جيلان جبر

سقطت الأقنعة وتغيرت الوجوه

الخميس، 15 يونيو 2017 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كتب إيلان بيرمان مقالا نشرته صحيفة يو إس إيه توداى تحت عنوان «قطر عميل مزدوج فى الحرب على الإرهاب»، فى الحرب التى تشنها الولايات المتحدة ودول المنطقة على الإرهاب، فى إشارة إلى اضطراب سياستها وتعدد مواقفها المتناقضة حيال القضايا الرئيسية التى تواجهها دول المنطقة وتسعى لحلها، فبعد مرور أسابيع قليلة على القمة التى عقدت بالسعودية وحضرها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والاتفاق على إنشاء حلف خليجى وعربى وإسلامى لمحاربة الإرهاب، والحد من تدخلات إيران فى شؤون دول المنطقة، لم تدرك قطر قوى هذا التحالف وأبعاده وتغير المرحلة بعد إدارة أوباما وأعلن أمير قطر خلال تصريحاته عن أن إيران دولة قوية لا يمكن تجاهلها، ومن خلال الإعلان عن استمرار دعمها للمنظمات المصنفة إرهابية. ويشير الكاتب إلى أن قطر لعبت دورا مزدوجا فى الحرب العالمية على الإرهاب منذ زمن بعيد. فقطر تمثل القاعدة اللوجستية الرئيسية لعمليات التحالف الدولى ضد الإرهاب فى أفغانستان الذى أنشئ بعد هجمات الحادى عشر من سبتمبر لقتال القاعدة. ثم كانت لها اليد العليا فى الحرب ضد نظام الرئيس العراقى الراحل صدام حسين، وحاليا فى الحملة ضد داعش فى سوريا والعراق. وفى نفس الوقت برزت قطر كداعم قوى للحركات الراديكالية التى تتضمن جماعة الإخوان المسلمين وحماس وطالبان وجبهة النصرة التى حصلت جميعها على دعم من قطر. ويشير الكاتب إلى أن قطر أيضا، خلافا لدول مجلس التعاون، تحتفظ بعلاقات خاصة مع إيران، سواء على الصعيد السياسى أو التجارى، إلا أن التطورات الأخيرة التى تمثلت فى قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر تسببت بها تعليقات أمير قطر تميم بن حمد التى حث فيها على تطوير العلاقات مع طهران، والتى صارت موضع أخذ ورد بعد الادعاء بأن وكالة الأنباء القطرية تعرضت للاختراق. ويبدو أن قطر ستواجه أياما صعبة فى مواجهة سلوكها المستهجن. فهناك مؤشرات على أن معاقبة الدوحة قد بدأت فعلا. وتتبنى قطر حاليا موقفا دفاعيا، حيث ظهرت مؤشرات على تغيير موقفها التاريخى من حركة حماس، حيث أبعدت عددا من قيادات الحركة فى الأيام الماضية، وقد يتلو ذلك المزيد من الخطوات فى إطار سعى حكام قطر لرأب الصدع وإصلاح العلاقات مع الجوار. لكن ماذا يعنى ذلك كله لواشنطن؟ لأول وهلة يبدو الخلاف العربى القطرى عقبة فى إنشاء التحالف الذى تسعى إدارة ترامب لتشكيله فى مواجهة داعش، لكن الضغوط التى تتعرض لها قطر حالياً قد تكون نعمة لا نقمة. فقوة التحالفات تقاس بقوة الحلقة الأضعف فيها، والقوة التى يتم تجميعها على صعيد المنطقة لمحاربة قوى تحصل على مساعدات من قطر ربما تكون قوة كسيحة، ومن الطبيعى أن يسعى المسؤولون فى الإدارة الأمريكية لرأب الصدع فى العلاقات الخليجية لوضع سياسة الإدارة الخاصة بالشرق الأوسط على مسارها، لكن البيت الأبيض قد لا يكون مشتاقاً جداً لحل الأزمة الراهنة فى نهاية المطاف إذا كانت الضغوط التى تمارسها السعودية وشركاؤها سوف تسفر عن إرغام الدوحة على اتخاذ موقف ثابت وبنّاء فى الحرب التى تشنها دول المنطقة على الإرهاب.
 
ويرى الكاتب فى نهاية مقاله أن عزل قطر قد يساعد فى الحد من تهديد عدم الاستقرار الذى تفرضه الجماعات الإرهابية التى تمدها الدوحة بالمال والتى تعرف جارات قطر من الدول الخليجية أعدادها بدقة. ويشير ألبرت وولف، وهو أستاذ مساعد فى العلوم السياسية فى الجامعة الأمريكية فى أفغانستان فى مقال نشره موقع ذى هيل الإلكترونى إلى أن سعى قطر للوصول إلى مكانة رفيعة وضعها لسنوات فى خلافات مع الدول العربية الأخرى، وتصاعدت حدة هذه الخلافات نتيجة التدابير التى اتخذتها الدوحة من السماح لشبكة قنوات الجزيرة بتوجيه النقد العلنى للأنظمة الأخرى وتعزيز المصالح القطرية إلى دعم جماعة الإخوان المسلمين فى مصر وأذرعها فى سوريا. ثم هناك إيران، التى تعتبرها المملكة العربية السعودية أكبر تهديد وجودى بالنسبة لها، التى احتفظت الدوحة بعلاقات طيبة معها.. ويلفت الكاتب إلى أن دعم ترامب لعزلة قطر لن يساعد على الأرجح فى حل الأزمة، إذ يحاول الرئيس مواصلة الالتزام برسالة حملته الانتخابية والرسائل التى صدرت عنه فى زيارته الأخيرة إلى المنطقة، ومع ذلك، تعد الولايات المتحدة فى وضع فريد من نوعه للمساعدة فى رأب الصدع بين قطر وبقية دول مجلس التعاون الخليجى، إذ تعتبر صلات واشنطن بكل من قطر والتحالف الذى تقوده السعودية ومصر فى الوقت الراهن أوثق بكثير من العلاقات القائمة بين هذه القوى الإقليمية، وهذا يمنح إدارة ترامب نفوذاً لدفع الطرفين على إبرام اتفاق يساعد على إبعاد قطر عن طهران.
 
سقطت الأقنعة اليوم من على عدد من الوجوة المزيفة من داعمى الإرهاب حيث التمويل القطرى والتخطيط التركى والتدريب الإيرانى.. وهذا أولا انتصار لمصر سياسيا فى إعادة تموضعها لمكانة أفضل وأهم عربيا وإقليميا ودوليا.. نعم لأن ما رفضته مصر وشعبها ولفظته هو ما ثبت صحته.. فحماس والإخوان، والميليشيات المسلحة نجحوا فى إشعال التوتر والتسلق لإسقاط دول بالتنسيق ودعم مستتر من إيران وتركيا.. وتنادى مصر منذ وقت طويل وتحذر وتشير إليهما وإلى قطر وحلفائها من العملاء والمسلحين حتى ظهر اليوم أنهم جميعا يقفون على أرض الدوحة لعرقلة عودة التهدئة فى المنطقة وإنهاء أى محاولات للتوافق.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة