دندراوى الهوارى

المؤمنون بقضايا بلادهم لا يخشون فبركة إيميلات صناعة مخابرات «كى جى وان»!

الأربعاء، 31 مايو 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هناك رواية للأديب السورى الأشهر، حنا مينا، تحمل عنوان «عاهرة ونصف مجنون»، رصد فيها التناقض بين الأقوال والأفعال فى سلوك الإنسان، واستطاع أن يدشن توصيفا عبقريا «للعاهرة»، مفاده: «العاهرة بارعة فى إحاكة المؤامرات واختراع الأكاذيب، ولديها قدرة فى الوقت نفسه، على إقناع كل من حولها بأنها شريفة عفيفة، رغم كل ما ترتكبه من موبقات التنقل بين أحضان الرجال، وغرف النوم المختلفة».

رواية عاهرة ونصف مجنون كانت الأخيرة للروائى السورى التى صدرت عن دار الآداب اللبنانيّة عام «2008»، وتدور أحداثها حول «لورانس شعلول» الفتاة البالغة الراشدة التى عزت انحرافها وقبح أفعالها إلى ممارسات والديها عند الصغر، وهو مبرر ساذج، وغير مقنع، فالحقيقة، أن السبب الرئيسى وراء هذا الانحراف الرغبة فى الثراء الفاحش والسريع الذى عانت من غيابه فى طفولتها.

الكاتب أراد أن يرسخ صورة أنه مهما عانى الإنسان فى طفولته، من ممارسات والديه أو من الفقر والعوز، لا يمكن أن تكون مبررات لممارسة أقذر أنواع العهر، والتفاخر بهذه الأفعال المشينة والتبرير بأنها ليست خطايا، وإنما أعمال نبيلة.

وبقراءة الرواية بشكل متآنٍ تستشعر أنها كُتبت لتصف الأوضاع السياسية عقب ما يسمى اصطلاحا ثورات الربيع العربى، وأن أبطالها يتحركون على المسرح السياسى حاليا، فالكاتب «سورى» الجنسية، والعاهرة «قطر» التى لعبت دورا محوريا فى تدمير سوريا وليبيا واليمن، وعبثوا بأمن مصر وتونس، وسخروا كل إمكانياتهم لإسقاط القاهرة فى بحور الفوضى.

نعم، «قطر» بطلة رواية «عاهرة ونصف مجنون»، حيث تُمارس كل أنواع الفجور السياسى تحت مبررات وقحة، من عينة أن تدخلها فى الشأن الداخلى لمصر وسوريا وليبيا وتونس والعراق، وتمويل الجماعات والتنظيمات الإرهابية، وإيواء كل رؤوس الفتنة على أراضيها، إنما بهدف دعم إرادة الشعوب الباحثة عن الحرية والتغيير، فى الوقت الذى تُمارس هى فيه كل أنواع الديكتاتورية ضد شعبها، ولا يوجد أى نوع من أنواع الحريات، فلا حياة سياسية، أو أحزاب، أو برلمان منتخب، أو انتخابات من أى نوع، من المحليات حتى رأس السلطة، حتى ولو كانت شكلية!

الأخطر أنه فى الوقت الذى ترى فيه أن ما حدث فى 30 يونيو بمصر، ليس ثورة وإنما «انقلاب عسكرى»، تعيش هى على الانقلابات للوصول إلى القصر الأميرى، ويا ليت انقلابات عسكرية أو سياسية، وإنما انقلابات «عائلية» معظمها انقلاب الابن على أبيه دون مراعاة لصلة الدم.

قطر بطلة رواية «العاهرة ونصف مجنون»، لديها جهاز مخابرات، تمثل قناة الجزيرة أبرز أذرعه القادرة على التدخل وإثارة الفتن فى الدول العربية والإسلامية، دستور عمله، الفبركة والكذب ومحاولة تحويل السراب لواقع، وأن هذه الفبركة لم تنجح إلا فى اندلاع ثورات الربيع «العبرى»، ثم سرعان ما كشفت الشعوب المخطط الجهنمى لإسقاط الأوطان، وبدأت مرحلة الإفاقة وانصرف الجميع عن متابعة ومشاهدة الجزيرة.

وزادت عوامل تعرية «قطر» ومواقف تميم ووالده ووالدته، وتكشفت كل مخططاتهم الهادفة لإسقاط السعودية والإمارات والبحرين والكويت والعراق ومصر وليبيا وسوريا، عن طريق تمويل وتسليح كل التنظيمات الإرهابية، خاصة جماعة الإخوان وداعش وجبهة النصرة وحماس والحشد الشعبى، بل وقعت اتفاقية خطيرة فى عام 2010، تسمح للحرس الثورى الإيرانى بالتدخل فى الأراضى القطرية، حال وجود أعمال شغب أو نشاط لجماعات أو منظمات إرهابية فى الدوحة، والحقيقة أن هذه الاتفاقية الأمنية مجرد ستار «ورقى»، لمنح الشرعية لتدخل قوات إيرانية تهدد أمن السعودية فى حالة نشوب حرب بين طهران والرياض.

ونظرًا لتعرية مواقف قطر، واكتشاف دول الخليج ومعظم دول العالم للدور القذر الذى يلعبه القصر الأميرى فى دعم الإرهاب، وبدأت وسائل إعلام دولية وعربية مؤثرة كشف جرائم الدويلة المارقة بالمستندات والأدلة والبراهين، ومن بينها صحيفة «اليوم السابع»، فقد الجهاز الاستخباراتى القطرى، اتزانه، وانهارت أعصابه وبدأ زيادة جرعات الفبركة، واختلاق وقائع بعيدة حتى عن الخيال.

وفوجئنا بفبركة إيميل لـ«اليوم السابع»، كشف لنا أن القائمين على «الفبركة» يفتقدون كل أنواع الموهبة والقدرة على الاقناع والابتعاد عن الواقع، ما يؤكد حجم الارتباك الشديد المسيطر على القصر الأميرى الشرير وأجهزته الأمنية وقناته الحقيرة، حيث اتهمونا أننا ندعم الإمارات الشقيقة ضدها.

ورغم أن الإيميل مفبرك، إلا أننا نعلنها بكل قوة أننا ندافع عن بلادنا، ولن نتنصل عن مبادئنا بالوقوف فى خندق الشرفاء، فى معاركهم ضد الدويلة الحقيرة، وإذا كان الدفاع والإيمان بقضايا بلادنا جريمة، فنحن إذن مجرمون، ولن ننسى أن قطر تحمل من الكراهية والعداء لبلادنا يفوق ما يحمله العدو التقليدى «إسرائيل» بمراحل، لذلك فنحن يشرفنا أن نتخندق فى خنادق وطننا ونخوض معارك ضروس ضد المخابرات القطرية، وأبرز أذرعها «قناة الجزيرة»، خاصة بعد أن أصبحت المعركة على المكشوف.

ونختم مقالنا بما قاله إمام الساخرين الكاتب الكبير أحمد رجب عن قناة «الجزيرة» فى نافذته بجريدة الأخبار منذ سنوات، حيث قال: «قناة الجزيرة تنفرد بأنها تغطس فى ماء البحر لتغتسل قبل النشرة.. ثم تغتسل بغطس آخر بعد النشرة.. تماما مثل الرجل الذى يغسل لسانه الملوث قبل الأكل وبعده.. وفى كتاب التشريح المقارن يقال إن اللسان هو أسوأ قطعة لحم سامة فى جسم إنسان الجزيرة».

ولسان المخابرات القطرية وذراعها الجزيرة سامة تنطق بالكذب والفبركة










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة