جدول أعمال مزدحم بدأه الوفد البرلمانى المصرى المسافر لواشنطن، اليوم الثلاثاء بثلاثة لقاءات هامة، استمرت منذ العاشرة صباح اليوم وحتى الرابعة عصراً، شملت مساعد الرئيس الأمريكى لشئون الشرق الأوسط، وآخر مع مساعدة وزيرة الخارجية لشئون الشرق الأوسط، إضافة إلى جلسة ساخنة بمعهد الشرق الأوسط بواشنطن، أوضحوا خلالها مواقف مصر من عدد من القضايا بالمنطقة.
عبد الهادى القصبى يزيل اللبس حول قانون الجمعيات الأهلية.. ويؤكد: خرج بالتوافق مع آلاف الجمعيات
وقد سيطر قانون الجمعيات الأهلية على مفاصل حديث اجتماع الوفد مع مساعدة وزير الخارجية لشئون الشرق الأوسط بمقر الخارجية الأمريكية، والذى استمر نحو ساعتين، حيث وجه الجانب الأمريكى أربعة أسئلة حول القانون، وعقب النائب عبد الهادى القصبى رئيس لجنة التضامن ومقدم مشروع القانون، فى المقابل، وأزال نقاط اللبس حول نصوصه.
ومن بين تلك التساؤلات، كان حول تخصيص 1% من تراخيص جمع المال لبعض الجمعيات الأهلية الأخرى متصورين أنها تدخل ضمن فئة الضرائب، لكن "القصبى" أوضح أنها لا تذهب للحكومة المصرية بأي شكل، لكنها تذهب لدعم المجتمع المدنى، تحديداً الجمعيات الأكثر احتياجاً، وأنه قد تم وضع تلك المادة بعد حوار مجتمعى موسع مع آلاف الجمعيات الأهلية.
السؤال الآخر متعلق بالقيود على تمويل أنشطة بعينها، وهو ما نفاه "القصبى" تماماً، مؤكداً أن القانون أتاح التمويل لكافة الجمعيات طالما أنه قائم على الشفافية، وقد تحدث الجانب الأمريكى أيضاً عن تخوفاته من التعامل مع وزارة التضامن الاجتماعى بعد أن كانوا يتعاملون مع وزارة التعاون الدولى فى السابق، وهو ما عقب عليه "القصبى" بأن القانون أعطى الحق أيضاً فى مواده لوزارة التعاون الدولى بالتعاون مع المنظمات الأجنبية.
والسؤال الأخير كان متعلقاً بالتعامل بين المنظمات الأجنبية والمنظمات الحكومية، وهو ما رد عليه رئيس لجنة التضامن ومقدم مشروع القانون، بأنه لا مساس بالمنظمات الدولية وعملها ولا مساس بالاتفاقيات الثنائية خاصة تلك التى تتعلق بالأمم المتحدة، وأن القانون يهتم فقط بالمنظمات غير الحكومية.
الجانب الأمريكى: خطوات السيسى نحو الاصلاح الاقتصادى جريئة.. ومستعدون لكل سبل الدعم
وقد شهد هذا الاجتماع أيضاً حديث حول منظومة الاقتصاد المصرى، الأمر الذى تولت النائبة بسنت فهمى الحديث عنه، مؤكدة أن استراتيجية إدارة الاقتصاد فى مصر تغيرت من خلال المجلس الأعلى للاستثمار الذى يترأسه الرئيس السيسى، وذلك من خلال تشجيعه للاستثمار وعمل محفزات جديدة، إلى جانب خطة الحكومة لـ 20/30، ووصفتها بالخطة الطموحة جداً، فضلاً عن المشروعات الضخمة الذى يهتم الرئيس بتنفيذها.
وفى المقابل وصف الجانب الأمريكى خطوات الرئيس السيسى نحو الاصلاح الاقتصادى بالجريئة، مؤكدين أنهم مستعدين لتقديم كافة سبل الدعم.
الوفد يسأل مساعد "ترامب" للشرق الأوسط عن الموقف الحقيقى لأمريكا بشأن دور قطر فى المنطقة
وانتقل الوفد بعد ذلك للبيت الأبيض، حيث لقاء مع مساعد الرئيس الأمريكى لشئون الشرق الأوسط، والذى استمر لنحو ساعتين أيضاً، وشهد حديثا حول قضايا التطرف وتجديد الخطاب الدينى، وسؤال من الجانب الأمريكي حول كيفية مواجهة الارهاب بالتعاون مع مصر، الأمر الذى عقب عليه الدكتور أحمد سعيد رئيس الوفد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، بأن مواجهة الارهاب تحتاج مساعدة من كل دول العالم، وأن الأمر لا يحتاج سلاح فقط، بل يحتاج إلى منظومة دولية شاملة تتضمن أفكار ورؤى جديدة تشمل تطوير التعليم.
وتناول اللقاء أيضاً حديث عن دور قطر فى تمويل الإرهاب بالمنطقة، وهو ما أكد الوفد البرلمانى المصرى عليه، وأن مصر نوهت بشأن هذا الأمر من فترات عدة، وتسائل الدكتور أحمد سعيد فى كلمته، : " الشارع المصرى يسأل عن الموقف الحقيقى لأمريكا حول قطر؟، لأن هناك انطباع سائد أن أمريكا تحمى قطر هذة الدولة الصغيرة، فهناك قواعد أمريكية فى قطر".
الوفد البرلمانى يسلم الجانب الأمريكى سى دى توثق جرائم الاخوان وتصحح مغالطات الاختفاء القسرى
وعلى هامش اللقاء، قدم اللواء سعد الجمال رئيس لجنة الشئون العربية سى دى للجانب الأمريكى، يضم كافة جرائم جماعة الاخوان الإرهابية بالمستندات، ومظاهراتهم غير السلمية فى شوارع القاهرة، ووثائق تثبت أن المحاكمات التى تمت معهم غير سياسية بل استندت لصحيح القانون والدستور، فضلاً عن تصحيح لمعلومات مغلوطة عن الاختفاء القسرى.
وختاماً لفعاليات اليوم، نظم الوفد البرلمانى المصرى المسافر لواشطن برئاسة الدكتور أحمد سعيد جلسة نقاشية ساخنة مع مؤسسى معهد الشرق الأوسط بواشنطن، برئاسة السفيرة المتقاعدة وندى تشيمبرلين، وبحضور ياسر عمر السفير المصرى بواشنطن، تناول حديثا جادا عن وضع حقوق الإنسان فى القاهرة، ودور مصر فى تجديد الخطاب الدينى، ولم يخرج دور قطر المشبوه عن طاولة النقاش.
فى سؤال عن حقوق الإنسان..اللواء سعد الجمال: الوضع فى السجون ممتاز..ونعامل اللاجئين كأشقاء
وتولى اللواء سعد الجمال رئيس لجنة الشئون العربية والمشارك فى الوفد، الإجابة عن سؤال عن أوضاع حقوق الإنسان فى مصر، مؤكداً أن مصر تعامل اللاجئين الموجودين بها كأشقاء، متابعاً، : " لدينا أماكن راقية يعيش فيها اللاجئون كمنطقة 6 أكتوبر، وقد زرت عددا من السجون من شهرين ووجدت الوضع بها ممتاز، بها فرصة للتعليم وممارسة الرياضة والمساجين يعيشون مكرمون داخل السجون".
وبشأن تطوير الخطاب الدينى، قال النائب محمد أبو حامد، إنه بقدوم الرئيس السيسى أصبح هناك خطة جديدة لتطوير الخطاب الديني بدأت بالنقد الذاتي ودعوته للمؤسسات الرسمية مثل وزارة الأوقاف ودار الافتاء لتولى مسئولية ذلك بالتشارك مع كل فئات المجتمع، متابعاً : "وعلي الرغم من أن تلك المؤسسات لها تاريخ طويل من نشر الخطاب الوسطي لكنه وبعد مرور سنوات علي تأسيسها ندرك أنها تحتاج لتطوير مستمر".
وأضاف "أبو حامد" فى كلمته، : " ولم يكن هناك أي قلق من ذلك بل تقدر جميع المؤسسات دور شيخ الأزهر و ندرك أن الأزهر يجب أن يكون مركز نشر الاسلام الوسطي حول العالم، لكن في نفس الوقت يجب أن يكون هناك تطوير متعلق بالتطوير المؤسسي، فالأزهر لديه قانون وُضع فى ١٩٦١ وفِي ظروف سياسية معينة وبالتالي يحتاج لمزيد من التطوير، ونحتاج مراجعة الأفكار والمناهج التعليمية لإزالة أى أفكار من الممكن أن تُفهم بالخطأ، و الموضوع ليس سهل لكننا بدأنا".
الوفد البرلمانى يفضح قطر: تمول الارهاب وعلاقتها بإيران مشبوهة ولديها قناة قذرة ولن نسكت عن حقنا
وقد تسائل الجانب الأمريكى عن سبب موقف مصر بقطع العلاقات مع قطر، وهو ما عقب عليه الدكتور عماد جاد عضو مجلس النواب والمشارك فى الوفد، مؤكداً أن قطر لا تزال تلعب دورا خطيرا في تمويل الاٍرهاب وداعش في كل دول المنطقة خاصة ليبيا، لافتاً إلى أن عددا من الدول العربية طالبت قطر بالتوقف عن ذلك لكنها لم تتوقف كما أنها تضم عناصر محكوم عليها.
وتابع "جاد" فى حديثه لمؤسسى المعهد : " قطر لديها قناة تلعب دور قذر وتهاجم مصر بشكل غير صحيح بناء علي معلومات مغلوطة، ولو أردتم أن تحللوا الموقف المصرى عليكم أن تشاهدوا مواقف دول المنطقة، تلك المواقف لتقليل التعاون المشبوه مع ايران و التوقف عن دعمها للارهاب" .
وفى سياق متصل، قال النائب طارق الخولى عضو الوفد، إن قطر تدعم الارهاب منذ 20 عاماً بالمال والتدريبات والإعلام، وأنها تأوى عناصر إرهابية خطيرة، متابعاً، : " وسائل الاعلام التي تُبث من قطر تتحدث عن الديمقراطية و لم نر أى وجه من النشاط الديمقراطى في قطر نفسها".
وتابع النائب، : " شاركت في ثورتي 25 يناير و 30 يونيه، ووجدت موقف متناقض من قناة الجزيرة فهي دعمت ثورة يناير علي اعتبار أنها تتفق مع معاييرهم في وصول جماعة الاخوان المتطرفة للحكم لكنها وقفت ضد ثورة يونيه لانها تعبر عن إرادة الشعب المصرى، ونحن نؤكد أن مصر لن تسكت عن حقها في محاكمة كل الدول التي دعمت الاٍرهاب ".
جدير بالذكر أن الوفد الذى يرأسه النائب أحمد سعيد، يضم عددا من النواب، منهم: جمال شيحة رئيس لجنة التعليم والمهندس أحمد السجينى رئيس لجنة الإدارة المحلية، واللواء سعد الجمال رئيس لجنة الشؤون العربية، وَعَبَد الهادى القصبى رئيس لحنة التضامن، وبسنت فهمى عضو لجنة الشؤون الاقتصادية، وطارق رضوان وكيل لجنة العلاقات الخارجية، وطارق الخولى أمين سر اللجنة وعماد جاد عضو اللجنة، وآمنة نصير وداليا يوسف وسوزى رفلة وكريم سالم ومحمد أبو حامد.
unnamed (1)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة