قبل أسبوع من منتدى الحزام والطريق الذى تنظمه العاصمة الصينية بكين، ننشر أهم البيانات التى ستتم بين مصر والصين، فى الحدث الذى يعد الأكبر فى العالم حيث يضم 145 دولة، وعلى رأسها مصر، التى ستشارك بوفد اقتصادى رفيع المستوى، وبحضور الرئيس الصينى شى جين بينج، الذى سيدشن مراسم الافتتاح كما سيستضيف قمة قادة المائدة المستديرة.
ومن هنا تظهر البيانات والأرقام الحديثة نموا ملحوظا فى التعاون بين مصر والصين، اللتين رفعتا مستوى علاقاتهما الثنائية إلى "الشراكة الاستراتيجية الشاملة"، فيما يتعلق بحجم التجارة والاستثمار بين البلدين، فى ضوء مبادرة "الحزام والطريق" التى أطلقها الرئيس الصينى شى جين بينج قبل أربعة أعوام.
وتهدف مبادرة إحياء طريق الحرير، والتى يطلق عليها حاليا مبادرة "الحزام والطريق"، حيث تتألف من الحزام الاقتصادى لطريق الحرير، وطريق الحرير البحرى للقرن الـ21، إلى إحياء طرق التجارة القديمة لتربط الصين بكثير من الدول فى آسيا وأفريقيا وأوروبا من خلال شبكات تجارية وبنية تحتية.
وبلغ حجم التبادل التجارى بين الصين ومصر، إحدى البقاع المحورية فى المبادرة، 11.3 مليار دولار فى عام 2016، وتحتل مصر المرتبة الثالثة أفريقياً والـ47 عالمياً من حيث الشراكة التجارية مع الصين.
ورغم أن معظم التبادل التجارى بين مصر والصين عبارة عن صادرات صينية للدولة العربية الأكثر سكاناً، فإن الواردات الصينية من البضائع المصرية وصلت فى أول شهرين من عام 2017 إلى 159 مليون دولار، بزيادة سنوية قدرها 326.25%.
وفى ضوء الزيارات الرسمية المتبادلة بين الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره الصينى شى جين بينج خلال السنوات القليلة الماضية ، فقد ازدادت الاستثمارات الصينية فى مصر لتبلغ 700 مليون دولار، مع قفزة فى عدد الشركات الصينية التى تعمل فى مصر.
وقال هان بينج المستشار التجارى بسفارة الصين بالقاهرة، فى تصريحات سابقة له، إن عدد الشركات الصينية العاملة فى مصر زاد من 30 شركة فقط فى عام 2014 إلى أكثر من 100 شركة حاليا"، معربا عن تطلعه لقدوم المزيد من الشركات الصينية إلى مصر فى الفترة المقبلة.
وتتميز مصر بموقع استراتيجى يربط بين قارتى أفريقيا وآسيا ما يجعلها البوابة الآسيوية للقارة السمراء، وأيضا إحدى البوابات الأفريقية لأوروبا عبر البحر المتوسط، وهو ما يؤهل مصر لتكون نقطة محورية فى مبادرة الحزام والطريق، كما قال الرئيس المصرى.
وقال الرئيس السيسى فى مقابلة سابقة مع وكالة أنباء "شينخوا"، إن مصر تدعم مبادرة الرئيس الصينى لإحياء طريق الحرير وحريصة على دعم مثل هذه المبادرات الإيجابية التى تسعى إلى تحقيق التعاون ومصالح الشعوب، أخذاً فى الاعتبار أن مصر يمكنها أن تكون نقطة ارتكاز رئيسية لتنفيذ هذه المبادرة عبر المشروعات التى تشهدها قناة السويس.
وتعتبر الصين بالفعل أكبر مستثمر فى تنمية محور قناة السويس، وهو مشروع تنموى ضخم تتجلى فيه الشراكة المربحة للطرفين المصرى والصينى.
وتعد شركة (تيدا) الصينية أحد أكبر المطورين الصناعيين فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، حيث تنمو مشروعاتها التنموية والمصانع التى تؤجرها للمستثمرين بشكل مضطرد منذ أن دخلت مصر.
وتعمل تيدا على تطوير مساحة أرض زادت إلى 7.23 كيلو متر مربع بالعين السخنة، وقد أنهت المرحلة الأولى من عملها بجذب حوالى 68 مشروعا، إحداها لشركة (جوشى) الصينية العملاقة لصناعة الفايبر جلاس، بينما بدأت المرحلة الثانية فى عام 2016.
ومنذ بضعة أيام شاركت على الأقل 15 شركة صينية منها (تيدا) و(جوشى) و(هانشى مصر) للفايبر جلاس و(إكس دي-إى جى إى ماك) للصناعات الكهربائية ومجموعة (نيو هوب) للصناعات الزراعية فى ملتقى للتوظيف بجامعة قناة السويس بالإسماعيلية، حيث عرضت الشركات الصينية حوالى 300 وظيفة شاغرة للشباب المصرى.
ويؤكد خبراء الاقتصاد المصريون والصينيون أن مصر "لاعب رئيسى" فى مبادرة الحزام والطريق، وأن الجانب الصينى يراها ضمن البقع المضيئة فى مشروعات التنمية المستدامة الخاصة بالمبادرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة