أكرم القصاص

الإخوان والاغتيالات والشائعات والدين فى السياسة

الثلاثاء، 13 يونيو 2017 07:11 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بمناسبة الجدل حول مسلسل الجماعة، تحديدا الأجزاء الخاصة بعلاقة الثورة مع الإخوان، واضح من سياقات الأحداث أن تنظيم الإخوان لم يتغير كثيرا، ويحمل نفس الشفرة الوراثية التى تحكم مسيرة التنظيم، ويكرر التصرفات والأفعال، وتتحالف مع أى طرف لضمان مصالحها، ولعل حادث المنشية ومحاولة اغتيال جمال عبدالناصر، تمثل نموذجا لسلوك الإخوان، وقد ظلت الجماعة تنكر ضلوعها فى عملية الاغتيال، ومرة كانوا يروجون أنها تمثيلية اخترعها عبدالناصر للتخلص من الإخوان، ومرة أخرى يروجون أنها تمت من دون معرفة المرشد والقيادات. 
الاعترافات والمذكرات والشهادات التى أصدرها قيادات الجماعة، مثل على عشماوى، أكدت بالفعل أن الإخوان كانوا يتصلون بالبريطانيين والأمريكان ويقدمون لهم وعودا بالتعاون والتسهيلات، بينما هم فى الظاهر يحرضون على التظاهر ضد عبدالناصر ومفاوضات الجلاء، ونفس الأمر فيما يتعلق بالتحالف بين التنظيم والرئيس الأسبق محمد نجيب، وأنه كان على علم بعملية الاغتيال، وأن الجماعة طلبت منه أن ينتظر، وإذا قتلوا عبد الناصر فإنهم يدعمون سلطته. 
النقطة الأخرى، التى يتعامل معها المؤلف، هى توظيف الإخوان لسلاح الشائعات، وهو دور كان يقوم به التنظيم النسائى، حيث يروج عن بذخ وفساد، ولهذا فإن جزءا كبيرا من تاريخ الجماعة كان يقوم على نفى ارتكاب العنف، ويقدم الجماعة على أنها مظلومة ويتم سجنهم بلا تهمة، بالرغم من أن مذكرات قيادات التنظيم نفسها تشرح كيف كانت الجماعة تخزن الأسلحة والمتفجرات بكميات ضخمة، و فى مخازن سرية، وصل الأمر أحيانا إلى اتخاذ المقابر مخازن للسلاح، سلاح الشائعات كان قويا ويقوم به خلايا مختلفة، ويستغلون المساجد والمنازل والخلايا النائمة.
والأمر اللافت هنا هو أن محاولة الاغتيال تمت بمعرفة المرشد ومكتب الإرشاد، وبتعاون كامل مع سيد قطب، وعبد القادر عودة، وزينب الغزالى، وهم نفس القيادات الذين خططوا لعملية 1965، التى تمثل الموجة الثانية من الصدام مع عبدالناصر، وهى أيضا فشلت، لكن قيادات التنظيم اعترفوا بها وأكدوا ضلوعهم فيها. 
ومن واقع قوة وانتشار الإخوان، يمكن اكتشاف مدى قوتهم وقتها، والتعامل على أنهم أحق بالسلطة، وكان سيد قطب الذى قدم محمد فهيم دوره ببراعة هو الذى قدم تنظيرات انتهت بتوظيف الدين لصالح السياسة، والحكم على المجتمع بالجاهلية والكفر، وكانت الجماعة تقدم نفسها وتنفى أى دور للقوى الوطنية، وتضع نفسها فى خدمة أى سلطة، وهو فكر انتشر داخل المجتمع، بل إنه انتقل إلى خارج مصر، وبناء على فكرة الحاكمية نشأت كل تنظيمات التكفير، ومن الصعب تجاهل العوامل الشخصية والنفسية فى إنتاج شخصية سيد قطب المعقدة فى دراما الواقع.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة