ولإن حمول الأيام مش مرفوعة إذا يد «عويضة» ماترفعهاش.
والقولة الحقَّة مش حقّة إذا صدر «عويضة».. ماطلَّعهاش
والخطوة.. حتفضل مشلولة إذا قُدّامنا «عويضة» ماخطَّاش
ولإن دى حاجة «عويضة» لسّه مايدركهاش ولايدركناش ولا يعرفناش
ولإننا.. لما دبحنا بعض- مناقشة- على القهوة- لأجل البشرية-
«عويضة» ماسمعناش .. تبقى الدايرة مادايراش!
هذا ما قاله الخال عبدالرحمن الأبنودى فى قصيدته الشهيرة «الدايرة المقطوعة»، واستشهدت بها فى مقال أمس، مشيدًا بمبادرة وزارة التنمية المحلية للتعاون مع وزارة الثقافة من أجل نشر الثقافة فى ربوع مصر، التى أكدت فيها أن الجميع يعرف أهمية الثقافة فى التنمية، ودورها فى تدعيم التحضر ونبذ التخلف والجهل، لكننى تساءلت فى نهاية المقال: ما هى الصيغة التى سنقدم بها الثقافة إلى «عويضة» الذى رمز به «الأبنودى» لجموع الشعب المصرى؟
هنا يتعين علىّ أن أؤكد ضرورة تعديل صورة الثقافة فى أذهاننا قبل محاولة توصيلها إلى «عويضة»، فالصيغ القديمة التى تقدم الثقافة باعتبارها ترفًا أصبحت غير مجدية وغير جاذبة على الإطلاق، فى زمن يصبح اللهاث فيه وراء «أكل العيش» فرض عين، وتحول فيه الرقى إلى اصطناع، والعلم الحقيقى إلى سبة فى جبين العلماء، والأهمية المطلقة للمال وحده، ولهذا يجب علينا أن نربط الثقافة بالحياة، أو بالأصح يجب علينا إعادة الثقافة إلى الحياة، بعدما تجمدت فى المتاحف والقاعات المكيفة والمؤتمرات النظرية الغريبة. وسأضرب مثلًا باقتراحين كنت قد اقترحتهما فى السابق، الأول عمل معرض سنوى لصناع الآلات الموسيقية المحلية، وعمل مسابقة بين الصناع لتدعيم هذه الصناعة التى أوشكت على الانقراض، والثانى مشروع «كشك الهوية» الذى اقترحته فيها سبق، ونال استجابة وزير الصناعة السابق منير فخرى عبدالنور، لكنه لم يرَ «النور»، لخروج الوزير من الحكومة بعدها بأشهر، والفكرة تتلخص فى منح بعض المواطنين تراخيص لبيع منتجات الحرف التقليدية التى تعانى من قلة منافذ عرضها، وبهذا سوف نكون قد أسهمنا فى تشغيل آلاف الشباب، وجعلنا الثقافة «البصرية» المصرية متاحة للجميع فى البيوت، وجمّلنا شوارعنا «بالمرة» عن طريق التصميمات الجمالية لهذه الأكشاك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة