قالت صحيفة "الرياض" السعودية، إن قطر هرولت نحو المرتزقة فى الإعلام البريطانى، لمحاولة الإساءة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بعدما وضع هذه الدويلة فى موقعها الحقيقى إقليميا.
وأكد المحلل السياسى خالد الزعتر لـ"الرياض"، أن كاريكاتير موقع "ميدل إيست آى" الإنجليزى الصادر من لندن، والذى تهجم على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ومصر، ساخرا من افتتاح مركز "اعتدال" لمواجهة التطرف والإرهاب، بأنها كشفت الحقيقة الكاملة لدولة قطر الداعمة والحاضنة للجماعات الإرهابية، والتي عبرت عن الغضب القطرى من مركز الاعتدال الذى سيتابع حتى الدول التى تدعم الجماعات الإرهابية، خاصة بأن قطر لها تاريخ طويل فى دعم الإرهابيين، كالإخوان وغيرها من الجماعات المتطرفة.
وأضاف "الزعتر" أن هذا الكاريكاتير ليس مجرد انتقادا وهجوما على افتتاح مركز للاعتدال لمكافحة الإرهاب، ولكنه غيظ من الموقف الذى يعبر عن ولادة تحالف جديد فى المنطقة، بين الولايات المتحدة والمملكة ومصر، لمكافحة التنظيمات الإرهابية وتتبع الدول الداعمة للإرهاب، خاصة أن الدور الأمريكى فى المنطقة لن يكون كما كان فى بداية الألفية الثالثة فى عهد الرئيس جورج بوش الأبن، ما يعنى أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تكون متواجدة بشكل مباشر فى المنطقة، لذلك سعت للاعتماد على مكافحة الإرهاب على العمودين المتساندين فى المنطقة، المملكة ومصر، لما لهاتين الدولتين تاريخ طويل فى مكافحة الإرهاب بكل صوره.
وأضاف المحلل السياسى خالد الزعتر، أن دعم قطر لمرتزقة الإعلام، يهدف لشق الصف الخليجى والعربى، وليس بجديد، وهى منذ فترة طويلة لدعم هذا الإعلام لمحاولة خلق صورة لدولة قطر لتتعدى حدود إمارتها الصغيرة، لتخلق منها دولة ذات بعد إقليمى وتكون حاضرة فى أى ترتيبات إقليمية فى المنطقة، وأيضا هذا الإعلام يساهم إلى حد كبير فى تلميع صورة قطر وإبعاد الشبهة عن قطر، خاصة فيما يتعلق بدعم التنظيمات الإرهابية، وكذلك محاولات الإعلام المرتزق الذى تموله قطر فى خلق مثل هذه الصورة من أجل الإساءات للمملكة وجميع الدول العربية، وفى مثل هذا التوقيت يكرس إلى حد كبير مصداقية تصريحات أمير قطر، أى لو كانت قطر جادة فى نفيها لهذه التصريحات وإثبات أنها لا تزال داخل الإجماع الخليجى، كانت سعت قطر للصلح والتقارب وليس للتصعيد، لأن ما نراه اليوم من إساءات ورسومات كاريكاتيرية تعبر عن انحطاط مهنى لدولة قطر ولمن تدعمهم دولة قطر وهى محاولة تهدف إلى التصعيد ضد دول الجوار وليس للتهدئة مع دول الجوار.
وقال "الزعتر": "نخطئ إذا اعتقدنا أن الأزمة التى تفجرت قبل أيام كانت من تصريح أمير قطر، بل الأزمة تفجرت قبل انعقاد قمة الرياض، خاصة أن الإعلام المرتزق المدعوم من قطر سعى لنشر كثير من الصور المسيئة لدول المنطقة، وكذلك التحليلات التى لم تجد فيها أى مصداقية على قمة الرياض قبل انعقادها، وهذا يعنى أن دولة قطر منذ البداية تحارب قمة الرياض"، مشيرا إلى أن القمة التى نجحت فى توحيد الصفوف والتلاحم الخليجى العربى الإسلامى، وأيضا نجحت بشكل كبير فى دفع إدارة دونالد ترمب لبلورة رؤية واضحة تجاه المنطقة، وهذه الرؤية والنجاح لهذه القمة ساهم لحد كبير فى سحب البساط من دولة قطر التى كانت سياستها متطابقة مع سياسة الإدارة الأمريكية السابقة لباراك أوباما، ما أعطى لقطر فرصة أن تكون دولة ذات قوة إقليمية فى المنطقة وحاضرة فى كل ملفاتها، وهذا النجاح الذى حققته "قمة الرياض" حول قطر من دولة حاضرة فى كل الملفات إلى دولة هامشية فى السياسة الدولية، وأعاد قطر فى الحقيقة لموقعها الحقيقى الهامشى الذى اعتدنا عليه منذ سنوات طويلة، وهذا ما يفسر الغضب القطرى الذى ترجمته تصريحات أمير قطر التى تهدف لبناء قطر تحالفات جديدة لمواجهة نجاحات "قمة الرياض"، ما يعنى أن قطر تتجه للتحالف مع رأس حربة الإرهاب "إيران"، لمواجهة نجاحات المملكة ومحاولة ضرب الإجماع العربى والإسلامى.