يتجه العالم بشكل سريع إلى تقنين استخدام الماريجوانا للاستفادة من مميزاتها الطبية، ورغم أن دول مثل هولندا والأرجنتين وكولومبيا وغيرها تجيز استخدامها، لا يزال إصدار تشريعات خاصة بها يمثل جدلا واسعا فى دول أخرى.
ومن المميزات التى تنتج عن تقنين "القنب" أو "الماريجوانا" هو جذب السياح، فتقول صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن اقتصاد ولاية كاليفورنيا الذى يستعد لإنشاء سوق للماريجوانا القانونية، سيرتفع بمقدار 5 مليار دولار.
ويقول تقرير لمركز الزراعة فى جامعة كاليفورنيا، إن تشريع المخدرات سيجذب السياح، ولكنه حذر فى الوقت نفسه من أن 30% من الأشخاص الذين يستخدمون "القنب" سيظلون داخل السوق غير القانونى، لتجنب التأثير المالى للضوابط التى تتطلب اختبار الماريجوانا، وتعقبها وفرض ضرائب على قيمة بيعها بالتجزئة بنسبة 15%.
وتوضح صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، أن المسئولين القائمين على وضع الضوابط يأملون أن يتمكنون من إقناع غالبة مستخدمى الماريجوانا باستخدام السوق القانونى.
وشهدت الولايات المتحدة الأمريكية جدلًا واسعًا بشأن مسألة تشريع بيع الماريجوانا والسماح بتعاطيها أو حيازتها دون أى عواقب قانونية، وكانت عدة ولايات تحيز استخدام هذا النوع من المخدر لأغراض طبية فقط، لكن ولايات واشنطن وكولورادو وألاسكا بدأوا فى إصدار تشريعات محلية تجيز حيازة الماريجوانا لغرض ترفيهى.
ودافع مدير معهد سياسة المخدرات عن بقاء قانون حظر بيع الماريجوانا قائمًا، وقال إن زيادة الطلب على المواد المخدرة ستزيد إلى مستويات قياسية حال جعلها قانونية، وبذلك سيرتكب الناس الجرائم للحصول على المال لشراء الماريجوانا.
وبخروج الماريجوانا من الأنشطة السرية فإن المستثمرين سيحدثون ازدهارًا فى صناعة وإنتاج الماريجوانا بصورة قانونية، وهو ما يجعل اقتصاد نبات القنب أسرع اقتصاد نام فى الولايات المتحدة، بحسب مجموعة منظمة أركفيو جروب لمستثمرى إنتاج الماريجوانا.
بيرو
ومن ناحية أخرى، سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على اقتراح رئيس بيرو بيدرو بابلو كوشينسكى بتقنين الماريجوانا الطبية لاستخدامها فى "علاج الأمراض الخطيرة والمميتة"، ليتحدى بذلك الحظر المفروض على استخدام المخدرات فى أمريكا اللاتينية.
وسردت الصحيفة كيف حولت آنا ألفريز شقتها فى ليما إلى معمل للقنب لصناعة الدواء من أجل أبنها الذى يعانى من نوبات صرع يومية عديدة، لتتحول فيما بعد إلى واحدة من أكثر المدافعين عن استخدام "الماريجوانا" لأغراض طبية.
ورغم أن الرئيس يؤيد تقنين الماريجوانا، إلا أنه ليس واضحا ما إذا كان الكونجرس الذى تهيمن عليه المعارضة اليمينية سيمرر اقتراحا يجرم حيازة الماريجوانا لأغراض طبية أو السماح بتوريدها أو بيعها لأسباب طبية. ونقلت "الجارديان" عن استطلاع لمؤسسة "Ipsos" فى وقت سابق من العام الجارى، أرجح أن 65% من أبناء بيرو يؤيدون تقنينها.
وقال د. ألفونسو زافيلاتا، من مركز مكافحة المخدرات فى بيرو Cedro ، إن المؤسسة ستدعم استخدام زيت القنب للأطفال فقط إذ كان لا يحتوى على مادة THC، التى تغير العقل الموجودة فى النبات. لكن أوضح زافيلاتا أنه لا يوجد مثل هذه المادة فى العالم.
كندا
ويبدو أن الاتجاه لتقنين الماريجوانا هو الاتجاه العالمى الآن للاستفادة من مميزاتها الطبية. وقالت صحيفة "الجارديان" فى تقرير سابق لها أن الحكومة الكندية تخطط لتقنين الماريجوانا دون أن يشمل غطاء الإعفاء المتهمين السابقين بإدانات لها علاقة بهذا النبات.
وترغب حكومة جاستين ترودو، رئيس وزراء كندا، الليبرالية بتقنين الماريجوانا بحلول منتصف عام 2018، لتكون كندا أول دولة تفعل ذلك فى دول مجموعة الـ7، وهى كندا وفرنسا وألمانيا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة وإيطاليا.
لكن تعرض التشريع لانتقادات بسبب فشله فى إشمال المدانين سابقا بتهم تتعلق بالـ"ماريجوانا" ضمن العفو القانونى الجديد، وذلك رغم معرفة الحكومة بأن هؤلاء أصحاب السجلات الإجرامية، عادة لا يستطيعون العثور على فرصة عمل أو الحصول على مسكن، أو السفر خارج البلاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة