تاريخنا العربى قاسى القلب، ويحب الصخب ويسجل الصراخ العالى فقط، حبذا لو كان هذا الصراخ من قبيل المعارضة، أما الحقائق الهامسة فتظل فى الهوامش والملاحظات، تاريخنا مصاب بالزهايمر وملىء بالظلم أيضًا، وإلا فلماذا تجاهلت منابر النضال العربية إعادة الاعتبار لروح الرئيس الراحل أنور السادات كرد فعل طبيعى للوثيقة السياسية لحركة حماس التى تخلت عن مبدأ تدمير إسرائيل، بعد 40 عامًا من التخوين العروبى القومى للرئيس الراحل على موقفه من التفاوض مع الكيان الصهيونى، هذا الموقف الذى قد نتفهم دوافعه ونختلف على نتائجه، لكن التخوين لم يكن أبدًا أرضية للفهم أو الاختلاف حول قرارات الوطنية المصرية، لا نلوم حماس على مواقفها فهى أدرى بشؤونها وأعلم بمعاناة الشعب الفلسطينى من استيراد المواقف حسب مصدر التمويل، وأيضًا لن نفرح بأى موقف مرن يفرضه علينا الواقع تجاه إسرائيل، لكنه درس مهم للتاريخ والعروبة ليتذكر الآخرون كم ظلموا مصر حين تعايشت مع واقعها، وكم تحملت لتحفظ حدودها.