تواصل السلطات التركية دعم معاهد الدراسات الإخوانية على أراضيها، لمحاولة تجميل صورة الحكم التركى فى المنطقة، إذ يواصل المعهد الإخوانى الذى يترأسه عمرو دراج رئيس المكتب السياسى للإخوان فى الخارج والذى يتخذ من اسطنبول مقرا له؛ نفاق السلطة التركية، عبر إصدار دراستين الأولى تهاجم الأنظمة التركية التى سبقت الرئيس رجب طيب أردوغان، وتعتبر الرجل مخلص أنقرة من السقوط، والثانية تبرر تدخل تركيا فى الشأن السورى والعراقى.
وأكد خبراء أن السلطات التركية تموّل هذه الدراسات بشكل مباشر كى تستمر فى عملها، سواء بمحاولة نشر أفكار الإخوان فى أوروبا، أو بدعم الموقف التركى فى المنطقة، مؤكدين أن أنقرة تسعى لتحقيق أقصى استفادة من الجماعة خلال تواجد قيادتها الهاربة على أراضيها.
البداية عندما زعم المعهد الإخوانى فى دراسته الأولى التى حملت عنوان "رسائل القصف التركى فى سوريا والعراق"، أن التدخل التركى فى سوريا الذى جاء بعد الاستفتاء الذى أجراه أردوغان؛ تصب فى صالح الشعب السورى.
وقالت الدراسة: "ساهمت نتيجة الاستفتاء الشعبى على التعديل الدستورى فى إعطاء زخم معنوى لتركيا فيما يتعلق بالأوضاع فى سوريا والعراق، وعادت السياسة الخارجية لتتصدر الأجندة بعد أسابيع من الانكفاء على الداخل والاكتفاء بالمشهد السياسى المحلى، وعملية الاقتراع على التحول للنظام الرئاسى".
وأشارت الدراسة، إلى أن التدخل البرى التركى فى سوريا مهم، باعتبار أن أنقرة تحمى حدودها، وكذلك التدخل فى العراق، كما أنذرت من الموقف الأمريكى والروسى من هذا التدخل، حيث قالت الدراسة الإخوانية إنه من المؤكد أن تركيا بعد الاستفتاء تبدو أكثر حزمًا وعزمًا على مواجهة حزب العمال الكردستانى وأذرعه المختلفة، وهو ما ينذر بتدهور العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية التى تبدى تركيا حرصًا شديدًا على استمرار القنوات المفتوحة معها، وهو ما يعنى أن زيارة أردوغان لواشنطن الشهر المقبل ستكون على جانب كبير من الأهمية على هذا الصعيد.
الدراسة الإخوانية الثانية؛ شنت هجومًا عينفًا على الأنظمة التركية التى سبقت أردوغان وحزب العدالة والتنمية، كما زعمت أن حزب العدالة والتنمية الذى ترأسه أردوغان، وعاد إليه مؤخرًا كرئيس؛ هو من خلص تركيا من حالة الانهيار والسقوط.
وجاءت هذه الدراسة بعد عودة أردوغان لرئاسة حزب العدالة والتنمية، بعد الاستفتاء التركى، وشنت الدراسة هجوما عنيفا على أتاتورك، حيث زعمت أن عصر أتاتورك قام على مبدأ "الكمالية على سياسات التحديث الملغومة التى لا تعرف الهوادة"، وقالت إن العلمانية التركية لم تعنِ فصل الدين عن الدولة بل إنتاج الدولة لدين يخدمها، ولذات الهدف أراد أتاتورك صناعة تاريخ جديد.
ووصفت الدراسة الإخوانية رجب طيب أردوغان بـ"الخليفة العثمانى"، وأنه سيهزم الاتحاد الأوروبى وسيستطيع فرض إرادته على القارة العجوز فيما يتعلق بملف اللائجين.
وفى هذا السياق قال الدكتور جمال المنشاوى، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن الأنظمة عندما تحتضن فريقًا ما معارض فإنها لابد أن تستفيد منه وتجعله ورقة ضغط فى يدها لتستغله وقت اللزوم، وحدث هذا مع الإخوان السوريين أثناء صراعهم مع الرئيس الراحل حافظ الأسد، فاحتضنهم صدام حسين وجعلهم ورقة ضغط، كذلك إيران مع بعض قادة تنظيم القاعدة وبريطانيا مع الأفغان العرب.
وأضاف "المنشاوى" فى تصريحاتٍ لـ"اليوم السابع" أن تركيا الآن تلعب نفس الدور مع الإخوان لكن لابد أن تجنى ثمار من هذا الاحتواء، يتمثل فى هذه الجوانب من الدراسات، والتقارير، والتحليلات، واللقاءات الصحفية، والمواد الإخبارية، إعمالاً بسياسة "تبادل المنافع".
من جانبه قال طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن النظام التركى يدعم هذه المعاهد الإخوانية بشكل مباشر ماديا ومعنويا لاستمرار إصدار دراسات تنافق السلطة التركية وتبرر جميع سياساتها الخارجية تجاه المنطقة العربية، وكذلك التفخيم من أردوغان.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن جميع التحليلات التى تنشرها جماعة الإخوان متحيزة تسعى من خلالها لخدمة مصالحها، فكلما نافقت أردوغان كلما ضمنت البقاء داخل اسطنبول وعدم تفريض السلطة التركية فيها، خاصة بعدما بدأت واشنطن تغيير سياساتها تجاه الجماعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة