يبدوا أن إمارة الإرهاب والفتنة قطر، لا تكتفى بدعم الإرهاب وتمويل المرتزقة من الإسرائيليين للدفاع عنها عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى، بل تحرك هؤلاء للهجوم على المنصات الفاضحة لها ولجرائمها، فبعد أن كشفت صحيفة "اليوم السابع" دور عراب الدوحة والمقرب من أميرها تميم بن حمد، المحلل السياسى الإسرائيلى إيدى كوهين، خبير الشئون العربية والمحاضر فى جامعة "بار إيلان" الإسرائيلية، فى بث الفتن ونشر مخطاطته لتقسيم الدول العربية بتمويل من الدوحة، أعلن أن سيقاضى الجريدة بحجة تضرره أكاديميا فيما نشر عنه.
الإسرائيلى إيدى كوهين يغرد غاضبا بعد كشف فضائحه باليوم السابع
وأدعى المحلل الإسرائيلى عبر أحد صفحات موقع "الفيس بوك" المقربة منه وهى صفحة "رابطة المصريين فى إسرائيل" والتى تشرف عليها أجهزة أمنية بتل أبيب، إنه سيرفع دعوة قضائية ضد جريدة "اليوم السابع" يختصم فيها الزميل "خالد صلاح" رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير "اليوم السابع" والزميل "محمود محيى" محرر الشئون العربية والإسرائيلية بالجريدة، لنشر تقرير يؤكد تورطه بالعمالة لقطر، وتلوسث اسمه بالوسط الجامعى الإسرائيلى.
ونشرت "اليوم السابع" تقريرا يوم 2 يونيو الجارى، تؤكد فيه أن بالدلائل تحريض الأكاديمى الإسرائيلى ضد مصر والأنظمة العربية المستقرة، حيث بات ضيفا دائما على شبكة قنوات الفتنة "الجزيرة"، ويحلل الأخبار بطريقته التى لا تخلو من نبرة ضرورة تقسيم الدول العربية ونشره العديد من الدراسات والمقالات التى تدعوا لإقامة دويلات فى سوريا وفى العراق، وألا تستمر على شكلها الحالى كدول واحدة ذات سيادة.
عراب تميم الإسرائيلى يعلن مقاضته لليوم السابع
وتؤكد "اليوم السابع" أن ما تم نشرته جاء استنادا لما ينشره كوهين، بصورة مستمرة من مقالات سواء فى عدد من الصحف الإسرائيلية أو على حسابته الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعى أو من خلال مداخلاته التليفزيونية لـ"الجزيرة"، فجميع ما يدعوا له من تقسيم للدول العربية هو نفس ما تخطط له إمارة قطر بزرع الفتن ودعم الجماعات المتطرفة فى تلك الدول من أجل زعزعة استقرارها وتدميرها.
وقد سمحت قطر لكوهين، بالظهور على شاشة الجزيرة لبث سمومه، وبالإضافة لذلك دشن صفحات خاصة به على مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"تويتر" باللغة العربية، لبث سمومه المغرضة، والتى تسير كلها فى نفس لهجة الدوحة فى الفترة الأخيرة، والتى كان آخرها اتهامه لـ"اليوم السابع" بالحقد عليه!
ويعيد "اليوم السابع" نشر مقتطفات من دراسته التحليلة التى نشرها موقع قناة الجزيرة، والتى أكد فيها أن الشرق الأوسط يقترب من مرحلة التفكك والتقسيم فى ظل الصراعات الجارية فى دول بينها سوريا والعراق واليمن، وإن كيانات جديدة قد تنشأ فى المرحلة المقبلة.
صفحة إيدى كوهين على تويتر
وأضاف المحلل الإسرائيلى الذى ينفى عن نفسه تهم العمالة لقطر، أن وضع التفكك المحتمل سيستمر فترة طويلة، واعتبر أن من نتائج ثورات الربيع العربى اتساع الهوة فى المجتمعات العربية، وزيادة الفجوة بين المتدينين والعلمانيين، وبين السنة والشيعة، كما اعتبر أن هذه الخلافات مجتمعة ستؤدى فى نهاية المطاف إلى تقسيم الدول العربية.
وتحدث كوهين، الذى تموله الدوحة وتفتح له أراضيها وفضائياتها، خلال إحدى اللقاءات التى أجرته معه القناة القطرية، عن الصراع الجارى فى سوريا منذ سنوات، داعيًا إلى إقامة دولة للعلويين الشيعة فى منطقة طرطوس غربى البلاد، ودولة للسنة فى حلب شمال سوريا ودولة ثالثة للأكراد فى محافظة الحسكة، وهو المخطط الذى تسعى له إسرائيل لتدمير سوريا سياسيًا فى المستقبل وتتحول لدويلات صغيرة لا تهدد أمنها مستقبلاً.
وبالنسبة للعراق توقع كوهين قيام دولة كردية فى الشمال، ودولة شيعية فى الجنوب، وإقامة دولة للسّنة فى بغداد والموصل والفلوجة.
وفى ما يخص ليبيا رأى الباحث الإسرائيلى بجامعة "بار إيلان"، أنها ستنقسم إلى ثلاثة كيانات، فى غرب البلاد كيان تحت سيطرة أنصار ثورة 17 فبراير، وثانى فى الشرق تحكمه القوى السائدة هناك حاليًا، وثالث فى الجنوب تسيطر عليه القبائل.
ايدى كوهين على قناة الجزيرة
كما يرى عراب تميم أن لبنان يعيش واقع التقسيم الفعلى، وأن اليمن ستقوم فيه دولة شيعية يقودها الحوثيون، ودولة أخرى للسنة، وفى ما يتعلق بمصر، زعم المحلل إن شبه جزيرة سيناء لا تشهد أى مظهر لسيادة الدولة المصرية، وهى المزاعم نفسها التى تطلقها الجزيرة وتروج لها، كما أنه أشاد بما حدث فى السودان من تقسيم بعد انفصال الجنوب، وقال إن هناك حديثًا عن قيام دولة ثالثة فى إقليم دارفور غربى السودان.
وكانت قد وضعت قطر منذ انقلاب الأمير الأب حمد بن خليفة على والده عام 1995، موطئ قدم لتل أبيب داخل الخليج العربى، منذ ذلك الحين تعتمد الإمارة الخليجية على دولة الاحتلال اعتمادًا كليًا لمساعدتها فى ترسيخ نظامها وبث الفتن داخل الدول العربية.
وفتحت قطر مكتبًا تجاريًا إسرائيليًا وسط عاصمتها الدوحة، ووقعت العديد من الاتفاقات التجارية الضخمة مع الاحتلال، وفتحت أبواب قناتها المثيرة للفتن "الجزيرة" للإسرائيليين يلهون فيها ويبثون سمومهم المغرضة على الهواء مباشرة فى قلب وسمع كل مشاهد عربى.
ولكوهين، أدوار خبيثة أخرى، فلا يكتفى بدعواته المستمرة المطالبة بتقسيم وتفتيت الدول العربية، بل تحرضه الدوحة دائمًا لفتح ملفات أملاك اليهود المزعومة التى تدعى تل أبيب أن اليهود المصريين تركوها قبل مغادرتهم مصر فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى.
كوهين ضيف دائم بقناة الجزيرة
فقد أدعى المحلل الإسرائيلى، لدى الجزيرة القطرية، خلال كلمته ضمن فعاليات "الكونجرس اليهودى" الذى أقيم فى بداية شهر مايو الماضى، أن هناك ممتلكات وأموال يهود سرقت ونهبت من جانب السلطات المصرية، مطالبًا القاهرة أن تدفع تعويضات لجميع اليهود الذين أثبتوا أن أملاكهم سرقت فى مصر.
وتجدد دولة الاحتلال الإسرائيلى إثارة المزاعم والأكاذيب حول وجود ممتلكات لليهود فى مصر والدول العربية كل عام، وتزعم أن مصر والدول العربية أجبرتهم على ترك منازلهم وممتلكاتهم قبل مغادرتهم أوطانهم وذهابهم للأراضى الفلسطينية المحتلة فى فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة