مازال الهاكرز الروس، يثيرون الرعب فى قلوب الدول الأوروبية، وبالأخص المرشحين فى الانتخابات الرئاسية فى البلدان الأوروبية، الذين يعارضون السياسة الروسية، فقبيل ساعات من الانتخابات الفرنسية تعرضت حملة المرشح الرئاسى إيمانويل ماركون لعملية قرصنة واسعة.
وتم البارحة ليلا نشر 9 جيجا من طرف مجهول على أحد المنتديات لبيانات تم اختراقها من أجهزة "حملة إلى الأمام"، الخاصة بالحملة الانتخابية للمرشح الرئاسى بفرنسا "ماركون".
حيث أكدت الحملة تعرضها للاختراق المنظم والموجه، ودعت كافة المواقع الإخبارية لعدم إعادة نشر ما تم تسريبه البارحة، وإلا قد تواجه عقوبات قانونية من طرف اللجنة المنظمة للانتخابات.
هذا ولم تعلق الهيئات الحكومية الفرنسية على الأمر لضمان سيرورة الانتخابات، التى تعد من أهم الانتخابات الرئاسية على مدار العقود الماضية، وقد أتى التسريب قبيل ساعات من ابتداء الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية، فى الوقت الذي تشيرفيه التوقعات لفوز "ماركون" على منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان.
واتهم الأمريكيين روسيا، بالوقوف وراء هذه الاختراقات ،كما تفعل باستمرار، حيث علق المتحدث السابق باسم هيلاى كلينتون بريان فالون قائلا: "بوتين يشن حربا ضد الديمقراطيات الغربية"، حيث واجهت الانتخابات الأمريكية الأخيرة بين كل من هيلاري كلينتون وترامب، موجة من الأخبار وتسريبات بيانات كلينتون على الانترنت، صورت الأخيرة كخطر على الدولة الأمريكية، لكن بعد الانتخابات تبين أن الهاكرز الروس هم المسئولون عن هذه الاختراقات.
ومن جانبه صرح المتحدث باسم حملة المرشح الرئاسى الفرنسى، إيمانويل ماكرون، أمس الجمعة، إن الحملة كانت هدفاً لاختراق الحواسيب، مما تسبب بنشر رسائل البريد الإلكترونى الخاصة بالحملة، قبل أيام من قيام الناخبين بالاختيار بين مرشح الوسط ومنافسته مرشحة اليمين المتطرف مارى لوبان.
وبحسب استطلاعات رأى، أمس الجمعة فإن ماركون، الذى ينظر إليه على إنه الأوفر حظاً فى انتخابات توصف بأنها الأكثر أهميه في فرنسا منذ عقود، متقدم على لوبان.
وتم نشر ما يصل إلى 9 جيجابايت من البيانات عبر حساب يسمى EMLEAKS ضمن موقع Pastebin ، الذى يسمح للمستخدمين المجهولين بمشاركة المستندات، ولم يكن من الواضح من هو المسؤول عن نشر البيانات أو إذا كان أيا منها حقيقى، في حين أكد الحزب السياسى التابع لماركون فى بيان إنه قد حصل اختراق.
وأشار الحزب، في بيانه إلى تعرض الحملة الرئاسية لضربة واسعة ومنسقة أدت إلى نشر معلومات داخلية مختلفة على وسائل التواصل الإجتماعي، ورفض مسئول في وزارة الداخلية التعليق، حيث إن القانون الفرنسى يحظر أى تعليق يمكن ان يؤثر على الانتخابات التى دخلت حيز التنفيذ فى منتصف ليل أمس الجمعة.
وذكرت لجنة الانتخابات الرئاسية فى بيان لها، إنها ستعقد اجتماعا فى وقت لاحق اليوم بعد أن أبلغتها حملة ماكرون حول الاختراق ونشر البيانات، وحثت وسائل الإعلام على توخى الحذر بشأن نشر التفاصيل المتعلقة برسائل البريد الإلكترونى، بالنظر إلى إن الحملة قد انتهت، وأن النشر يمكن أن يؤدى إلى توجيه تهم جنائية.
واشتكت حملة وزير الاقتصاد السابق ماكرون، سابقاً من محاولات اختراق لرسائل البريد الإلكتروني، وألقت باللوم على المصالح الروسية بشكل جزئى فيما يخص الهجمات السيبرانية، وصرحت الحملة فى 26 أبريل الماضى، إنها كانت هدفًا لمحاولة باءت بالفشل لسرقة بيانات اعتماد البريد الإلكترونى فى شهر يناير.
ونفى الكرملين، إن يكون وراء هذه الهجمات على الرغم من أن معسكر ماكرون، جدد الشكوى ضد وسائل الاعلام الروسية ومجموعة من المتسللين العاملين في أوكرانيا، وتؤكد المعلومات إن مجموعة APT 28 المرتبطة بمصلحة الاستخبارات العسكرية الروسية كانت وراء هذا التسريب، وأن الاختراق يتشابه مع اختراق الانتخابات الأمريكية.
وكانت وكالات الاستخبارات الأمريكية، قد ذكرت فى يناير الماضى إن الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، قد أمر باختراق الأحزاب المرتبطة بمرشحة الرئاسة الديموقراطية هيلارى كلينتون للتأثير على الانتخابات بالنيابة عن منافسه الجمهورى دونالد ترامب.
جدير بالذكر إن حملة ماركون تعرضت من قبل لمحاولات قرصنة فاشلة من طرف هاكرز روس، ومن المحتمل جدا أن يكون التسريب الأخير منظم من طرفهم كذلك، وفقا لما تناقلته عدة مواقع إخبارية فرنسية.