أخيرًا أسدل الستار على جريمة الاغتصاب وهتك العرض البشعة التى تعرضت لها ما عرفت بطفلة «البامبرز».. والتى تبلغ من العمر عشرون شهرًا.. وتعتبر من أسرع القضايا التى أنجزتها الساحة القضائية فقد وقعت الجريمة فى آخر شهر مارس، وقدم المتهم للمحاكمة يوم 4 إبريل، ويتم تحويل أوراقه لفضيلة المفتى فى 2 مايو الحالى.. لم يمر شهران على القضية وسوف يكون النطق النهائى بالحكم فى 2 يونيه المقبل.. هكذا تكون العدالة الناجزة.. ليتنا نراها فى قضايا الإرهاب التى تدمر مجتمعنا وتنال من أمن مصر.
وقد شكل الرأى العام دورًا مؤثرًا فى إنجاز مثل هذه القضية، فرغم أن قانون العقوبات المصرى يحكم على المتهم بالاغتصاب، وهتك العرض من ثلاث سنوات إلى سبع سنوات مع الشغل، وفى حالات قليلة تصل إلى الأشغال الشاقة المؤبدة.. إنما نحن بصدد قضية رأى عام وقضية أخلاق من الدرجة الأولى.
فبشاعة الجريمة التى نالت من طفلة لا تعى شيئًا لدرجة أنها ترتدى «بامبرز» وهنا رغم أنها حقيقة.. ألا أن هذا يدل على صغر سن الطفلة ونحن نطلق عليها باللغة العامية «بيبى».
ومهما كانت درجة وعى الجانى بعمر الطفلة فلا يوجد مايبرر فعلته الدنيئة.. ومهما كان قد تناول عقاقير تجعله يغيب عن وعيه ومهما كانت حالته العقلية فلا يوجد ما يبرر جريمته.
أحيانًا أصاب بالإحباط لدرجة القرف والرغبة فى القىء عندما أرى رجال بشنبات وبلغوا من العمر ما يجعلهم واعين لما يرتكبونه من جرائم تهتز لها السموات السبع.. ولا أعرف كيف تحول المجتمع المصرى إلى «مزبلة أخلاقية».. لا حدود للجموع البشرى وكأننا انقلبنا إلى حيوانات مفترسة.. حتى الحيوانات المفترسة لديها من الوقت والاختيار ما يجعلها تميز بين فريستها الممكنة وفريستها غير الممكنة.
لا أعرف هل التقدم فى وسائل الاتصال ووجود الإنترنت والسوشيال ميديا هو السبب وراء تدنى مستوى الأخلاق أم أن الأخلاق المنحرفة موجودة.. قابعة فى عمق مجتمعنا المصرى.
عندما قامت ثورة يناير 2011 بكل إنجازاتها وإخفاقاتها.. ظهر جيل من الشباب لا يبالى بأى قيمة ولا أى أخلاق وكأن الشارع قد تحول إلى غابة القوى فيها يفترس الضعيف.
فى الماضى كانت الفتيات يسمعن كلمات الإطراء ويسكتن لأن الفتاة التى ترد يعتبرها المجتمع قليلة الأدب.. ومع التحول الأخلاقى وانحداره للهاوية لم تعد تسمع الفتيات الإطراء على استحياء لكنه تحول إلى تحرش لفظى بذىء وفى أحيان كثيرة يتحول إلى تحرش باللمس وما خفى كان أعظم.
فأصبح من غير المقبول أن تقابل أى فتاة صغيرة كانت أم كبيرة هذه البذاءة بالصمت وأصبح السكوت يعنى علامة الرضا.. فيزداد المتحرش قولًا وفعلًا.
أدعو القضاء العادل أن يتم نقل إعدام هذا المغتصب على الهواء مباشرة ليرى هذه النهاية لكل من تسول له نفسه الإقدام أو مجرد التفكير فى ارتكاب مثل هذه الجريمة المؤلمة المخجلة.
لن يرتدع المجتمع إلا بهذه الطريقة.. لن تتوقف جريمة الاغتصاب والتحرش إلا إذا أدرك فاعلوها أن نهايتهم الموت ولا شىء إلا الموت.