مبتهجا تلقيت دعوة وزارتى الثقافة والتنمية المحلية لعقد اجتماع مع رموز الثقافة والفكر والإبداع والإعلام فى المجلس الأعلى للثقافة لمناقشة وضع الثقافة فى المحليات ودورها فى سلم أولويات الحكومة، وفى الحقيقة فإننى شعرت أن مجرد الدعوة لمثل هذا الاجتماع يمثل «بشرة خير» وأن الحكومة كسبت العديد من النقاط بمجرد التفكير فى «الثقافة» وخروجها من قاعات الندوات والمسارح المغلقة إلى آفاق أرحب وأكثر اتساعا وأكثر قدرة على مخاطبة أكبر شريحة ممكنة من الجماهير، ولأول مرة نرى وزيرا للتنمية المحلية وهو الدكتور هشام قنديل يدرك أهمية الدور الثقافى فى التنمية الوطنية ويضع يده فى يد الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة من أجل محاربة الجهل والتخلف وضعف الانتماء الوطنى، وهو الأمر الذى طالبنا به مرارا وتكرارا من أجل استنهاض الهمم وتحفيز الوعى والإدراك بأهمية المرحلة الحالية وخطورتها.
كسبت الحكومة بمجرد الدعوة لمثل هذا الاجتماع لأنها بذلك أعلنت عن نيتها لخوض المعركة الحقيقة على الأرض الصواب، فقد قال الخال «عبدالرحمن الأبنودى فى أحدى قصائده الشهيرة «إذا مش نازلين للناس فبلاش.. بيتك بيتك.. وابلع صوتك.. وافتكر اليوم ده لأنه تاريخ موتى وموتك» وها نحن الآن «أخيرا» نبدأ البداية الصحيحة.
كان الاجتماع مبهجا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، رأينا اثنين من الوزراء، واحد يوصف عادة بأنه «وزير النخبة» والآخر يوصف «عادة» بأن وزير الشارع، يتحدان ويجتمعان مع عشرات العقول المصرية النابغة فى الأدب والشعر والفن التشكيلى والمسرح والسينما والموسيقى وعلم الاجتماع والفلسفة والفقه الإسلامي، طرحت أفكار خلاقة ورأينا مدى استعداد «الحكومة» للتجاوب مع بعضها، لكن لأن هذا كان الاجتماع الأول فقد غابت الصيغ التنفيذية لمثل هذه الأفكار على مائدة النقاش، ومن وجهة نظرى فإن التحدى الأهم لمثل هذه الاجتماعات هو إيجاد الصيغ التنفيذية للأفكار، فالجميع يعرف أن الفن ضرورة حضارية، لكن كيف نقنع «عويضة» استخدمه الأبنودى كرمز للشعب المصرى فى القصيدة التى سبق الإشارة إليها بأهمية الثقافة، وكيف نجعله منتجا للثقافة أيضا وليس مستهلكا لها فحسب؟ هذا هو السؤال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة