نجاحهم فى 25 يناير 2011، بإزاحة نظام مبارك، الهش، بسرعة وسهولة، سرب إليهم شعورا وهميا بأنهم الملاك الحقيقيون لمصر، وشعبها، يأمرون فيطاعوا، وينهون فيلبى الجميع.
وبمرور الوقت، شكل «أرزقية يناير» اتحاد ملاك الثورة، ضم كل مرضى التثور اللاإرادى، وسار خلفهم كالقطيع نخب وأحزاب وإعلاميون، وتودد إليهم مجموعات المصالح والابتزاز السياسى، وبدأوا فى البحث عن جنى المغانم، من شهرة ومال، وسلطة، وأصبحوا ضيوفا دائمين أمام كاميرات القنوات الفضائية، والصحف المصرية والعربية والدولية، ويتم استدعاؤهم، فى المؤتمرات والاجتماعات بقصور السلطة، فتسلل إليهم الغرور والكبر والتعالى، ودشنوا خطابا منفرا وشتاما وبذيئا، وأشاعوا الفوضى الأخلاقية بين الناس.
ورويدا رويدا، بدأوا فى تسليم البلاد لجماعات إرهابية، تحت شعار، «اعصر على نفسك ليمونة»، واختاروا محمد مرسى العياط، وعقدوا مؤتمرات صحفية فى الفنادق الفاخرة، هددوا بحرق مصر فى حالة فوز منافس مرسى، ونجحوا بشكل كاسح فى تسليم مصر للإخوان، تسليم مفتاح.
وسار الأمر على نفس النهج، حتى ظهرت تسريبات المكالمات الهاتفية، لأرزقية يناير، وتكشفت حقائق، فاقت الخيال الجامح، منمؤامرات، وصفقات الخيانة، والضحك على الذقون، ونجحوا فى إغراق البلاد فى تفاصيل الفوضى، وكانت النتيجة، بناء سد النهضة، وتجرؤ وطمع الجيران لاقتطاع أراضينا وتقزيم دورنا، وتطاول الأقزام علينا من عينة قطر وتركيا، وانهار الاقتصاد، وسادت الفوضى الأمنية والأخلاقية.
وبعد ثورة 30 يونيه، واكتشاف حقائق هؤلاء الأرزقية، الذين اعتبروا مصر مجرد «فرخة» تبيض لهم ذهبا، وتحقق أحلامهم، دون النظر لأمن واستقرار ووحد أراضى البلاد، وحالة العباد، الذى تجاوز عددهم الـ 90 مليونًا، وتوارى دورهم، اشتاطوا غضبا، وأتوا بتصرفات تشبه مرضى الإدمان، عندما تختفى المخدرات، يأتون بتصرفات خطيرة من تشنج وتحطيم وقتل وحرق، بل إن مدمنى الشهرة والنجومية والمال، أكثر خطرا من مدمنى المخدرات.
«أرزقية 25 يناير» نماذج، غريبة، تدعى الوطنية، ثم تجدهم يرتمون فى أحضان كل الأعداء، ويدعمون كل التنظيمات والجماعات، وينادون بالحرية والديمقراطية، ولا يعترفون أو يحترمون رأى الأغلبية، ويتشدقون بإرساء مبادئ العدالة وحقوق الإنسان، وينكرون على الناس أن من حقهم الإنسانى أن ينشدوا الأمن والاستقرار، ويرتدون عباءة المثقفين، والشعراء والأدباء والمؤرخين.
معظم هؤلاء، بجانب النخب والحقوقيين ونشطاء الغبرة، يخرجون على المصريين فى صورة المثقفين والعالمين ببواطن الأمور المحبطين واليائسين والبائسين، والكارهين لأنفسهم والمجتمع، ويتمتعون بكل عقد النقص، فتجدهم، يخونون الرئيس محمد أنور السادات بعد اتفاقية السلام ويقتلونه، ثم قدسوه فيما بعد، وانقلبوا على مبارك ونظامه، ثم يترحمون على أيامه الآن، ويستشهدون بمواقفه الوطنية الرائعة، وكم كان وطنيا وعسكريا عظيما، مثلهم مثل الذين غضبوا من النبى محمد صلى الله عليه وسلم بعد صلح الحديبية.
والحقيقة، أن هؤلاء لم يتركوا ثغرة للجهل إلا وحفروها فى وجدانهم وعلى جدران عقولهم، ولو حمدين صباحى والبرادعى وممدوح حمزة وخالد على وعبدالجليل مصطفى، وبائع التويتات المتجول الشهير «بدواسة تويتر»، وتكتل 25/30 خاصة هيثم الحريرى وأحمد طنطاوى وضياء داود، وكل نشطاء السبوبة، يحملون الجنسية اليابانية، لعارضوا بقوة اتفاقية الصلح مع أمريكا، التى أعقبت إلقاء قنبلتى هيروشيما وناجازاكى، وكانوا رقصوا وثرثروا فوق الأنقاض، وفرد العضلات الوهمية، وكانت اليابان اندثرت من فوق الخريطة الجغرافية، وما كان لها مكانة حاليا بين الأمم المتقدمة.
الدليل أن هؤلاء دائما يدعون لثورات الخراب والدمار، مرة ثورة 25 إبريل، وثورة 11/11، وأمس الأول ثورة الأرض 16 يونيه 2017، ويفرضون على الشعب المصرى أن يعيش نفس الفوضى، التى عاشها ودفع ثمنها غاليا يوم 28 يناير 2011، التى أطلق عليها اصطلاحا جمعة الغضب.
وعندما رفض الشعب النزول فى الميادين، رغم ما يعانيه اقتصاديا، شنوا حملة شتائم وقحة وإهانة للشعب المصرى، واتهمومه بالجهل وعشق العيش فى جلباب العبودية، فرأينا المناضل والثورى الكبير، أحمد حرارة، يوجه رسالة مهينة للشعب قال فيها نصا: «والله العظيم خسارة فيكم يا شعب متهان إن أى شاب ينزل يضحى بنفسه علشانكم، وإللى أنت تعرفوه فقط إنكم توطوا لقدام علشان تحصلوا على استقرار، لازمته إيه الواحد يشتغل على حقوق الإنسان لشعب جبان، ولازمته إيه الواحد يشتغل فى السياسة لشعب متهان».
أحمد حرارة أحد أبرز اتحاد ملاك 25 يناير، لم يكتف بإهانة الشعب، وإنما هاجم الشرطة والقضاء، ثم صب جام غضبه ضد الجيش المصرى مستخدما ألفاظا كارثية، حيث قال نصا: «كفاية نعرة كذابة بتاعة خير أجناد الأرض».
كما سارع أرزقية 25 يناير، بالظهور على قناة الجزيرة القطرية وقنوات الإخوان، معلنين توبتهم، وتقديم الاعتذرات المهينة للجماعات الإرهابية، وشن حملة إهانة لمصر وطنا وشعبا، وجيشا، دون الوضع فى اعتبارهم بأن المتغطى بالإخوان عريان، فقيادات التنظيم يضحون بأعضاء تنظيمهم، ويقدمونهم مشروعات تفجير وقتلى من أجل تحقيق مصالح ومغانم سياسية.
المعارضة فى كل بلاد الدنيا، عبارة عن أحزاب وكيانات قانونية رسمية، إلا فى مصر، فإن الأحزاب القانونية تسير كالقطعان وراء الفوضويين ونشطاء العار، وأرزقية 25 يناير، لإسقاط البلاد فى وحل الفوضى، وعندما يرفض الشعب مثل هذا الجنون الكارثى، يتعرضون لحملة شتائم وقحة من هؤلاء الأرزقية!!
ولك الله يا مصر..!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة