بالفيديو والصور.. أبناء القراء فى دولة التلاوة الحديثة "4".. أحمد محمود على البنا.. رجل أعمال ناجح ومقرئ متميز.. نجل الصوت الحنون: لا أقلد صوت والدى لكنها جينات الوراثة.. وأول أجر تقاضيته 300 جنيه

الثلاثاء، 30 مايو 2017 11:54 ص
بالفيديو والصور.. أبناء القراء فى دولة التلاوة الحديثة "4".. أحمد محمود على البنا.. رجل أعمال ناجح ومقرئ متميز.. نجل الصوت الحنون: لا أقلد صوت والدى لكنها جينات الوراثة.. وأول أجر تقاضيته 300 جنيه الشيخ أحمد محمود على البنا
حوار على عبد الرحمن - تصوير أشرف فوزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعلمت من والدى الوقار فى دخول المجالس والحفلات

والدى كان يعطينى 25 قرشًا كلما حفظت القرآن

زملائى كانوا ينادوننى بـ"مولانا"

أول تلاوة لى أمام جمهور عام 1969 فى عزاء قريب صديق لى

الرئيس عبد الناصر طلب من والدى تسجيل القرآن الكريم 
 

فى يوم الجمعة 19 يوليو من عام 1985، جلس الابن أمام إحدى الأسرة داخل مستشفى خاص بالقاهرة، وبدأ يرتل القرآن الكريم بناء على طلب والده المريض، إلى أن وصل إلى قوله تعالى: "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك.." فإذا بصوت الابن يختنق، وتغالبه الدموع، وساد الصمت فى الحجرة الصغيرة وقال الأب هذا هو الطريق يا بنى.. وبعدها بدقائق طلب حضور الشيخ محمد متولى الشعراوى، وبمجرد وصوله إذا بالدموع تنهمر من الشيخ الشعراوى.. دار بينهما حوار كوداع الأحبة.. وفى صباح اليوم التالى غيب الموت صوت أحبته الملائكة إنه الشيخ محمود على البنا.

 

فى سلسلة حوارات "أبناء القراء فى دولة التلاوة الحديثة"، التقيت رجل الأعمال أحمد محمود على البنا، الذى ورث حلاوة الصوت ومهنة التلاوة عن والده إلى جانب عمله كرجل أعمال، فكان لنا معه هذا الحوار..

أليس غريبًا أنك رجل أعمال ناجح وورثت التلاوة عن والدك؟
 

"هى لا تؤثر على عملى إطلاقًا وأنا أتلو القرآن كرسالة وأريد أن تصل للعالم أجمع.

متى وكيف بدأت حياتك كمقرئ؟
 

عقب وفاة والدى بشهرين وكان عمرى وقتها 35 عامًا كان لوالدى صديق مبتهل فى الإذاعة اسمه الشيخ محمد سعيد الفراش، وكان قد التقط ووالدى صورًا قبل وفاته مباشرة فذهبت إليه لأخذ نسخة منها، وكنا نتحدث سويًا عن العصر الذهبى للمقرئين، وخلال حديثنا قلدت تلاوة لوالدى وللشيخ مصطفى إسماعيل، فقال لى الشيخ الفراش "بس تاهت ولاقيناها"، فقلت له "إيه هى اللى تاهت ولقيناها"، قال "ألا تحب أن من يسمعك يترحم على والدك"، فقلت "طبعا" فقال "اللى انا سمعه دا مشروع صيت فيجب أن تسير على درب والدك، رفضت فى البداية ثم قلت له دعنى استخير الله... وحينما عدت للمنزل قلت لوالدتى وأخوتى ما حدث ففرحوا كثيرا، وقالت والدتى ياريت تكمل مسيرة والدك، فصليت صلاة استخارة، وفى ليلتها رأيت رؤية أننى كنت فى حفرة ولا أدرى من أين أخرج، وإذا بوالدى يقف على شفا الحفرة، ويمد يداه ويقول لى تعالى يا أحمد.

وصبيحتها وجدت والدتى تعطينى "قفطانين" وقالت لى والدك أتى إلى فى المنام وقال لى أعطيهم لأحمد، فقلت هذه الإشارة، وبدأت كل جمعة أتلو فى مسجد الوالد بقرية شبرا باص مركز شبين الكوم بالمنوفية قبل كل صلاة، وبدأت الناس تعرف أن للشيخ محمود على البنا ابنا يتلو فى مسجده.

 

لكن ألم تكن تقرأ قبل هذه السن؟
 

فى الحقيقة كانت تلاوات بالصدفة، فقط كنت أقرأ فى المدرسة مع الزملاء، وفى الجامعة حتى أنهم كانوا ينادونى مولانا، وأول مرة أتلو أمام جمع كبير من الناس عام 1969 كان فى عزاء أحد أقارب صديق لى أمام القصر العينى، فطلب منى أن أتلو وترددت كثيرا، لكنه قدمنى فى الميكروفون، على أنى نجل الشيخ محمود على البنا، فانتبه الحضور ليروا ابن الشيخ محمود على البنا، ووالدى الحقيقة كان ينبهنا إلى أن نتصرف تصرف يليق بأننا أبنائها فكلامنا، وخطواتنا محسوبة.

ومتى كانت أول دعوة رسمية لك كمقرئ؟ وأول أجر تقاضيته؟
 

كان فى مأتم بطنطا نهاية عام 1985.. وكان أول أجر لى تقريبا 300 جنيه، ثم توالت الدعوات، وسافرت لدول أوروبية وعربية عديدة أولها كانت لندن ثم كوريا الجنوبية وأيرلندا ولندن أكثر من مرة وفرنسا وأبو ظبى والسعودية وبيروت والكويت مرتين والإمارات وإيران عام 1992.

هل تذكر عمرك حينما حفظت القرآن الكريم؟؟
 

فى الحقيقة كان والدى حريصًا على تحفظينا القرآن الكريم أنا وإخوتى - 5 ذكور وبنتين- لكن لانشغاله الدائم، أتى إلينا بشيخ يدعى الشيخ معوض وكان يحفظنا القرآن الكريم وأتممت حفظ القرآن فى سن 12 سنة، وكان الوالد كلما اجتمع بنا يسمع لنا القرآن وكان دائما ما يكافئنى بـ 25 قرشا لإجادتى الحفظ، وكنت أذهب مع والدى دائما للحفلات والإذاعة، فقد كنت غاوى هذه الليالى.

لكن هل ورث أحد أشقائك التلاوة عن الوالد مثلك؟
 

شقيقى الأكبر شفيق، وشقيقى شريف صوتهما جميل لكنهما لم يمارسا مهنة التلاوة.

 

هل تذكر من هذه الحفلات التى ذهبت إليها مع والدك مواقف لا تنساها من الجمهور ومن الوالد؟
 

من المواقف التى لا تنسى أنه كان يقرأ فى قرية فى الدقهلية، وكان يتلو آية " أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا.." وأحد الحضور ظل يقسم بالله على الشيخ أن يردد الآية مرة أخرى وظل هكذا يرددها والدى 7 مرات بناء على طلب هذا الرجل، وبعد الحفل قال له والله يا شيخنا ما أقسمت عليك إلا لأننى وجدت أنك كلما قرأت هذه الآية وجدت نورا من السماء متصل بك، فوالله أقسمت عليك ليظل هذا النور".. وفى موقف آخر فى قرية أجا بالدقهلية أيضًا كان والدى قبل الختام قال بسم الله الرحمن الرحيم، وكلما قال البسملة طالبه الحضور بتكرارها لأكثر من 10 مرات.

موقف آخر بعيدًا عن الحفلات هو أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، طلب من والدى أن يسجل المصحف المرتل، حتى أن الدكتور عبد القادر حاتم وزير الإعلام، طلب منه سرعة التسجيل وقال له : "ياشيخ محمود دا قرار جمهورى لازم تيجى تسجل".

 

اسرد لنا مواقف لا تنساها من الجمهور بعدما احترفت التلاوة؟
 

وأنا فى اسكتلندا كانت هناك جالية باكستانية لديهم قارئ باكستانى يصلى بهم العشاء والتراويح وبعدما ينتهى من الصلاة أبدأ أنا فى التلاوة، فرئيس الجالية قال لى: "إن قارئنا متميز لكن أنتم يا مصريين محترفين جدًا ولديكم مذاق خاص بكم يجعل المستمعين ينتظرون بالساعات".. وفى رحلة أبو ظبى بعد وفاة والدى بما يقرب من خمس سنوات، فوجدت الناس كلها وزير الأوقاف والإعلام، هناك متذكرين والدى وآخر رحلة له، فكانوا يذكروننى به وفى إحدى التلاوات هناك بالمسجد الكبير، أحد الحضور قام وظل يصيح عدة مرات: "الله يرحم أبوك، فكدت أبكى"، وفى الحقيقة أنا لا أقلد صوت والدى لكنى أنا ورثته وهذه جينات ووراثة.

 

ماذا تعلمت من والدك؟
 

فى إحدى الأيام وأنا فى المرحلة الاعدادية نادى عليا وقال لى اتلوا أمامى وأسمعنى صوتك، وكنت مرتبكا جدًا ومجرد أن بدأت بالاستعاذة بنبرة عالية، ضحك كثيرًا وقال لا يجوز أن تبدأ هكذا، انت مش بتسمعنى فى الراديو "، فتعلمت أننى أبدأ بهدوء.. وبدأت تعلم علم المقامات بالتلقى ولم أدرسه، فلم يكن لدى وقت للدراسة، وكنت اكتفى بالاستماع فقط، وعرفت من السميعة التى كانت تحضر، فمثلا مرة يصيح أحد الحضور لازم نسمع مقام "السيكا" هذا مرة أخرى فأتعلم أن هذا مقام السيكا، وبدأت أسأل والدى لو أردت أقول مقام سيكا أو نهاوند ويعلمنى.. تعلمت من والدى أيضا متى يتكلم والوقار فى دخول المجالس والحفلات والكلام بحساب والقراءة بحساب، كنت أسمع كلام الناس تتحاكى عليه فقط كان حريص على أن يظهر بمظهر حسن فهو سفير للقرآن الكريم.


 

 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة