أصعب شىء أن تجد شخصاً متعاطفا مع الإرهابى ومن يموله، ويقدم له المساعدة ليقتل الأبرياء، وفى نفس الوقت يهاجم الضحية، ويختلق الأكاذيب ليبرر للإرهابى فعلته.. هذا ما وجدته يتحقق على مدار الأيام الماضية على وسائل التواصل الاجتماعى، فقد ظهرت مجموعة ممن يطلقون على أنفسهم وصف نشطاء سياسيين، ارتدوا ثياب العفة، وانضموا لحملة منسقة للدفاع عن نظام تميم بن حمد، والميليشيات الإرهابية التابعة له، اختاروا الوقوف بجانب الإرهاب ضد الأبرياء ممن تراق دماؤها على يد الإرهابيين القتلة.
العالم كله بات مقتنعاً بإرهاب تميم ونظامه، وهناك العديد من الأدلة والوثائق التى تثبت تورط الدوحة فى عمليات قتل ممنهجة ضد أبرياء عبر تنظيمات وميليشيات مسلحة تتلقى تمويلاً ماديا وإعلاميا من قطر، الكل مقتنع إلا النشطاء الذين اختاروا أن يدعموا الإرهاب على طريقتهم الخاصة، من خلال بوستات مدفوعة الأجر، وتدشين هاشتاجات معدة خصيصاً من المخابرات القطرية ومعها نظيرتها التركية لخدمة أهدافهم الخبيثة فى المنطقة، وعلى رأسها دعم تنظيم الإخوان الإرهابى، الذى ينفذ عبر أعضائه كل المخططات والعمليات الإرهابية.
رأينا قبل ذلك محمد البرادعى، وهو يتحدث عن الإرهابين فى سيناء ويساويهم بجنودنا الشرفاء، الذين يخوضون حربا مقدسة ووطنية ضد التنظيمات الإرهابية المرتبطة بالإخوان ومن يحركونهم، كما رأينا من بعده باسم يوسف وغيره من النشطاء المرتزقة، وهم يشنون حملة قذرة ضد مصر وجيشها وشعبها، لمجرد أنهم يقفون أمام إرهاب الإخوان، ورأينا وما زلنا نرى غيرهم من مرتزقة وسائل التواصل الاجتماعى، ممن باعوا أنفسهم لمن يدفع لهم ويوفر لهم متطلباتهم المالية، رأينا هؤلاء وهم يبيعون الوطن يوما تلو الآخر، بل ولديهم استعداد لبيع أى شىء لإرضاء من يوفرون لهم الأموال المتدفقة على حساباتهم البنكية فى الخارج.
أنا لا أتحدث دون معلومات، فمن يتابع ما يكتبه مرتزقة السوشيال ميديا سيصل إلى قناعة أن بيننا من ارتضى لنفسه بأن يرتمى فى أحضان أجهزة مخابرات أجنبية تحركه مثلما تشاء، يكتب تغرديات مأجورة أو بوستات مباعة أو حتى مقالات وإنتاج برامج فى فضائيات أجنبية مملوكة لأجهزة مخابرات، مثلما يفعل الآن يسرى فودة، الذى فتحت له إذاعة دويتش فيله الألمانية أبوابها لكى يبث سمومه وحقده وغله على المصريين فى برنامج لا يمت للمهنية بصلة، وكيف ذلك وهو فى الأساس يعد من داخل أروقة أجهزة مخابرات كل هدفها ضرب مصر من خلال بعض حاملى جنسيتها والمستعدين للهجوم على مصر فى أى لحظة أو وقت يحدد لهم.
يسرى وباسم ومن قبلهما البرادعى وغيرهم هم صنيعة أجهزة مخابرات غربية، والآن تلقفتهم المخابرات القطرية والتركية لاستخدامهم ضد مصر، وهم كانوا على استعداد لتلبية النداء من الدوحة وأنقرة لأنه لا فارق لديهم بين مخابرات غربية أو تركية وقطرية، المهم أن تتدفق الأموال على حساباتهم البنكية، وبعدها هم مستعدون للقيام بالمهام الموكلة إليهم، بل وتجنيد آخرين لمساعدتهم فى المهام القذرة المكلفين بها، ويساعدهم فى ذلك وجود شخصيات سياسية ماتت إكلينيكيا وتبحث الآن عن أى فرصة لتعود إلى الحياة مرة أخرى، ولا مانع لديهم إن كانت هذه الفرصة على جسد الوطن ودماء الأبرياء، والأمثلة أمامنا كثيرة ومنها المناضل الحنجورى حمدين صباحى، الذى يعيش وهم الزعامة، زعم أنه تلقى أكثر من ضربة سياسة وشعبية جعلته يدرك حجمه الطبيعى فى الشارع، لكنه يعيش وهم القوة الزائفة التى يضخمها فى عقله مجموعة من المنتفعة، ممن يستغلون سذاجة حمدين السياسية ويحددون له طرقا ليسلكها، مع علمه بأنها طرق ستقضى عليه.
هناك أيضا من يعتبرون أنفسهم وكلاء عن الوطن والمصريين، ويتصدرون المشهد الفيسبوكى، وكأنهم المتحدثون حصريا عن الشعب المصرى، ولا يقبلون لأحد رأى، ومن يخالفهم القول تكون تهمة الخيانة فى انتظاره، ومن تابع الجدل حول اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية سيكتشف بسهولة هذه الشخصيات، التى ترى فى نفسها كذبا وزورا أنها الأحق بتمثيل الرأى العام، وأنها المحرك الرئيسى لجمهور المصريين، رغم أن نطاق تأثيرهم لا يتخطى قائمة معجبيهم على حساباتهم الشخصية بوسائل التواصل الاجتماعى.
كل يوم نكتشف أعضاء جددا فى قائمة مرتزقة السوشيال ميديا، لكن جاء القرار الأخير من جانب مصر والسعودية والإمارات والبحرين بقطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع قطر، ليفضح المتخفين من هؤلاء المرتزقة، ممن شعروا بأن مصادر دخلهم ستتأثر بهذا القرار، فجهروا بكرههم للبلد، وأعلنوا ارتماءهم فى أحضان تميم ونظامه الإرهابى.
من تابع حسابات هؤلاء على مواقع التواصل الاجتماعى سيصل لقناعة راسخة، أنهم نبت شيطانى يجب العمل على استئصاله من جذوره، فهم لا يستحقون شرف حمل الجنسية المصرية، فقطر وتركيا أولى بهم، لذلك فإننى أطالب مجلس النواب بأن يكون له دور فاعل فى مواجهة من قرروا بيع الوطن، ولا مانع من سن تشريع يسقط الجنسية المصرية عن هؤلاء، كعقاب يتناسب مع جرائمهم المتتالية فى حق كل مصرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة