان هو خطر على الاستقرار فى كل مكان. وتتصدر عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام الطليعة فى جهود منع ظهور مناطق تسود فيها الفوضى ويمكن أن تصبح مرتعا يزدهر فيه انعدام الأمن والجريمة العابرة للحدود الوطنية والتطرف. فهى استثمار فى السلام والأمن والرخاء العالمي. 


واشار الى ان بعثات الامم المتحدة لحفظ السلام ساهمت فى إحراز جملة من الإنجازات فى ميادين تحقيق الاستقرار والتنمية والنمو الاقتصادى فى بلدان تمتد من السلفادور إلى ناميبيا، ومن موزامبيق إلى كمبوديا. وقد أنجز أربعٌ وخمسون عملية ولاياتها وأنهت نشاطها، وسيضاف إلى تلك الحصيلة فى الأشهر القادمة بعثتان أخريان فى ليبريا وكوت ديفوار.
وتابع قائلا انه رغم أن الأمم المتحدة تواجه تحديات ونقائص فى جهود حفظ السلام، فينبغى أيضا أن نعترف بالنجاحات التى أحرزناها فى عملنا من أجل السلام.


وأضاف أن جمهورية أفريقيا الوسطى كانت تواجه خطر الإبادة الجماعية عندما دخلها حفظة السلام قبل عامين ، لكنها اليومَ انتخبت حكومة جديدة فى سياق عملية سلمية وديمقراطية، وهى تعمل جاهدة من أجل المضى قدما صوب تحقيق السلام والاستقرار ونزع السلاح وسيادة القانون ، وأضافة إلى ذلك فإن بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار فى جمهورية أفريقيا الوسطى، تقدم دعما حاسما لتقليص خطر الجماعات المسلحة، رغم أن الوضع لا يزال صعبا ، ومن المفزع أن يتخيل المرء العواقب المأساوية إن لم يكن حفظة السلام قد توجهوا إلى هناك. 


أما فى جنوب السودان، فحفظة السلام التابعون للأمم المتحدة يوفرون المأوى لأكثر من 200 ألف مدنى فروا لما دمرت ديارهم من جراء الاقتتال ، وفى الوقت الذى يهدد فيه شبح المجاعة البلد، فإن حفظة السلام يوفرون الأمن لوكالات المساعدة الإنسانية لإيصال المعونة المنقذة لأرواح الناس. 


وشدد جوتريتش على أن تحقيق السلام فى الميدان يتوقف على العمل الشاق المرهق يوميا وفى ظروف خطيرة صعبة، والعالم يعول على حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة فى أن يذهبوا إلى حيث لا يستطيع ولا يريد الآخرون أن يذهبوا، رغم الحواجز الكثيرة التى يتعين عليهم تجاوزها. 


وأضاف أن عمليات السلام التى تضطلع بها الأمم المتحدة تواجه فى الأغلب الأعم ثغرة بين أهدافنا وبين الوسائل المتاحة لنا من أجل بلوغها ، وفى كثير من الأماكن، ينتشر حفظة السلام حيث لا يبدى الأطراف المتحاربون أدنى التزام بالسلام ، بل إن بعثاتنا ذاتها قد أصبحت بشكل متزايد هدفا يترصده كل من أطراف النزاع وأهل التطرف العنيف.


وقال إن التصدى لهذا الواقع الجديد يتطلب القيام بإصلاحات استراتيجية جادة، استنادا إلى تحليل ولايات وقدرات بعثاتنا وشراكاتنا مع الحكومات والآخرين ، ويجب علينا أن نكيف عمليات السلام مع الظروف الخطيرة والصعبة التى تواجهها حاليا ، وهناك إصلاحات تمت بالفعل وساعدت فى التقليل من التكاليف بقدر كبير وإمدادنا بمرونة أكبر لنشر حفظة السلام فى غضون آجال قصيرة ، ولكن ما زال يتعين بذل الكثير من الجهد فى هذا المجال ، ولقد عقدت العزم على التعاون مع الحكومات والمنظمات الإقليمية والشركاء الآخرين لتزويد عمليات حفظ السلام بالأدوات والقواعد التى تحتاج إليها. 


ولفت الى ان سمعة حفظ السلام تلطخت فى السنوات الآخيرة بقضايا الاستغلال والانتهاك الجنسيين التى هى انتهاك صارخ لجميع القيم التى نؤمن بها، والتصدى لهذه الآفة هى إحدى أولويات منظومة الأمم المتحدة، وأعلن جوتريتش انه قدم خطة إلى جميع الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة تهدف إلى إنهاء الإفلات من العقاب، وتعيين مدافعين عن حقوق الضحايا فى بعثات حفظ السلام وفى مقر الأمم المتحدة.


وقال انه عندما يُسأل الناس فى أرجاء العالم قاطبة، من نيويورك إلى نيو دلهي، ومن القاهرة إلى كيب تاون، عما هى أولوياتهم، فإن جوابهم يكون هو نفسه، فهم يريدون السلامة والأمن، ويريدون أن يربوا أطفالهم فى جو السلام وأن يوفروا لهم التعليم الجيد والفرص التى تفتح لهم باب المستقبل على مصراعيه.
وختم جوتريتش مقاله بالقول ان حفظة السلام التابعون للأمم المتحدة هم إحدى الوسائل التى نستعين بها فى بلوغ تلك المطامح وفى العمل من أجل تعزيز الأمن فى العالم لصالح الجميع.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة