بكل جفاء ومكابرة خرجت قطر لتنكر جميل المغرب، التى قررت أن يرسل مساعدات غذائية للشعب القطرى فى ظل المقاطعة العربية المفروضة على الدوحة، وعلى الرغم من أن الرباط متوافقة سياسيًا مع قرار السعودية ومصر والبحرين والإمارات، إلا أنها رأت أن المساعدات الإنسانية تظل خارج المواقف السياسية.
وقرر ملك المغرب أن يرسل طائرات محملة بمساعدات غذائية لقطر لمساندة الشعب القطرى، إلا أن الرد القطرى جاء عبر "نكران الجميل"، حيث أكدت الدوحة أن المساعدات المغربية مدفوعة الثمن وليست منحة، وهو ليس بالأمر الغريب على دولة اعتادت على رعاية الإرهاب فى العلن والخفاء، فقطر التى عملت لسنوات طويلة على دعم الجماعات الإرهابية وزعزعة استقرار دول المنطقة لم تعد تهتم بتلك اللفتات الإنسانية من الأشقاء.
وأعلنت وزارة الخارجية المغربية، أنه بأمر من الملك محمد السادس قررت المملكة المغربية إرسال طائرات محملة بمواد غذائية إلى دولة قطر، ويأتى هذا القرار تماشيًا مع تعاليم الدين الإسلامى الحنيف وما يستوجبه خاصة خلال شهر رمضان الكريم من تكافل وتآزر وتضامن بين الشعوب الإسلامية".
وعقب ساعات من وصول الشحنات الغذائية خرجت الأميرة القطرية الشيخة مريم آل ثانى، رئيسة تحرير "رصد قطر"، لترد على الرباط بأن المساعدات الغذائية التى أرسلتها مدفوعة الثمن مسبقًا، وأن الدوحة لا تتلقى معونات من أحد.
وتطاولت الشيخة المنتمية للعائلة المالكة القطرية عبر صفحتها بموقع "فيس بوك" على مواطنى الدولة التى مدت يد العون لقطر فى وقت تعانى فيه من قطيعة، حيث قالت "توضيح إلى من يقول إن دولة قطر تتلقى معونات غذائية أو تعيش على الإعانات مثل دولهم"، وأضافت، "أن جميع شحنات الأغذية التى أرسلتها المغرب أو أى دولة إلى قطر، يتم دفع ثمنها قبل استلامها فقطر لا تتلقى معونات من أحد".
وحاولت المملكة المغربية أن تبرر قرار إرسال المساعدات لقطر، حيث أكدت أنه لا علاقة له بالجوانب السياسية للأزمة القائمة بين دولة قطر ودول شقيقة أخرى، وأوضحت الخارجية أن الرباط لا يحتاج إلى تقديم دليل أو تأكيد على تضامنه الموصول مع الدول الخليجية الشقيقة، انطلاقًا من حرب الخليج الأولى، ومرورًا بدعمه لسيادة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث، ثم قطع علاقاته الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تضامنًا مع مملكة البحرين، وأخيرًا مشاركته فى التحالف العربى لدعم الشرعية فى اليمن.
إلا أن المغرب اعتبرت أنها مدت يد العون للدوحة فى محاولة لقطع الطريق على إيران وتركيا، وسعيهما لاستغلال الأزمة والتوغل فى المنطقة العربية، وقالت الخارجية فى بيانها، إن هذا الموقف لا يمكن ربطه بأى حال من الأحوال مع مواقف أطراف غير عربية أخرى، تحاول استغلال هذه الأزمة لتعزيز تموقعها فى المنطقة والمس بالمصالح العليا لهذه الدول".
وعلى الجانب الآخر دخلت الرباط على خط الوساطة بين الدول الخليجية لحل الأزمة المتفاقمة مع قطر، حيث بعث الملك محمد السادس بوزير خارجيته ناصر بوريطة مبعوثًا لدول الخليج فى محاولة لرأب الصدع.
وقال موقع أندلس برس المغربى، إن الملك يسعى لسحب البساط من تحت أرجل إيران وتركيا اللتان تحاولان استغلال الأزمة لتحقيق مكاسب خاصة بالمنطقة، وقالت مصادر مطلعة "إنه بالرغم من العلاقات الشخصية القوية التى تجمع الملك المغربى بالإمارات والسعودية، إلا أنه قرر إرسال طائرات محملة بمواد غذائية إلى دولة قطر لقطع الطريق على المنتفعين والمستغلين.
وحمل بوريطة فى جولته التى شملت الإمارات والكويت رسائل شفهية من محمد السادس للتوسط فى حل الأزمة، حيث ألتقى ولى عهد أبو ظبى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كما ألتقى فى الكويت بأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وينتظر أن يعقد وزير الخارجية عددًا من اللقاءات مع مختلف الأطراف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة