بقدر ما يقدم عصر المعلومات والتواصل الكثير من التسهيلات، فى الاتصال هناك بعض العيوب التى لا ترجع للأدوات، ولكن لمن يستعملونها بقصد أو من دون قصد، أو لعدم قدرة البعض على الفصل بين النشر من أجل الإعلام، أو من أجل التشهير والاعتداء على الخصوصية، أو الإيذاء من حيث يريد التعاطف أو التعبير عن الغضب.
وآخر مثال هو نشر صور وفيديوهات لشهداء الاعتداء الإرهابى بالمنيا، على حسابات شخصية على «فيس بوك» وباقى مواقع التواصل، هناك من اعتبر النشر مخالفا للقانون وفيه اعتداء على حرمة الموت، بينما آخرون ردوا بأن النشر هدفه فضح الإرهاب وجرائم الإرهابيين، التزمت الأغلبية بعدم نشر صور الشهداء، خاصة أن أغلبهم أطفال، وهناك من توسع ونشر صور الشهداء غارقين فى دمهم، وهى صور بشعة، البعض نشرها تأثرا أو رغبة فى التعبير عن الصدمة، وربما تعاطفا، وهو نفس ما فعله هؤلاء وغيرهم مع صور وفيديوهات لشهداء البطرسية أو طنطا أو الإسكندرية، والنشر قد يكون هدفه لدى البعض التعاطف والتعبير عن الغضب، هناك أيضا مواقع تنشر من باب البحث عن اللايكات ونسب المشاهدة، وهى مواقع تجارية وليست حسابات شخصية، وهدفها الربح.
هناك اتفاق على أن مواثيق الشرف تمنع نشر صور الموتى والأطفال بشكل مطلق، لكن هذه القواعد لم تعد معترفا بها فى عالم التواصل، حيث الموقف هنا فردى وشخصى، يتصور فيها كل فرد أنه حر بصرف النظر عن أى قواعد.
ويرى بعض من ينشرون الصور أنهم يسهمون فى حملات مضادة للإرهاب، بالرغم من أن التنظيمات الإرهابية تنشر فيديوهات وصورا من باب التخويف والدعاية وادعاء نصر حتى لو كان نصرا خسيسا يقوم على قتل عزل أبرياء، وبالتالى قد يستفيد الإرهابيون من نشر صور وفيديوهات الشهداء، ولو بشكل غير مباشر.
وفى زحام النشر يصعب التوصل إلى أن نشر الصور والفيديوهات، هو لهدف نبيل أو لهدف لايكات أو مشاهدات، خاصة أن هناك عمليات النشر فيها بهدف الخير وتعريف الناس، لها أعراض جانبية ومن حيث يريد المستخدم أن يفعل خيرا، فإن نفس هذا الخير يتحول بقصد أو من دون إلى نقمة وتشهير وينقلب من حل إلى مشكلة.
وبالطبع فإن الأعمال بالنيات، والنيات داخل كل واحد، وأحيانا فإن البيزنيس واللايكات تفضح نيات البعض التى لا تكون التعاطف أو الغضب، أو المواجهة، بقدر ما تكون هادفة للايكات أو نسب المشاهدة، حتى لو كان على حساب إيذاء مشاعر أهالى الشهداء، أو إيذاء مشاعر المشاهدين الآخرين.