سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 9 مايو 1971.. اجتماع منفرد بين السادات وسيسكو.. وأجهزة تنصت تكشف أسراره

الثلاثاء، 09 مايو 2017 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 9 مايو 1971.. اجتماع منفرد بين السادات وسيسكو.. وأجهزة تنصت تكشف أسراره السادات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التقى الرئيس السادات بمساعد وزير الخارجية الأمريكية «سيسكو» فى قصر القبة مساء يوم 9 مايو «مثل هذا اليوم» عام 1971 أربع ساعات كاملة، وحسب تسجيل تليفونى دار بين السادات والكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل: «أخذت ساعتين الأول مع سيسكو بحضور محمود فوزى ومحمود رياض وأشرف غربال، وقلت لأشرف يكتب المحضر بالكامل ويكتب النقط، وأخذت تأكيد عليها من سيسكو، وبعدين بقى قعدنا ساعتين لوحدنا». «هيكل - أكتوبر 73 - السلاح والسياسة - مركز الأهرام للترجمة والنشر».
 
جاء اللقاء أثناء زيارة قام بها وزير الخارجية الأمريكى وليام روجرز إلى القاهرة يوم 6 مايو، واجتمع خلالها مع السادات، ومن القاهرة طار «سيسكو» إلى تل أبيب ثم عاد حاملا رد إسرائيل على مبادرة «روجرز» التى تتحدث عن حل جزئى يتضمن فتح قناة السويس مقابل انسحاب إسرائيل من القناة لبضعة كيلو مترات.
 
تمت الزيارة فى أجواء صراع محتدم بين السادات وما أطلق هو عليهم «مراكز القوى»، وبالرغم من أن ظاهر هذا الصراع هو «شأن داخلى»، فإن محمود رياض، وزير الخارجية وقتئذ، يضعه فى قلب الصراع مع إسرائيل وعلاقات مصر مع أمريكا، ففى الجزء الثالث من مذكراته «أمريكا والعرب» عن «دار المستقبل العربى - القاهرة» يذكر: «متابعة أحداث مايو 1971 وما تلاها من أحداث جسام انتهت باتفاقية كامب ديفيد «1979»، تشير بوضوح إلى أن السادات كان قد قرر اتباع سياسة جديدة تماما تخالف تلك السياسات التى استقر عليها الرأى بعد هزيمة 1967، واتجه نحو الولايات المتحدة والحل المنفرد، واستبعاد روسيا ومحاولة تجنب معركة التحرير، وتحقيقا لهذه السياسة كان عليه أن يتخلص من الشخصيات التى تعارض هذا التغيير، فبدأ فى إثارة مواضيع تشغل الجميع عن التركيز على معركة التحرير، كما كان يعلم أن هذه المواضيع سوف تثير خلافات شديدة».
 
ويدلل «رياض» على ما يذكره قائلا: «كانت تصلنى عن طريق السفارات معلومات عن اتصال السادات بأمريكا، فكنت أسارع بإخطاره بما يصلنى، فكان ينفى على الدوام، وعلى سبيل المثال وصلتنى رسالة من السفير «القونى» مندوب مصر الدائم فى الأمم المتحدة، تفيد بأن مندوب فرنسا الدائم فى الأمم المتحدة أخبره بأن إسرائيل تلقت تأكيدات من الولايات المتحدة بأن مصر لن تستأنف العمليات العسكرية بعد انتهاء سريان وقف إطلاق النار فى 7 مارس 1971، وأن الولايات المتحدة حصلت على تلك التأكيدات من شخصية مصرية كبيرة، وأوضح لى - القونى - فيما بعد أنه لم يشأ ذكر اسم السادات فى الرسالة، وعندما تحدثت مع السادات، نفى صدور أى تأكيدات منه».
 
يضيف رياض: «زارنى فى هذه الفترة سفير يوغسلافيا فى القاهرة، وأبلغنى أنه تلقى برقية من بلغراد تفيد بأن السفير الأمريكى «فيلبس» المندوب الأمريكى المناوب، أبلغ سفير يوغسلافيا بأن هناك تفاهما أمريكيا مصريا بشأن عدم قيام مصر بأيه عمليات عسكرية لمدة شهرين على الأقل، وتحدثت تليفونيا مع السادات، مبينا أنه ليس من مصلحتنا فى شىء طمأنة إسرائيل بزوال الاختيار العسكرى، إلا أنه علق بأن ذلك تغطية لا بأس بها، وتقود هذه المعلومات التى يذكرها «رياض» إلى السؤال عن علاقتها بلقاء السادات وسيسكو، ويقدم «شعراوى جمعة» وزير الداخلية وقتئذ «استقال يوم 13 مايو 1971» الإجابة على ذلك.
 
يقول «جمعة» فى مذكراته «شهادة للتاريخ» إعداد: محمد حماد «مركز الأهرام للنشر»: «كانت المقابلة الثانية بين السادات وسيسكو على انفراد وهى الأخطر على الإطلاق، ولا أحد عرف بتوقيتها، ولكننا بوسائلنا عرفنا ما دار فيها بالتفصيل»، والوسائل كانت قيام مباحث وزارة الداخلية بوضع أجهزة تصنت فى منزل بيرجس القائم على رعاية المصالح الأمريكية فى مصر، وأمكن بذلك تسجيل الحديث الذى أدلى به سيسكو إلى بيرجس أثناء لقائهما فى منزل بيرجس، بعد لقاء السادات، وكشفت أن السادات شرح لـ«سيسكو» متاعبه الداخلية قائلا: «أنا قررت إجراء تغييرات داخلية قريبا، وسأتخلص من وزير الحربية الفريق أول محمد فوزى، ووزير الخارجية محمود رياض.. الاثنين ضاغطين على لأحارب، وأنا مش عايز أحارب»، كما قال السادات إنه سوف يجرى بعض الاعتقالات فى اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى، وإنه مقدم على تصفية المعارضين له، وإنه يفضل أن يأتى «موشى ديان رئيساً لوزراء إسرائيل، لأنه أحسن من جولدا مائير» وقال بالحرف: «أنا أصلى من أجل أن يأتى ديان رئيسا للوزراء».
 
ذات-يوم

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة