الداعية «الاستايل» عمرو خالد، صاحب تسونامى حجاب بنات الذوات ونجمات المجتمع، فى منتصف التسعينيات، سحب من رصيد «الستر» الكثير، حتى وصل إلى الصفر فى عهد صعود الإخوان للحكم فى 2012.
ورغم أن رصيد يقين الداعية «الاستايل» من الستر قد نفد، إلا أنه ظل يمارس هوايته المفضلة فى السير عكس اتجاه المنـطق، وأدوات العقل، تاركا لمشاعره الشخصية من انتماء وتعاطف مع جماعة الإخوان، وبعض شيوخ السلفية، تسمو فوق كل الاعتبارات الوطنية، دون إدراك حقيقى منه أنه يسحب على «المكشوف» من الستر، وهو ما يثقل كاهله من ديون لا حصر لها، وأن تسديدها يحتاج لمعجزة.
وإذا أردت أن تفهم شخصية الداعية الاستايل عمرو خالد بدقة، استمع وشاهد له تصريحين متناقضين، الأول فى حوار تليفزيونى على قناة الـ«سى بى سى» فى عهد الإخوان، والثانى على قناة النهار فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، لتكتشف أن رصيد عمرو خالد من الستر قد نفد.
فى تصريحه فى عهد الإخوان أجاب نصا عن سؤال هل أنت إخوان؟ «طبعا مفيش طالب متدين دخل الجامعة فى الثمانينات ولم يرتبط بالإخوان المسلمين.. كنت عضوا بالإخوان المسلمين وما ينفعش طالب متدين ما يدخلش الإخوان وهو فى الجامعة».
وبعد إزاحة الجماعة الإرهابية من الحكم، واندلاع ثورة 30 يوينو، عاد وأنكر انتماءه للجماعة، وقال نصا أيضا: |هذا الكلام عيب وسخيف وإقصائى بحيلة سخيفة، ولعبة قديمة وهذا الكلام غير صحيح على الإطلاق».
لم يدرك الداعية الاستايل أن تصريحاته مسجلة صوتا وصورة، ولا يستطيع أن ينبس ولو بشطر كلمة «تكذيب»، بأنه اعترف أولا بأنه كان عضوا بجماعة الإخوان، عندما كان «محمد مرسى العياط» رئيسا للبلاد، ثم تنصل من الجماعة، عندما خرج الشعب المصرى فى 30 يونيو وعزل «مرسى» وأطاح بإخوانه.
هذا التناقض الشديد فى مواقف عمرو خالد، سحب كل رصيد «الستر»، وخلع عنه العباءة الدينية المعتدلة» و«الشيك»، التى خاطب من خلالهما نجوم المجتمع وأبناء الطبقة «الهاى» فقط، واستطاع بطريقته الجديدة، أن يتسبب فى وضع اللبنة الأولى للتشدد الدينى بطريقة مختلفة وناجعة، حيث اختار «زبائنه» بعناية فائقة، فعلى عكس نهج الجماعات والتنظيمات المتشددة التى كانت تستقطب البسطاء والفقراء فى القرى والنجوع، قفز عمرو خالد لينثر بذور دعوته، وهو الإخوانى «حسب اعترافه»، ليستقطب نجوم المجتمع، واستطاع أن يقنع عددا كبيرا من الفنانات بارتداء الحجاب واعتزال التمثيل، كما اخترق الأندية الرياضية، واستطاع المساهمة فى ضم نجوم الكرة المشاهير لجماعة الإخوان، من أمثال هادى خشبة ونادر السيد ومحمد أبوتريكة، وسيد عبدالحفيظ وغيرهم من نجوم الكرة.
ورغم إعصار تسونامى الفتاك الذى طال أدعياء التدين من الذين ظهروا على حقيقتهم فى حقبة صعود الإخوان وظهرت انتماءاتهم لجماعات متشددة، إلا أن سفينة عمرو خالد استطاعت أن تجتاز الخطر وتصل إلى شاطئ الأمان، ورغم ذلك لم يدرك هذه النعمة الكبيرة، وعاد من جديد، ليلقى بنفسه وسط أمواج عاتية، وفى ظل نفاد رصيد الستر، عندما خرج علينا أمس الأول متعاطفا مع قطر، ومهاجما مصر والسعودية والإمارات والبحرين، بضراوة.
الداعية الاستايل عمرو خالد، خرج علينا خلال الساعات القليلة الماضية، بفتوى جديدة من فتاويه، عبر صفحاته على السوشيال ميديا «تويتر وفيس بوك»، حيث كتب نصا: «بعد أن فشلت قريش بكل الوسائل فى وقف دعوة النبى والقضاء عليها بدأوا فى سلك دروب أخرى وهى عزل ومحاصرة كل من يخالفهم».
هذه الفتوى «التويترية والفيس بوكية» إسقاط واضح وساطع، على الوضع السياسى المشتعل حاليا، بين دول المقاطعة مصر والسعودية والإمارات والبحرين من ناحية، وبين قطر، تدعمها إيران وتركيا والإخوان وداعش وجبهة النصرة وتنظيم القاعدة وحركة طالبان والحوثيين وحزب الله، من ناحية ثانية، وفيها تشبيه تميم بن حمد وموزة، بالنبى صلى الله عليه وسلم، ووصف لدول المقاطعة بكفار قريش!
إلى هذا الحد يصل التعاطف والتضامن مع دولة نذرت نفسها لإسقاط مصر فى بحور الفوضى، ولعبت دورا محوريا فى إسقاط بلاد الإسلام، ليبيا وسوريا واليمن، ودعمت كل التنظيمات والجماعات الإرهابية، لتقتل وتفجر المساجد والكنائس؟ وإلى هذا الحد يمكن لرجل دين ملأ الدنيا ضجيجا ومقدما نفسه فى صورة الداعية الاستايل المعتدل، أن يصف حاكم بأنه الرسول الذى يبشر بالإسلام، فى حين يصف الدول المقاطعة بكفار قريش الذين يحاولون وأد الدعوة؟
عمرو خالد استنفد كل رصيده من الستر، وظهرت حقيقة ولاءاته، وارتقى مرتبة أعلى من مراتب التعاطف مع حلف «قطر وإيران وتركيا والإخوان وداعش وتنظيم القاعدة»، وهى مرتبة وضع «تميم» موضع النبوة، والمبشر بالدين الإسلامى.
عمرو خالد الذى انطلق بدعوته من الأندية الشهيرة، انتهك شرف الحكمة، وتصادم بعنف وشراسة مع كل أدوات العقل والمنطق، وأثار غضب وسخط الاجماع الشعبى المصرى، بما سطره من تأييد وتعاطف مع قطر وتميمها.. ولك الله يا مصر.!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة