البحث عن التنمية فى مصر شمالها وجنوبها هو الموضوع الرئيسى الذى يلتقى من أجله المثقفون مع الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة، والدكتور هشام الشريف وزير التنمية المحلية فى المجلس الأعلى للثقافة.
ومن جانبه قدم الكاتب المسرحى محمد عبد الحافظ ناصف عدة مقترحات قائلا: لقد بدأنا مع الدكتور أحمد مجاهد عندما كان رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، ونفذنا مشروعات منها كشك الكتب، حيث كان نصف فى المائة من ميزانية المحافظات مخصصا للثقافة، وأدعو السادة المحافظين لتوفير هذا الدعم مرة أخرى.
وأضاف عبد الحافظ هناك عدد كبير من المراكز الثقافية مغلقة وبعض مقرات الحزب الوطنى كان متفق على تحويلها لمراكز ثقافية ولم يتم ذلك، كما أنه يوجد على الطريق السريع مصر إسكندرية الزراعى مكان مخصص للثقافة ومدون عليه مركز سوزان مبارك للتراث لكن بعد الثورة جرى تحويله لفندق رغم حكم المحكمة بعودته إلى ما كان عليه، وأتمنى تحويل بعض الحدائق لحدائق ثقافية، والبدء بـ4000 مكتبة ثقافية.
ومن جانبه وعد وزير التنمية المحلية بتنفيذ كل المقترحات بالتنسيق مع جميع المؤسسات.
وقال الناشر عادل المصرى رئيس اتحاد الناشرين المصريين إن هناك 80% من حركة النشر تذهب للناشر الحكومى، وعلى إثر ذلك لابد من وجود خطط للنشر، والكل يعمل فى هذه المشروعات دعما للدولة، ونحن فى الاتحاد أطلقنا مبادرة لتشجيع الشباب على القراءة، وسوف نقوم بتقديم المقترح لوزارة الثقافة.
وقال سمير مرقس لابد من دورات تدريبة مكثفة لجهاز المحليات، لأن ذهنية موظف المحليات تحتاج ذلك، مشيرا إلى تجربة الفن ميدان التى قدمها الشباب من قبل تعبيرا عن أنفسهم، كما توجد ساحات مهملة يمكن أن يعاد تهيئتها لتقديم نشاط ثقافى حر، خاصة أن بعض المسئولين يريدون تحويلها لساحة انتظار سيارات.
وقال الشاعر جمال بخيت إذا لم ننقذ العقل المصرى من التخلف، فسنصل إلى ما وصلت له الدول المجاورة، لأن قوة مصر الناعمة هى من أنقذت المجتمع حتى الآن، لكن إذا استمر التشويه فى التعليم والخطاب الدينى فسنسقط، مشيرا إلى أن إعادة تأهيل الموظف ليس قاصرا على التنمية المحلية لكن موظف وزارة الثقافة يحتاج لذلك أيضا.
وقال الدكتور مراد وهبة أظن أن الدعوة التى تلقيتها، اليوم، غير تقليدية لأنها تناقش القضايا التى نريد طرحها، ودفعتنى إلى التفكير فى إثارة أفكار أساسية فى إطار الدعوة، فاليوم تكرر لفظ نقلة نوعية ومعناه تغيير جذرى وهو ما يستلزم إبداع نسق آخر جديد مغاير، وهذا النسق الجديد لابد أن يكون مضادا تماما لفكر الإخوان، ونحن حتى الآن نعانى من غياب الرؤية الجديدة، وبناء على تكرار لفظ "نقله نوعية" لابد من التغيير، وأدعو إلى تأسيس رشدية عربية لابن رشد، تكون بديلة لابن تيمة التى تستند إليها الإخوان.
وتابع مراد وهبة، نحتاج إلى مساندة مشروعات التنمية ولابد من الوقوف أمام محرمى الثقافة والإبداع وأن نعرف أن كليات التربية جميعها ضد الإبداع، والدكتور فتحى سرور أيضا منع الإبداع، كذلك الوقوف ضد الوصولية الدينية التى تريد إلغاء التنوير والعلمانية، ولابد من الآن التركيز على صناعة تيار يحقق نقلة نوعية تساعد على التنمية.
ومن جانبه قال الناشر محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، إن الدستور ينص أن تكفل الدولة حق الثقافة، ولا يمكن تحقيق أى تنمية إلا بالثقافة، لكن كل ذلك لن يتحقق إلا بعد توفير الدعم، مشيرا إلى أن فى المدن الجديدة التى نقوم ببنائها الآن لا توجد بها أية مكتبة، ولابد من وجود تنسيق بين كل الوزارات.
وقال الدكتور سعد الدين الهلالى أتقدم بالشكر لرموز مصر الحاضرين الآن، وأعتقد أن هذه المبادرة تأتى لصناعة تيار جديد، ونحن لدينا خطاب دينى همش حياة الإنسان، والمثقفون قادرون على قيادة قطار التنمية، وأتمنى عمل تيار لتنمية الحضارة المصرية، وأن نحيى حياة الإنسان، ويجب أن يطالب الخطاب العام بالعدل والمساواة، وتلك القيادات قادرة أن تقود الفريضة الغائبة.
وقال الكاتب مكرم محمد أحمد، المأذون وخطيب القرى وأى شخصية دينية يلجأ إلها الفرد فى حاجة للتنمية حتى نعرف كيف نتعامل معهم.
وقالت الكاتبة الصحفية نشوى الحوفى إن الإعلام هو من سيقوم بالترويج لهذه المبادرة، ونحن نحتاج لخطة تسويقية حقيقية، فنحن ثقافة الشمس الناعمة، وعلينا أن نبدأ بالقرى.
وفى نهاية الحلقة النقاشية قال الدكتور هشام الشريف، نحن لن نبنى مكتبات لكن سنخصص أماكن جاهزة بالفعل لتحقيق ذلك، ونحن فريق مشترك نقدم للحاضرين الشكر ونبدأ فى وضع كل المقترحات داخل ملف، لبدء العمل الفعلى، حتى نخلق تيار مصر الحضارة الجديد، فليس لدينا وقت، وعلى موعد آخر خلال الأسبوعين القادمين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة