كريم عبد السلام

تجديد الخطاب الدنيوى.. 1 - العمل هو الحل

الإثنين، 08 مايو 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا صوت يعلو هذه الأيام على صوت المطالبين بتجديد الخطاب الدينى، لمواجهة مخاطر التطرف والإرهاب والعنف الذى تكتوى بلاد العالم أجمع بنيرانه الآن، وخاصة الدول العربية والإسلامية، وبالطبع لدى المطالبين بتجديد الخطاب الدينى الحق فيما يطالبون به بعد أن تحولت بلادنا ومحيطها الأفريقى والآسيوى إلى بيئة لتشويه الإسلام، وإعادة توظيفه للدمار والقتل والتخلف، كما أن لديهم الحق فى إعلان مخاوفهم على بلادهم من التدمير المنظم الذى يديره الاستعمار الجديد بنشر الأفكار المشوهة عن الإسلام العنيف، ودعم المتطرفين للسيطرة على بلدان الشرق الأوسط.
 
لكن يفوت على المطالبين بتجديد الخطاب الدينى أن غياب تجديد الخطاب الدنيوى هو أهم أسباب انتشار التخلف والعنف والتطرف والإرهاب، وهو أيضًا سبب مباشر فى انتشار البيئة الصالحة لاحتضان ونمو وازدهار كل الأفكار والممارسات التدميرية التى نراها فى محيطنا العربى والإسلامى، باختصار، لو امتلك عموم الناس خطابًا حضاريًا وتنمويًا يضمن لهم حياة آدمية لما بحثوا عن مهرب إلى حياة مزيفة وخطابات أيديولوجية مزيفة وممارسات سياسية مزيفة، ولما هربوا من الدنيا أصلًا إلى الآخرة مع أن النهج النبوى الرشيد يطالبنا أن نعمل لدنيانا كأننا نعيش أبدًا وأن نعمل لآخرتنا كأننا نموت غدًا، فلماذا نحرف الكلم عن مواضعه وندمر دنيانا بالمخالفة للنهج النبوى الرشيد؟!
 
نحتاج بوضوح إلى أن نعيد النظر فى مجموعة القيم الحاكمة لحياتنا، وجميعها قيم استهلاكية منحطة لا تؤسس حضارة ولا تحقق تنمية وتؤدى إلى تدمير الإنسان والمجتمع، كما نحتاج أن نستعيد الوعى والروح المصريين فى الأزمات لنعيد بناء بلدنا من جديد بعد أن تكالبت عليها قوى الشر من كل اتجاه، وبعد أن تساقطت الدول من حولها إلى مصير مجهول.
 
وكان المتوقع بعد ثورة25 يناير، أن يلتفت المصريون إلى العمل والابتكار والإنتاج، لكن البعض قفزوا إلى سفينة الثورة وجنحوا بها إلى الفوضى، كما سعوا إلى إغراق المصريين فى الاستقطاب والحروب الأهلية والتطرف، فضاعت الثورة وتراجعنا إلى الوراء، وعندما حاولنا تصحيح المسار اكتشفنا أن البناء من الصفر بعد انهيار الدول يحتاج إلى جهود شاقة مضنية وميزانيات ضخمة وظروف مواتية. كما تعرضت بلدنا لحصار اقتصادى غير مسبوق وحملات إعلامية مدفوعة بمئات الملايين من الدولارات لتشويهها والضغط عليها، وكذا لمحاولات جرها لحروب إقليمية لا مصلحة لها فيها، وعندما فشلت تلك التحركات والمؤامرات بدأت إجراءات عقابية تعجيزية، ومنها طبعًا منع السياحة ومحاولة ضرب الاقتصاد الوطنى، وكلها أسباب إضافية يمكن أن تثير الهمة وتستفز الإرادات للمواجهة بالعمل والإنتاج.
 
العمل هو الحل.. شعار لا غنى عنه الآن وغدًا، ومنهج لابد وأن يتبناه كل مصرى لنفسه وبلده وأمته ودستور يحقق التجديد الواجب للخطاب الدنيوى والخطاب الدينى معًا.. هل من داع إلى شعار المرحلة الحتمى؟ هل من أنصار لمنهج العمل؟









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة