دندراوى الهوارى

قطر بين زواج المتعة «الشيعى- الإيرانى».. وجهاد النكاح «الإخوانى- التركى»!

السبت، 10 يونيو 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الدول والكيانات «الصغيرة»، المشتاقة للعب أدوار «كبيرة» لا تناسب إمكانياتها الجغرافية والكوادر البشرية لتحقيق الهدف المنشود بطرق شرعية، تلجأ إلى تحقيق أهدافها بطرق ملتوية وخبيثة، من خلال الثأر من الدول الكبيرة، والاستمتاع بلذة العبث فى مقدراتها، ومحاولة إسقاطها لإفساح الطريق أمام لعب «الدور الكبير» إقليميًا ودوليًا.
 
وقطر- الصغيرة جغرافيًا، والخاوية تاريخيًا، والضئيلة عسكريًا- أغواها إلى حد مرض الإدمان، لعب الأدوار الكبيرة، ومحاولة إزاحة القاهرة والرياض وأبوظبى ودمشق تحديدًا من طريقها، ليتسنى لها قيادة الإقليم، لذلك قررت احتضان التنظيمات الإرهابية وتمويلها لتنفيذ مخططاتها.
 
وجعلت من منبرها ولسانها الطويل قناة الجزيرة، أداة لتنفيذ أهدافها، فأصبحت منبرًا للقاعدة وداعش وجبهة النصرة والإخوان وكل أتباعهم، تنشر «حصريًا» كلمات رؤوس الإرهاب والفتنة من أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى إلى أبوبكر البغدادى، والقرضاوى وغيرهم من رؤوس الفتنة.
 
ورأى قادة الدويلة الضئيلة جغرافيًا وعسكريًا، فى ما يطلق عليه اصطلاحا «ثورات الربيع العربى»، فرصة ذهبية لتنفيذ مخططها بإزاحة «الكبار»، ليخلو أمامها الطريق لممارسة دور «الكبار» ومن الذى ينفذ هذا المخطط سوى التنظيمات الإرهابية التى تتبناها؟ فقررت زيادة الدعم المالى والسياسى لجماعة الإخوان الإرهابية وداعش وجبهة النصرة، فى مصر وسوريا وليبيا واليمن وتونس، لإسقاط هذه الدول فى بحور الفوضى، تحت شعار «ثورات الربيع العربى».
 
وبلغ إجمالى ما أنفقته قطر على تمويل هذه التنظيمات، 64 مليار دولار، حسب إحصاءات المراكز البحثية والاستخباراتية المعنية، ورغم المؤشرات العديدة، للدويلة الضئيلة جغرافيًا وعسكريًا، بأن مخططاتها باءت بالفشل، وأن هناك مخاطر يمكن لها أن تواجهها، وأن العرب أدركوا وبال ثورات الربيع العربى، وتصدوا للتنظيمات الإرهابية، وكانت الشرارة القوية فى مصر، عندما اندلعت ثورة شعبية جارفة فى 30 يونيو أطاحت بالإخوان وأتباعهم من الحكم، إلا أن مثلث الشر «حمد وموزة وتميم» القاطن فى القصر الأميرى بالدوحة، قد أدمنوا «ممارسة» لعب دور الكبار، ولم يعد بمقدورهم الشفاء منه، فاستمروا فى تنفيذ مخططاتهم.
 
مثلث الشر «حمد وموزة وتميم»، أصابهم عمى البصيرة، وإدمان لعب دور الكبار دون حيثية، وأصبحوا غير قادرين على قراءة المشهد والحراك الإقليمى وتقلب السياسات الدولية بسرعة مذهلة، فالمشروع الأمريكى الداعم لإثارة الفوضى والتقسيم، والذى يسير فى نفس مسار المشروع القطرى، قد انهار، ورحل أوباما، وأطاح «ترامب» بهيلارى كلينتون بالقاضية، وبدأت سلسلة مراجعات فكرية وسياسية تجتاح العالم بقاراته السبع، حيال ما يحدث فى منطقة الشرق الأوسط، وحيال ثورات الربيع العربى، واعتبروا أن ما يحدث مخطط جهنمى، ولد من رحمه سرطان العصر «الإرهاب»، ليضرب استقرار العالم بعنف، وينال من أمريكا وأوروبا، فاستيقظ الجميع، وقرر المواجهة، إلا قطر استمرت فى غيِّها.
 
ونظرا لإدمان لعب دور الكبار، لم تتحمل عقد قمة التحول الاستراتيجى فى المنطقة بالرياض يوم21 مايو الماضى، وهى القمة الأمريكية العربية الإسلامية، بحضور 55 دولة، لمواجهة الإرهاب، وظهر فيها اللاعبون الأساسيون، والكبار حجمًا بفعل الطبيعة الجغرافية، والقدرات البشرية، مصر والسعودية والإمارات، الدور المحورى لمواجهة قوى الشر فى المنطقة، إيران وتركيا وقطر، بجانب الجماعات والتنظيمات الإرهابية.
 
وبدلا من أن يجلس مثلث الشر «حمد وموزة وتميم»، لدراسة هذه المتغيرات، والحراك القوى وتكاتف الكبار لمواجهة الإرهاب بكافة صوره، والتى ظهرت فى الخطاب الأقوى للرئيس عبدالفتاح السيسى، أمام قمة الرياض، وتحول إلى استراتيجية شاملة جامعة للمواجهة، واتخذها مجلس الأمن وثيقة، ودعمها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والملك سلمان بن عبدالعزيز، ومحمد بن زايد، إلا أن قطر فاجأت الجميع ومارست حماقة أكبر وأضخم، بكِبر وغرور لا مثيل لهما.
 
فلم تمر ساعات على قمة الرياض حتى وجدنا الطفل المعجزة «تميم» يتوجه لطهران، ليعلن من هناك ولاءه بشكل علنى لـ«آية الله الخمينى»، وأنه يعطى ظهره لأشقائه العرب بشكل عام، وفى الخليج بشكل خاص، وكأنه يخرج لسانه إمعانا فى إثارة الحنق والغيظ للمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، ثم أعطى لمنبره ولسانه الطويل والقذر «قناة الجزيرة» إشارة إهانة الرموز الخليجية، بشكل سافر.
 
وهنا كان قرار الكبار، قطع العلاقات مع قطر على كافة المستويات الدبلوماسية والاقتصادية، وهو ما أربك حسابات الدوحة، وأصاب تميم بحالة هذيان شديدة، وارتعدت «فرائصه» فسارع للشيعة الإيرانيين يطلب منهم تفعيل وثيقة «زواج المتعة معه» الموقّعة عام 2010، وبموجبها يتدخل الحرس الثورى الإيرانى فى قطر عند إثارة القلاقل، وهبت طهران بالفعل وأرسلت حرسها الثورى الشيعى لحماية تميم.
 
ثم اتجه صوب التنظيمات الإرهابية، لتفعيل فتوى «جهاد النكاح»، وبالفعل سارع الإخوان وداعش وجبهة النصرة، لنصرة «تميم»، وعقد أعضاء إخوان تركيا ببرلمان «أردوغان» اجتماعًا طارئًا، ووافق على نشر 5 آلاف جندى تركى إخوانى «مشلح»، فى الدوحة لحماية مثلث الشر «حمد وموزة وتميم».
 
ووسط هذه الارتباك، والعنت غير المبرر، وإدمان لعب دور الكبار، ما زال الثلاثى مستمرين فى تحديهم، وعدم الاعتراف بأخطائهم، والرضوخ لشروط القاهرة والرياض وأبوظبى والمنامة، فتوالت الضربات الموجعة للدوحة، الواحدة تلو الآخرى، ولو استمرت الضربات بهذه القوة والفاعلية فإن مصير قطر سيكون إلى زوال، وعلى الباغى تدور الدوائر!
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة