هناك مجموعة من الشخصيات فى العالم العربى، هى صنيعة أجهزة الاستخبارات الأمريكية والأوروبية، دربوها ولمعوها وأكسبوها الشهرة، ثم أطلقوها إلى بلدانها الأصلية فى ظروف عصيبة لتكون واجهة للاستعمار الجديد تأتمر بأمره، وتنفذ سياساته التى تستهدف بالأساس التحكم فى البلاد المراد السيطرة عليها ونهب ثرواتها وإجهاض أحلامها فى التنمية والتطور والنهضة، ومن هؤلاء الشخصيات على سبيل المثال، محمد البرادعى وأيمن نور ومحمد مرسى من مصر وتوكل كرمان فى اليمن والمنصف المرزوقى فى تونس، مثلما كان حامد كرازاى فى أفغانستان.
وهذه الشخصيات عادة ما تحتفى بها المنظمات الدولية وتتقلد المناصب بالأمم المتحدة، وتمنح الجوائز وتفرد لها المساحات الإعلامية، ثم تسقط بالبراشوت على بلدانها الأصلية لتتولى المناصب القيادية بالأمر المباشر لا لشىء، إلا لأنها مأمورة تطاع ومسؤولة عن برنامج محدد لتنفيذه، كما أنها أوفر كثيرًا لقوى الاستعمار من تكلفة التدخل المباشر والسيطرة على البلدان المستهدفة واستمرار هذه السيطرة لسنوات، وهو ما لا يمكن تحقيقه بنجاح مع أعتى القوى والجيوش.
المنصف المرزوقى، تم إعداده فى فرنسا أيام زين العابدين بن على ليكون بديلًا محتملًا، وجرى تصنيفه ضمن قوى اليسار ومنحه الجوائز الشرفية وتسويقه إعلاميًا على أنه من الشخصيات المناضلة، حتى إذا قامت ثورة الياسمين بين ديسمبر 2010 ويناير 2011، أعيد ومعه نفر من معاونيه وأشباهه على طائرة إلى تونس لتولى مقاليد الأمور، لكنه عندما أراد زيارة بلدته «واحة الجريد» طارده أهلها بالحجارة والطماطم. الغريب واللافت أن الرفض الشعبى الجارف لم يمنع المرزوقى من تولى منصب الرئيس التوافقى لتونس بعد مرحلة المخاض الثورى، لترتمى تونس فى عهده تحت أقدام جماعة الإخوان الإرهابية وتعيش أحلك فترة فى تاريخها، قبل أن يفيق التوانسة ويلقون بالمرزوقى خارج قصر قرطاج ليعود إلى منفاه الاختيارى بين باريس والدوحة، حيث يعمل مستشارًا لتميم بن حمد أو بوقا من أبواق الجماعة الإرهابية فى منصة الجزيرة الصهيونية.
طبيعة شخصية المرزوقى تتسق تمامًا مع مواصفات الشخصية الكرازاوية، فهو فاشل فى لم شمل الفرقاء السياسيين فى بلاده وفاشل فى تحقيق الاستقرار وفاشل فى وضع أساس للتنمية الاقتصادية وفاشل فى تحقيق أى انفراجة سياسية للأجيال الجديدة فى البلاد، وناجح فقط فى استعداء أبناء تونس وتنفيذ أجندات القوى المهيمنة على بلاده دون أى تغيير أو تعديل أو مراعاة المصالح الحيوية لمواطنى بلاده، ولذلك فإن الكرازاوى من عينة المرزوقى أو البرادعى أو أيمن نور أو مرسى أو توكل كرمان عادة ما يحظون بكراهية الأغلبية الساحقة من مواطنيهم الذين يصنفونهم بما يستحقون.. «خونة».
عدد الردود 0
بواسطة:
تونسي
اكره المرزوقي
لكنه لم يعود إلى منفاه الاختيارى بين باريس والدوحة كما قال الكاتب المحترم.... 2... في كل الاحوال مع الانظمة العربية الكليانية البديل سياتى حتما من الخارج لان الداخل لا يبقى فيه الا الموالاة او المعارضة المزعومة