أكرم القصاص - علا الشافعي

يوسف أيوب

قائمة الإرهاب ليست نهاية المطاف يا تميم

الإثنين، 12 يونيو 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إعلان مصر والسعودية والإمارات والبحرين قائمة الشخصيات والكيانات الإرهابية لن يكون نهاية المطاف، بل هو البداية، وهو أمر يجب أن يدركه تميم بن حمد جيداً، فسلسلة الإجراءات التى يمكن اللجوء لها لمعاقبة نظام تميم الإرهابى طويلة، وستسمر إلى أن يحدث أحد أمرين، إما أن يتراجع تميم نهائياً عن دعم الإرهاب ويتخلى عن التنظيمات الإرهابية، أو أن يحدث تغيير فى رأس النظام القطرى.
 
أغلب الظن أن تميم ومستشاريه يراهنون على كسب الوقت، ويعتقدون أن ما يحدث ليس إلا سحابة صيف ستمر سريعاً، وأن الدول المقاطعة ستعدل عن موقفها سريعا، كما فعلت السعودية والإمارات والبحرين فى أزمة مارس 2014، حينما قررت إعادة السفراء مرة أخرى للدوحة بعد سحبهم، اعتراضا على سياسات الدوحة التدخلية فى الشؤون الداخلية لدول الخليج ومصر، وفقاً لاتفاق نقضه تميم، ويحاول الآن أن يتلاعب بالجميع، ويرتكن إلى ما يسمى بالوسطات الخارجية عله يخرج من الأزمة على الأقل ليس مهزوما.
 
رهان تميم على كسب الوقت ترافق مع تحركات مريبة من جانبه، سواء من خلال الانفتاح القوى على إيران، المهدد الرئيسى لدول الخليج، وكذلك السماح بدخول قوات تركية إلى قطر، تحت ستار حماية دول الخليج، لكنها فى الأساس هدفها حماية تميم نفسه الذى يخشى على نفسه من انقلاب داخلى، خاصة أنه هو أتى للسلطة بانقلاب ناعم على والده حمد بن خليفة الذى انقلب على والده الذى أزاح شقيقه بقوة عن الحكم، وهو تاريخ يحفظه جيداً تميم، ويحاول جاهداً ألا يتكرر معه، حتى وإن تحالف مع الشيطان، فالخليج لا يهمه، وأمن الدول العربية لا يشغله، وكل تركيزه أن يبقى على سدة الحكم، متحالفاً وداعماً للتنظيمات الإرهابية، ومع تركيا وإيران بمطامعهم فى الدول العربية وخاصة دول الخليج.
 
أدخل تميم إيران التى استغلت الوضع لتلعب بورقة الإغاثة الإنسانية وسارعت لفتح جسر جوى مع الدوحة، فضلاً عن تخصيص ميناء بحرى لذات الغرض، سمح لها تميم بأن تفعل معه ذلك رغم علمه أن إيران تتدخل بشكل مباشر فى أربع دول عربية هى العراق وسوريا لبنان واليمن، وبشكل غير مباشر فى دول الخليج وتحديداً البحرين، وها هى الآن تدق باب الدوحة تحت ستار المساعدات الإنسانية، كما تسميها، وأيضاً إرسال قوات من الحرس الثورى إلى الدوحة لحراسة تميم والقصر الأميرى تحت زعم تدريب القوات القطرية، رغم علم الجميع أن القوات القطرية التى لا تتعدى العشرة آلاف غالبيتهم مجنسون، ويتولى تدريبهم قوات أمريكية.
 
وبجانب إيران، فتح تميم الباب أمام تركيا، التى وافق رئيسها رجب طيب أردوغان على إرسال قوات لقطر، بعد موافقة البرلمان التركى على نشر قوات عسكرية فى الدوحة فى إطار الاتفاقية الموقعة بين البلدين فى عام 2014، التى سمح تميم بمقتضاها لتركيا بأن تنشئ قاعدة عسكرية فى قطر.
 
دخول إيران وتركيا إلى قطر أمر فى غاية الخطوة، ومحاولة من جانب تميم للعب بأوراق من خارج الإطار العربى، عله يحاول من خلالها إرغام الدول العربية المقاطعة له ولنظامه أن تعدل عن موقفها، فهو يعتقد أن تقربه من إيران سيخيف دول الخليج وعلى رأسها السعودية ويجعلها تلهث خلف تميم لإتمام اتفاق مصالحة أو تصالح معه على أرضية المطالب القطرية، يفكر تميم فى ذلك دون أن يدرك أن قواعد اللعبة تغيرت، نعم دخول إيران للمسرح الخليجى مزعج للجميع، لكن قطر ستكون أكثر المتضررين من ذلك، لأن الحرس الثورى لم يدخل بلد إلا أفسدها ودمرها، وهو أمر يدركه تميم جيداً، لكن الغرور يعميه عن قراءة الواقع.
 
أمر آخر أن وضعية إيران اختلفت حالياً عما كانت عليه قبل عام تقريباً، مع التغيرات التى طرأت على الإدارة الأمريكية ومجىء قيادة فرنسية جديدة، فالدولتان كانت من المدافعتين على الاتفاق النووى الإيرانى الذى منح طهران هامش تحرك وقوة فى المنطقة، لكن بعد التغيرات التى حدثت فى واشنطن وباريس عادت إيران إلى المربع الأول من جديد، كما أن دول الخليج التى كانت تتحسب فى الماضى الدخول فى مواجهات مباشرة مع إيران غيرت طريقتها فى التعاطى مع السياسة الإيرانية، وباتت أكثر إدراكاً أنه لا مفر من المواجهة المباشرة، أيا كانت التكلفة، لأن القضية مرتبطة بوجود دول الخليج نفسها.
 
لكل ذلك فإن تميم يراهن على الحصان الخاسر، سواء تعلق الأمر باستعانته بإيران وتركيا، أو اللعب على مسألة الوقت، خاصة وهو يدرك أن القضية أكبر مما يعتقد، وتحديداً بعدما فطن المجتمع الدولى للممارسات الإرهابية التى كان وما زال يعتمدها تميم ونظامه، ولا أدل على ذلك مما قاله الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الأسبوع الماضى بأن الوقت قد حان لتتخلى قطر عن دعمها للإرهاب، فهذا الحديث لن يخرج عن رئيس الولايات المتحدة إلا إذا توافرت لديه معلومات موثقة من أجهزته الأمنية والمخابراتية عن تورط تميم ونظامه فى دعم الإرهاب بالمنطقة، وقد جاء هذا التصريح بعد تصريح آخر لوزير الخارجية الأمريكى قال فيه: إن لقطر تاريخا طويلا فى دعم الإرهاب، وكلها تصريحات تصب فى اتجاه واحد، وهو أن الجميع بات يدرك التهديد الذى يمثله تميم ونظامه حالياً، وأن الوقت قد حان لتوحيد الجهود الدولية لمجابهة إرهاب تميم، وإيقاف التدفقات المالية القطرية على التنظيمات الإرهابية، وربما نرى خلال الأيام تحركات دولية ضد تميم، انطلاقاً من الطلب الذى تقدمت به مصر إلى مجلس الأمن للتحقيق فى الاتهامات الموجهة للدوحة بأنها تمول تنظيمات إرهابية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة