فى الوقت الذى تفرض فيه 6 دول عربية مقاطعتها على أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة أل ثانى لدعمه الإرهاب والمنظمات المتطرفة والمسلحة فى الشرق الأوسط، وفرض حصارا عربيا على الإمارة المارقة لعلها تتراجع عن هذه المواقف، لجأ تميم بن حمد إلى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ليرتمى فى أحضانه لعله يخرجه من حالة العزلة التى فرضتها عليه دول الخليج.
ودعا تميم أردوغان إلى إرسال قوات تركية لحمايته خوفا من الانقلاب عليه بسبب الأزمات التى خلقها لشعبه، وفى المقابل وافق كلا من الرئيس والبرلمان التركى على إرسال قوات إلى الدوحة.
وصدق الرئيس التركى على اتفاقيتين يتم بموجبهما نشر قوات تركية فى قطر وتدريب قوات الدرك التركية للقوات القطرية هناك، مما يمهد الطريق لإرسال سفن وطائرات حربية تركية إلى قطر التى تواجه نزاعا دبلوماسيا مع العديد من الدول العربية.
وكشفت صحيفة "حريت" التركية أنه سيتم تحديد عددا من السفن والطائرات التركية لإرسالها إلى قطر بعد القيام بعملية فحص للقاعدة المخصصة لتركيا هنالك، لافتين إلى أن فريقا تركيا سيقوم بفحص القاعدة التى ينتشر بها حاليا 90 جنديا تركيا بشكل مؤقت.
وأفاد مسئولون لصحيفة "حرييت" بأن ما بين 200 إلى 250 جنديا تركيا سيجرى نشرهم فى غضون شهرين، كما أشاروا إلى أن الدوحة وافقت مؤخرا على اعتبار القاعدة التركية المؤقتة على أراضيها، قاعدة دائمة.
وكان البرلمان التركى قد صادق على الاتفاقيتين فى وقت سابق من الشهر الجارى، وجاء التصويت بعد أيام فقط من قطع عدد من الدول علاقاتها مع قطر بسبب اتهامات بدعم الإرهاب.
وأكد "أردوغان" على أن تركيا ستستمر فى تقديم كافة أنواع العون لدعم قطر، فى الوقت الذى تستمر فيه أنقرة فى بناء قاعدة عسكرية بالدوحة لتكون أول قاعدة عسكرية فى دولة خليجية.
كما أرسلت تركيا سفن محملة بالمواد الغذائية إلى الدوحة، بعد نفاذ المواد الغذائية الأساسية من الأسواق القطرية، عقب المقاطعة العربية للإمارة الصغيرة، حيث تم غلق النوافذ البرية مع السعودية والبحرين والتى تحصل قطر من خلالها على احتياجاتها من المواد الغائية عبرها.
وقررت إدارة اتحاد رجال الأعمال والصناعيين المستقلين فى تركيا، القيام بأول زيارة إلى قطر لتقييم فرص العمل فى الدوحة عقب مقاطعة 6 دول عربية هى مصر والسعودية والإمارات والبحرين وليبيا واليمن.
وأصدر اتحاد رجال الأعمال والصناعيين المستقلين بيانا عقب اجتماع مجلس الإدارة الذى عقد فى أنقرة لبحث أزمة قطع دول الخليج علاقاتها الدبلوماسية مع قطر والتطورات القائمة.
وذكر الاتحاد فى بيانه أنه يتابع التطورات فى منطقة الخليج بأسف شديد، مؤكدا على أهمية مواصلة العلاقات مع الدول الصديقة وإجراء أول زيارة دولية له إلى قطر لدعمها.
وعلى صعيد آخر قال رئيس اتحاد المصدرين الأتراك محمد بيوك أكشى، أن تركيا مستعدة لتلبية احتياجات قطر من الغذاء والماء، ولاسيما بعد غلق الحدود والمعابر البرية لكلا من السعودية والبحرين والإمارات التى يتم من خلالها نقل المواد الغذائية إلى قطر وتعليق الرحالات الجوية من وإلى الدوحة.
وكانت الصادرات التركية إلى قطر، بلغت فى عام 2016 نحو 421 مليون دولار، بينما بلغت الواردات القطرية إلى تركيا حوالى 271 مليون دولار. وأشار تقرير جمعية المستثمرين الدولية إلى أن قطر تحتل المرتبة السابعة ضمن أكثر الدول المستوردة من تركيا.
وفى المقابل رد "تميم" الجميل للرئيس التركى من خلال تغريدة على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"باللغة التركية قائلا: "شكرا مرفقا معها قلبا أحمر لأردوغان.
كما نشر "تميم" بحسب ما نشر موقع صحيفة زمان التركية المعارضة، مقطع فيديو لصور لقاءه مع أردوغان فى أنقرة وفى الخلفية موسيقى الرئيس أردوغان إبان حملته الانتخابية لرئاسة الجمهورية، قائلا: "شكرا باللغة التركية وبجانبها علم تركيا وقلب أحمر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة