يتجسد الفساد فى مصر فى أشكال عدة، وغالبا ما تتحول الرشاوى الموضوعة أسفل الطاولة إلى صور واضحة متجسدة أمامنا نراها بشكل يومي، والمؤسف أننا أصبحنا نتعايش معها وكأن هذا هو الأمر الواقع، ولعل حادث عقار الأزاريطة المائل كان أيقونة جديدة تبرز مافيا الفساد فى بناء العقارات، ولكنه وإن كان الأبرز فهو ليس الوحيد، ففى كل شارع فى بلادى ستجد عقارا مائلا ينافس فى عبقريته برج بيزا، يحاول المواطنون التعايش معه فى انتظار اللحظة التى يسقط فيها على رؤوسهم.
ونتيجة لعدم قيام الإدارات الهندسية بالأحياء بدورها، بالاضافة إلى غياب الرقابة وانتشار الفساد، انتشرت فكرة البناء بدون ترخيص، حتى أصبحت كالقنبلة الموقوتة تهدد حياة وأرواح المواطنين فى كل المحافظات، ونتيجة لوعى المواطنين رصد البعض منهم كوارث جديدة تمثل قنبلة موقوتة قد تنفجر فى أى لحظة.
الإسكندرية
رصد عدد من أهالى منطقة محرم بك وجود عمارة مائلة بشكل واضح بشارع يكن، تنذر بوقوع كارثة فى حالة سقوطها، مؤكدين أن العقار مرخص بنائه 6 طوابق فقط، ولكن نتيجة للإهمال وانتشار الفساد قام ببناء 15 طابقا، والنتيجة العقار يزداد ميلا كل يوم عن الآخر، إضافة إلى ظهور بعض الشروخ فى الأدوار السفلى.
عقار محرم بيك المائل
ويشهد أيضا العقار رقم 2 بشارع 16 الملك بالسيوف الفلكى، وجود ميل يصل إلى متر ونصف تقريبا، فالعقار مكون من 14 دورا، وفى عام 2016 حدث ميل واضح بالعقار، وقام الحى بعمل إخلاء للسكان وتمت إزالة 7 أدوار فقط من العقار، ولا يزال الميل واضحا ومستمرا، والأهالى يطالبون المسئولين بضرورة إزالة العقار، تجنبا لكارثة مماثلة لعمارة الأزاريطة.
العقار رقم 2 بشارع 16 الملك بالسيوف الفلكى
وفى عزبة الموظفين بأبيس الإسكندرية، حذر مواطن من وجود عقار مائل مكون من 8 طوابق، يميل بصورة ملحوظة فى شارع محمد متولى الشعراوى، موضحا أن العقار كل فترة يزيد نسبة الميل بشكل ملحوظ، مما يهدد بسقوطها وانهيارها، مطالبًا المحافظة بسرعة التدخل حتى لا تقع كارثة.
اشتكى عدد من أهالى حى البساتين، من وجود عقار مائل بشكل واضح بشارع السد العالى، الأمر الذى ينذر بوقوع كارثة حال سقوطه، مؤكدين أن أهالى المنطقة حذروا صاحبة العقار أكثر من مرة، من أن العمارة تزداد ميلا ما يهدد حياتهم، ورغم أنهم قدموا شكاوى للحى وصدر قرار بإزالة العقار، وتم الطعن عليه فى المحكمة وأيدت الإزالة، ولكن لا جديد حتى الآن.
ويبقى المواطن البسيط فقط من يدفع الثمن، بعد انتشار ظاهرة العقارات المائلة والآيلة للسقوط، خصوصا بالمناطق الشعبية، فيصبح المواطن فريسة سهلة وسط جشع الملاك ومافيا الفساد وتجاهل المسئولين، نتيجة عجز من المحافظة والجهات المسؤلة للتصدى لتلك الظاهرة ووضع حلول رادعة وصارمة لمواجهتها.
شاركونا فى تحرير المواد الصحفية بإرسال الصور والفيديوهات والأخبار الموثقة لنشرها بالموقع والجريدة المطبوعة، عبر خدمة "واتس آب اليوم السابع" برقم 01280003799، أو عبر البريد الإلكترونى send@youm7.com، أو عبر رسائل "فيس بوك"، على أن تُنْشَر الأخبار المُصَوَّرَة والفيديوهات باسم القُرّاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة