كشف تقرير صادر عن وزارة الداخلية الألمانية، عن نشاط كبير للمخابرات الإيرانية فى ألمانيا ،وأن معظم النشاط المخابراتى الإيرانى يركز على جمع المعلومات عن اهداف مرتبطة بإسرائيل على الأراضى الألمانية.
واستند التقرير إلى تقديرات صادرة عن وكالة الاستخبارات الوطنية الالمانية بى ان دى وضعت النشاط المخابراتى الايرانى فى ألمانيا كثانى اكبر وانشط نشاط مخابراتى فى البلاد بعد روسيا.
وكانت الداخلية الألمانية قد استعرضت أنشطة المخابرات الخارجية على الأراضى الالمانية فى تقرير رفع إلى البرلمان الالمانى "البوندستاج"، بناء على طلب من اعضائه وذلك فى اعقاب جلسات برلمانية مطولة حول اداء الاستخبارات الالمانية و تعاونها مع استخبارات الدول الاخرى.
وجاء فى تقرير الداخلية الألمانية أن إيران تنفذ 12 عملية مخابراتية على الأراضى الالمانية منذ العام 2007 من خلال عملاء سريين تجمعت لدى أجهزة مكافحة التجسس الالمانية معلومات عنهم وتم ترحيلهم أو القبض عليهم وبعضهم كان يخطط لتنفيذ عمليات اغتال فردى، وبلغ عدد عمليات مكافحة التجسس الايرانى الناجحة التى قامت بها الداخلية الالمانية منذ العام 2007 اثنين وعشرين عملية ثبت تورط عملاء ايرانيين فيها وتمثل فى مجموعها نسبة 17 فى المائة من عمليات مكافحة التجسس الناجحة التى نفذتها الداخلية الالمانية منذ هذا التاريخ.
كما أجهضت أجهزة مكافحة التجسس بوزارة الداخلية الالمانية 26 عملية للمخابرات الروسية منذ العام 2007 وألقت القبض على عملاء تنفيذها والمتورطين فيها، وفى الترتيب الثالث جاءت تركيا والصين على صعيد العمليات الاستخبارية المجهضة بمعرفة الاجهزة الالمانية منذ العام 2007 بواقع 15 واقعة لكل من البلدين تم اعتقال أو ترحيل المتورطين فيها.
وكان للمخابرات السورية نصيب فى انشطة مكافحة التجسس التى نفذتها الداخلية الالمانية منذ العام 2007 حيث تم تفكيك شبكة تخابر تضم تسع جواسيس تبين ان المخابرات السورية كانت وراءهم ويعملون على الاراضى الالمانية منذ العام 2010.
وبحسب تقرير الاستخبارات الالمانية الوطنية، فقد تركزت أنشطة عملاء المخابرات الايرانية على الاراضى الالمانية على جمع المعلومات ذات الطابع التكنولوجى التسلحى وبخاصة فى المجال النووى أو الحصول على مواد حيوية تستخدم فى التكنولوجيا النووية، وغطى نشاط المخابرات الايرانية عبر العملاء السريين قرابة نصف الولايات الالمانية التى توجد بها منشآت نووية أو مواد تدخل فى الانتاج النووى خلال الاعوام العشرة الماضية.
لكن تقرير المخابرات الالمانية كشف أن انشطة الاستخبارات الايرانية فى المانيا لم تقتصر على الجانب النووى فقط، اذ تضمن التقرير عملية استهداف بالاغتيال قام بها عميل للاستخبارات الالمانية يحمل الجنسية الباكستانية ويدعى مصطفى حيدر سيد ناقفى أو " سيد ناقفى " الذى ألقت الداخلية الالمانية القبض عليه فى مدينة بيرمين بشمال المانيا فى يناير 2017، وبينت عمليات الاستجواب التى اخضعه لها جهاز مكافحة التجسس الالمانى انه كان مكلفا من المخابرات الايرانية بتنفيذ عمليات اغتيال لشخصيات المانية كبيرة تحمل الجنسية الاسرائيلية من بينهم رينولد روبى وهو سياسى بارز فى حزب يسار الوسط الاشتراكى الديمقراطى فى المانيا والذى سبق له رئاسة مجلس العلاقات الالمانى الاسرائيلى لعدة سنوات.
وكشفت التحقيقات ان العميل الايرانى كان يرصد تحركات رينولد من خلال معاينة الاماكن التى يتردد عليها، وعثر معه على مخططات كروكية بتلك الاماكن والثغرات التى يمكن استغلالها فى اصطياده والنيل من حياته، وبينت أن فيلق القدس التابع لمخابرات الحرس الثورى الايرانى كان مسئولا عن تشغيل هذا العميل الباكستانى الجنسية الذى اعترف بتفاصيل تجنيده وتشغيله وحكم القضاء الالمانى بسجنه أربعة اعوام يقضيها الآن فى احد السجون الالمانية شديدة الحراسة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة