فى عدد يونيو 2017 من مجلة "الهلال" وقفة بين مشهدين.. يونيو 1967 ويونيو 2017، ففى هذا الشهر تكون هزيمة 5 يونيو قد أتمت 50 عاما تغير فيها المشهد الدولى والعربى وأشكال التحالفات الإقليمية والأفكار، كما سقط الكثير من الرهانات.
وفى افتتاحية العدد يقول سعد القرش رئيس التحرير، لا يبدو من استعراض الحالة العربية الحالية أننا تجاوزنا مقدمات 5 يونيو 1967، بل إن التشابه بين المشهدين فقط فى درجة القبضة الأمنية وحدها، مع أفضلية للسابق على اللاحق؛ ففى 1967 كانت لدينا نهضة فى التعليم والصناعة ومشروع استقلال سياسى واقتصادى، ودور مصرى مؤثر فى المحيطين العربى والإقليمي، وكانت الشعوب العربية تجمع على تحرير الأرض المحتلة، ولم تؤثر الهزيمة فى الإصرار على الهدف، قبل اختلاق أعداء يفترض أن نتوحد معهم ونستقوى بهم على «إسرائيل» وما تمثله. كانت لكل دولة عربية حدود لم تهترئ بفعل حرب أهلية أو تقتطع منها مساحة لكيان ينتمى إلى الماضي، مع انقسام الشعب إلى طوائف لكل منها ولاء مذهبي، وكأن التاريخ العربى يعيد نفسه، فتصدق عليه مقولة ماركس أن التاريخ إذا أعاد نفسه فهو المرة الأولى مأساة وفى الثانية مهزلة.
فى هذا الملف تستعرض شذى يحيى السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط فى مقال عنوانه "الحرب بالوكالة.. 5 يونيو 1967"، ويعيد أشرف راضى قراءة كتاب "استراتيجية الاستعمار والتحرير" لجمال حمدان فى مقال عنوانه "تقكيك هزيمة يونيو" بمناسبة 50 عاما على صدور كتاب "شخصية مصر" لحمدان والذى كان نواة لموسوعته الشهيرة، ويكتب الشاعر العراقى فاروق يوسف رثاء للحصاد العام بعنوان "صورة العربى فى ظل غياب غده"، كما تنشر المجلة من أوراق جمال حمدان شهادة تستحق التأمل بعنوان "عن الناصرية و5 يونيو ونهاية العرب".
وفى قلب هذا المشهد تقدم الروائية الفلسطينية "أثير صفا" شهادة من الأرض المحتلة عنوانها "كل شيء فى فلسطين تهوّد إلا نحن"، لكنها تتبعها بما يشبه الأمل "الجُـند فى بطن الجياد".
وفى أجواء شهر رمضان تقدم المجلة مواد متنوعة تبدأ بمقال "إشكالية التأويل وتجديد الفكر الدينى" لبهاء الدين سيد على، وفى مقال "شيخان للأزهر يكتبان شعرا غنائيا" يقدم الدكتور نبيل حنفى محمود وجها إبداعيا لكل من الشيخ عبد الله الشبراوى والشيخ أحمد العروسى، وعلى تخوم الإبداع والتأمل يكتب أحمد إبراهيم الفقيه "سبحة يحيى حقى"، ويستعيد الروائى العراقى أسعد الجبورى مشاهد من الفتنة الكبرى وسياقها التاريخى ليصل إلى أن "الموتى ليسوا وقودا للثورة"، أما عرفة عبده على فيقدم جوانب من "ليالى رمضان فى زمن دمشق الجميل"، وتكتب الدكتورة رضوى زكى عن "القاهرة.. ذاكرة المكان والزمان والبشر"، ويتناول الدكتور محمد فتحى فرج صيام رمضان فى مرآة أحمد حسن الزيات، ويذكـر محمود القاعود بالرواية الوحيدة التى كتبها الشيخ السورى محمد سعيد رمضان البوطى.
فى العدد نصوص لمبدعين منهم العراقى أمجد محمد سعيد، والإيرانية إلهام لطيفى، والسوريان أمير الحسين وعبير سليمان، كما تترجم الدكتورة نهى عبدالله خيرت قصة للكاتب النيجيرى النيثان جون.
وتحت عنوان "ساحة الأدب العربى الحديث فى إيران" يقدم الشاعر المترجم الإيرانى موسى بيدج "جَـرْدة" لحصاد ما ترجم من أعمال أدبية وفكرية عربية إلى الفارسية، ويناقش جهاد الرملى قضية اللغة العربية بين سلامة موسى وأحمد أمين، ويكتب العراقى عذاب الركابى عن قصص الأردنى جعفر العقيلى، ويتناول فرج مجاهد قصص الكاتب المصرى محمد روميش، ويكتب العراقى سلا إبراهيم عن حياة وآثار الروائى الراحل حميد العقابى، كما يكتب حمزة قناوى عن الناقدة الراحلة ثناء أنس الوجود، ويكتب محمد رضوان عن "رائد قصيدة الثر" المصرى حسين عفيف، وفى باب العلوم يكتب كل من فتحى أبو رفيعة والدكتور وفاء الليثى حجاج عن قدرة الإنسان على استعادة قدرته على الانبساط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة