فى نفس اليوم الذى سقطت فيه عصابة من 12 موظفًا فى الحكومة لتسهيل الفساد، قام رئيس نفس الحكومة بتكريم موظف فى بنى سويف، لأنه رفض رشوة ضخمة لتمرير قليل من الفساد، ستقول لى: هذا دليل على أنه مازال هناك أمل فى الإصلاح، ربما يكون صحيحًا، لكن أكثر ما يقلقنى هو الفساد الذى لا نستطيع الإمساك به أو الاستفادة من ملابساته، فبالتأكيد صفقة الفساد هذه ليست الأولى لهؤلاء الموظفين، ولأن ذاكرتنا ضعيفة فربما تنجو عصابة مماثلة فى مكان آخر وظروف أخرى بصفقة لم نستطيع الإمساك بها فهذه بلدنا ونحن أدرى بحجم الفساد فيها، إلا إذا تطورنا قليلًا فى محاربة الفساد ونظرنا لمئات القضايا التى بين أيدينا بعين التحليل والمذاكرة لمعرفة الثغرات التى يفسد منها الموظف والمواطن معًا، فهذه مثل كل الحروب يكسبها الناس بالعلم والعقل قبل أن يحسمها الرصاص والمدافع.