لم يعد الهاكرز مجرد مجموعة من الهواة يقومون باختراق بعض المواقع من أجل المرح أو التسلية وإثبات قدراتهم التكنولوجية، بل تخطوا مرحلة المحتالين الذين يسعون لسرقة الحسابات وبيانات المستخدمين وبطاقات الائتمان، وتطور عملهم بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية وظهرت فئة جديدة من الهاكرز السياسيين ممن لديهم أهداف معنية للتدخل فى شئون دول العالم وتهديد أجهزتها واختراق انتخاباتها، وكان الهاكرز الروسى هو المتهم الأكبر فى تلك العمليات، وتم توجيه أصابع الاتهام من المسئولين فى بعض البلدان وغيرهم لروسيا بأنها تتحكم فى هؤلاء الهاكر.
التدخل فى الانتخابات الفرنسية
تعرضت حملة الرئيس الفرنسى الجديد "إيمانويل ماكرون" لهجوم قوى من الهاكرز خلال الشهر الماضى، وقالت شركة الأمن السيبرانى الشهيرة "تريند مايكرو" اليابانية بعد التحقيق، إن تلك الهجمات قامت بها مجموعة هاكرز "Pawn Storm" وهم تابعين لمجموعة قراصنة وحدة الاستخبارات العسكرية الروسية تدعى GUR.
تهديد الانتخابات الأمريكية
فى عام 2016 بينما كانت المنافسة مشتعلة بين كل من "هيلارى كلينتون" و"دونالد ترامب"، تم اختراق أعضاء حملة "كلينتون" وتسريب وثائق مهمة للغاية من اللجنة الوطنية الديمقراطية ومن جون بوديستا، مدير الحملة، وهو الأمر الذى وضعها فى موقف محرج.
هيلارى كلينتون
وبعد مرور بعض الوقت قالت وكالات المخابرات الأمريكية إن روسيا كانت وراء عمليات الاختراق التى حدثت قبل الانتخابات الرئاسية، وهو الأمر الذى تم التوصل إليه بعد تتبع شركات خاصة تعمل فى مجال أمن المعلومات لتلك العمليات، ووجدوا أنها حدثت من روسيا.
وعلى الرغم من نفى روسيا هذا الأمر، إلا أن أغلب التقارير تسير إلى تدخل واضح من الهاكرز الروسى لا يعلم أحد إذ كان تابع للحكومة هناك أم لا فى الانتخابات الأمريكية لصالح "دونالد ترامب".
تسريب بيانات الناخبين
مع نهاية العام الماضى تمكنت مؤسسة "ريكوردد فيوتشر" الأمنية من العثور على بيانات تعود إلى أجهزة "لجنة المساعدة فى الانتخابات الأمريكية" تم عرضها من قبل هاكر روسى للبيع على الإنترنت، مستغلا ثغرة فى قاعدة البيانات، وبالفعل عملت الولايات المتحدة على إصلاح تلك الثغرة.
اختراق الشركات العملاقة
قبل ما يقرب من 9 سنوات شنّت مجموعة من الهاكرز الروسى هجوما ضخما على شركة "أمازون" الأمريكية، وهو الأمر الذى نتج عنه توقف الموقع عن إتمام معاملات البيع لمدة 3 أيام، وهو ما كبدها خسائر مالية كبيرة، كما سرقوا بيانات 28 ألف بطاقة ائتمان ونشرا هذه البيانات على الإنترنت، وبعد عدة سنوات على هذا الحادث تم القبض على هؤلاء الهاكرز.
الهاكرز الروسى وراء اختراق لينكد إن
والعام الماضى تم القبض على هاكر روسى بسبب اختراقه لموقع لينكد إن فى عام 2012، وتسريب بيانات ملايين من المستخدمين، بالإضافة إلى مواقع أمريكية كبرى أخرى، وكان من المفترض ترحيل المتهم إلى أراضيها للمثول أمام القضاء الأمريكي، إلا أن روسيا تدخلت لكى تحاكمه هى.