لا يخفى على أحد أن قطر تلك الإمارة الصغيرة محدودة الموارد والقدرات ليست سوبر هيرو، بحيث تدير عمليات تخريبية فى عشر بلاد عربية، وهى ليست بالدولة العظمى حتى تتدخل بهذا الشكل السافر فى شؤون كل الدول جنوب وشرق المتوسط بما فيها محيطها الخليجى بدعم وتمويل الفصائل المسلحة وجماعات الإرهاب وحتى تلك الجماعات المتطرفة التى لم تظهر على السطح بعد فى أكثر من دولة خليجية.
صعود قطر خلال السنوات العشر الماضية ارتبط بحمايتها واستخدامها من الراعى الأمريكى وبالتنسيق والرعاية من الكفيل الإسرائيلى، حتى تنفذ تلك الإمارة الصغيرة مع تركيا وإسرائيل مخطط الفوضى الخلاقة لإعادة تخطيط الشرق الأوسط بواسطة حروب الجيل الرابع وتوظيف التنظيمات الإرهابية لإسقاط الدول المتماسكة وتفتيتها، وبالفعل قطعت الدوحة شوطا كبيرا فى تنفيذ المخطط الإجرامى مع شركائها حتى انكشف المشروع وتعثر بفضل ثورة 30 يونيو والمقاومة المصرية التى غيرت مصير الشرق الأوسط.
الآن ومع فشل إدارة أوباما فى تنفيذ استراتيجيتها وانتخاب رئيس جديد يتبنى منهج مكافحة الإرهاب، فقدت الدوحة أهم غطاء سياسى لها وباتت فى ضوء المتغيرات الجديدة دولة راعية للإرهاب ومتورطة فى دعم مرتكبى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، الأمر الذى يعرضها لعقوبات دولية ومحاكمة قادتها المتورطين فى دعم الإرهاب، بعد أن وصل الذئاب المنفردة إلى أوروبا وكندا والولايات المتحدة وأستراليا.
من ناحية ثانية فقدت الإمارة القطرية أهم أسلحتها وهو المنصات الإعلامية المستخدمة فى بث الشائعات والأخبار الكاذبة والتقارير المفبركة والمواد الفيلمية والتسجيلية والوثائقية المخالفة للحقيقة، فالمستهدف الرئيسى لقنوات قطر الإعلامية وهم المشاهدون العرب فى الخليج والشام والعراق وشمال أفريقيا باتوا فاقدى الثقة تماما فى تلك المواد الإعلامية، بل أصبح ما تذيعه الجزيرة من أخبار وتقارير وأفلام مادة دائمة للتندر والسخرية، أى أن التأثير المنشود لأذرع قطر الإعلامية بات عكسيا ومدمرا لمشروعها الأساسى.
أيضا، ارتكبت قطر ومازالت أخطاء سياسية كارثية ومنها بيان تميم الأخير الذى هاجم فيه مصر وعدة دول خليجية وتعمد الجزيرة وشركائها الهجوم على ملوك وأمراء الدول الخليجية، حتى أصبحت الدوحة دولة معزولة ومكروهة من جميع جيرانها الخليجيين، وأصبح منفذها الوحيد هو الارتماء تحت أحذية ملالى طهران ليستخدموها كيفما شاءوا.
ليس هذا فقط، بل بدأت صيحات الرفض والانقسامات تتزايد داخل قطر نفسها وباتت القوى السياسية المدركة لخطورة أن تتحول بلادهم إلى دولة وظيفية فى خدمة المصالح الإسرائيلية فى ازدياد مستمر، كما بدأ الحكام الأوائل للإمارة بعد نيل استقلالها من بريطانيا، يظهرون فى الصورة، الأمر الذى يشير إلى أن التغيير قد حان فى الدوحة.
وللحديث بقية..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة