عبد الفتاح عبد المنعم

كيف نجحت أمريكا فى السطو على الأراضى لتكوين أكبر إمبرطورية؟

الإثنين، 08 مايو 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إننا نتعاطى مع معلومة أن الولايات المتحدة هى أقوى دولة على وجه الأرض اليوم، وربما فى تاريخ البشرية، كأمر مسلم به، ولكن قصة كيف وصلت أمريكا إلى هذه المرتبة طويلة، ورائعة، ومعقدة، وغالبًا ما يساء فهمها.
 
والحقيقة أن التقرير الذى بثته «شبكه فوكس» الأمريكية أوضح كيف نجحت الولايات المتحده الأمريكية فى توسيع مساحتها الجغرافية من خلال عمليات السطو على بعض الولايات التى لم تكن تابعه لأمريكا، بل دول الجوار مثل كوبا والمكسيك وأن أكثر من 10 ولايات نجحت أمريكا فى ضمها عبر السرية أو الغزو، وهو ما جعلها أكبر إمبرطورية مستخدمة مساحتها فى التفوق.
 
وهناك العديد من تلك الولايات التى سطت عليها أمريكا كما يؤكد التقرير الذى بثته شبكة «فوكس» ساعدت فى صعود الولايات المتحدة باعتبارها القوة العظمى العالمية الوحيدة، مصدر الكثير من القوة الأمريكية هو حجم هذه الدولة، إذ إنها واحدة من أكبر الدول على وجه الأرض من حيث عدد السكان، والمساحة، والموارد الطبيعية، ورأس المال البشرى، بل وتعد هذه الدولة فى نواحٍ كثيرة أيضًا دولة على شكل جزيرة، ولأنها لا تواجه تهديدات كبيرة على حدودها، فقد كانت أكثر حرية فى إظهار القوة على الصعيد العالمى، وجاءت اللحظة الحاسمة فى جعل الحدود بأمريكا الشمالية على ما هى عليه اليوم مع الحرب الفرنسية والهندية التى كانت تعتبر فى ذلك الوقت مجرد عرض جانبى من عروض حرب السبع سنوات الأكبر فى أوروبا، انتهت الحرب مع تخلى فرنسا عن أراضيها الشاسعة فى القارة لبريطانيا وإسبانيا، وأعاد نابليون الاستيلاء على لويزيانا وباعها للولايات المتحدة فى عام 1803، ولكن فرنسا الجديدة كانت قد اختفت إلى الأبد، ومع تراجع الإمبراطورية الإسبانية، تركت القارة مفتوحة أمام غزو الإمبراطورية البريطانية، وخليفتها، الولايات المتحدة.
 
لم تكن أمريكا الشمالية فارغة عندما وصل المستكشفون والمستوطنون الأوروبيون، بل كانت مليئة بمجتمعات راسخة ومتنوعة من السكان الأصليين. وقد كان من الممكن أن تصبح هذه المجتمعات دولًا قومية ذات سيادة لو لم تسع الولايات المتحدة لتطهيرهم من أراضيهم، حرمانهم من الحكم الذاتى، وبمجرد تحولهم إلى أقلية صغيرة، استيعابهم واستيعاب أراضيهم قسرًا. لقد كانت هذه الأعمال هى الأساس الذى قامت عليه الهيمنة الأمريكية فى أمريكا الشمالية الذى بنيت عليه قوة أمريكا العالمية لاحقًا، وتبدأ هذه الخريطة من خلال إظهار الأراضى المملوكة للهنود فى عام 1794 باللون الأخضر. وفى عام 1795، وقعت الولايات المتحدة وإسبانيا معاهدة سان لورنزو التى وزعت جزءًا كبيرًا من القارة بينهما. وما تبع ذلك كان قرنًا من الكوارث بالنسبة للأمريكيين الأصليين، الذين أُخذت أرضهم منهم قطعة تلو قطعة. وفى عام 1887، مررت الولايات المتحدة قانون «دوز» الذى فرض إلغاء الحكم الذاتى للقبائل واستيعابها.
 
إثر استقلال المكسيك فى عام 1821، ضمت هذه الدولة أراضى واسعة تمتد بما يشكل حاليًا ولاية تكساس إلى ولاية كاليفورنيا الشمالية، ورغم أن إسبانيا كانت تدعى ملكية هذه الأراضى، إلا أن تجمعات المستوطنين الأمريكيين كانت تنمو فيها، وفى عام 1829، كان تعداد هذه التجمعات يفوق عدد الناطقين باللغة الإسبانية فى إقليم ولاية تكساس بالمكسيك. وفى نهاية المطاف، أدت انتفاضة صغيرة من قبل هؤلاء المستوطنين الأمريكيين فى عام 1835 إلى اندلاع حرب استقلال كاملة. وقد فاز المستوطنون فى تلك الحرب، وأقاموا جمهورية تكساس التى اندمجت طوعًا مع الولايات المتحدة فى عام 1841، ولكن هذا لم يعنِ انتهاء النزاع على حدود تكساس بين المكسيك والولايات المتحدة، وقد أراد الرئيس «جيمس بولك» الحصول على مزيد من الأراضى إلى الغرب لتوسيع العبودية، وكان بولك يخطط أيضًا للحصول على أراضى كاليفورنيا فى المكسيك التى كانت بالفعل موطنًا لعدد من المستوطنين الأمريكيين، وبدأت الحرب على أراضى تكساس المتنازع عليها فى عام 1846، إلا أنها سرعان ما توسعت إلى الكثير من أراضى المكسيك، وبلغت الحرب ذروتها مع غزو مكسيكو سيتى، والاستيلاء على ثلث أراضى المكسيك، ومنها ما هو الآن كاليفورنيا، يوتا، نيفادا، أريزونا، نيو مكسيكو، تكساس، وبالتالى، لو كان بولك قد ذهب إلى الحرب بشكل مختلف، أو قرر عدم التوسع فى هذه الأراضى المكسيكية لكانت الولايات المتحدة اليوم دولة أصغر بكثير مما هى عليه، ولربما كانت دون إطلالة على ساحل المحيط الهادئ؛ وهو ما كان سيجعلها أقل قوة فى العالم، خاصةً فى منطقة المحيط الهادئ ذات الأهمية المتزايدة.
 
لقد كانت الحرب مع إسبانيا هى اللحظة التى أصبحت فيها الولايات المتحدة قوة عالمية، الإمبراطورية الإسبانية كانت تتداعى لقرن من الزمن، وكانت هناك مناقشة حامية داخل الولايات المتحدة حول ما إذا كان على أمريكا أن تصبح قوة إمبريالية لتحل محلها أم لا. وتركزت هذه المناقشة حول كوبا؛ حيث أراد الموالون للإمبريالية شراءها أو ضمها من إسبانيا وتحويلها إلى دولة عبودية جديدة، فى حين أراد مناهضو الإمبريالية دعم استقلال كوبا، وفى عام 1898، أطلق نشطاء من كوبا حرب الاستقلال عن إسبانيا، وتدخلت الولايات المتحدة إلى جانبهم، وعندما انتهت الحرب بهزيمة إسبانيا، منع مناهضو الإمبريالية ضم الولايات المتحدة إلى كوبا، ولكن الموالين للإمبريالية بدورهم نجحوا فى وضعها تحت مجال النفوذ شبه الإمبريالى الأمريكى، وكانت قاعدة الولايات المتحدة فى خليج جوانتانامو من مخلفات هذا الترتيب، ومع نهاية تلك الحرب، كانت الولايات المتحدة قد حصلت على ثلاث مناطق إسبانية أخرى أيضًا، هى بورتوريكو وغوام والفلبين. وهكذا، أصبحت الولايات المتحدة قوة استعمارية على النمط الأوروبى.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة