كرم جبر

«جمعة الغضب» على الإرهابية!

الأحد، 18 يونيو 2017 07:18 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

دولة تعانى من كثير من المشاكل، أفضل من «لا» دولة، ووطن يحتوينا أفضل من «لا» وطن، وكل شىء يهون إلا أن تقع البلاد من جديد فى براثن الفوضى، وفى الاختلاف يجب أن تكون مصلحة مصر خطًا أحمر، فوق الاعتبارات الشخصية والمطامع السياسية.. واعتقادى أن هذه الخبرات المختزنة فى ذاكرة المصريين، هى التى جعلت «جمعة الغضب» التى أعلنتها الجماعة الإرهابية، تتحول إلى «غضب» مضاد، ضد جماعة انتهازية تتحين أى فرصة لاسترجاع الفوضى، ولو على حساب تخريب الوطن.

«لم يخرج أحد»، لأن هذه الجماعة الإرهابية هى آخر من يتحدث عن حب مصر، فلم يكونوا يوما محبين لها أو منحازين لمصالح شعبها، ولم يقدموا أى دليل أو علامة تعكس وقوفهم فى صفها، وكانوا العكس تمامًا، وعندما اختار البعض أن «يجربهم» فى الحكم، تحت زعم «إنهم ناس طيبين»، انكشف الغطاء عن جماعة من الأشرار، لا تراعى وطنا ولا شعبا، وكل أهدافها فى ابتلاع الوطن، ومسح هويته واستبدالها بهويتهم، دون أن يعلموا أن مصر لحمها مر، قد تهدأ ولكنها لا تستكين، وإذا غضب شعبها لا يقف فى وجهه أحد.

«لم يخرج أحد»، لأن مصر بالفعل جميلة فى أيام وليالى رمضان، رغم معاناة الغلاء والأسعار، وشوارعها ومقاهيها وحواريها ومساجدها ومطاعمها وأسواقها، كلها عامرة بالبشر حتى صلاة الفجر، ومن شدة الازدحام قد لا تجد موضعًا لقدم، وفى مخيلة الناس «والله يا مصر زمان»، عادت إليك اللمة والفرحة بعد طول انتظار.. فهل يمكن لمن ذاقوا حلاوة الطمأنينة أن يحنوا لمرارة الفوضى؟، من أجل جماعة مارقة أحسن البعض الظن بها، فأكدت بنفسها أنها لا تؤتمن على وطن أو شعب، وأنهما مجرد رقم فى رصيد أطماع الخلافة.

«لم يخرج أحد»، لأن المصريين بذكائهم الفطرى، متأكدون أن بلادهم تتعرض لضغوط هائلة، فى الداخل والخارج، ومن الأشقاء والأعداء، استغلالا لظروف قاسية تعيشها البلاد، بسبب الفوضى الخلاقة وشعارات الزيف والخداع، وهل يلدغ المؤمن من جحر مرتين، ويسلم نفسه من جديد لم كانوا سبب شقائه وتعاسته؟، إننا فى عالم لا يرحم ولا يحترم إلا الأقوياء، وعندما ضعفت مصر استهانوا بها وتجرأوا عليها وشمتوا فيها، فلا صديق إلا شعبك ولا حبيب إلا وطنك ولا حليف إلا قوتك.

استعادة مصر هى حلم المصريين، دولة قوية وصلبة ومتعافية، لا تمد يدها لأحد ولا تطلب مساعدات من صديق أو شقيق، ولن يحدث ذلك إلا بأيدى المصريين وسواعدهم، وأن تعض بنواجذها على حالة الهدوء التى تتعمق تدريجيا، فتعيد الثقة للأموال الهاربة والاستثمارات الخائفة، وتدب الحياة من جديد فى شرايين التنمية، فتخلق فرص عمل وتوظف تفتح البيوت وتجلب الرزق، وترفع درجات الوعى واليقظة، للحفاظ على وطن عظيم، يتشارك فيه الجميع فى السراء والضراء، والنعمة والفقر، ويطرقون أبواب الأمل.

شعب جرّب الفوضى فلا يريد استعادتها، وكان ينام فى أحضان الخوف فلا يحن لويلاته، وأنقذ وطنه من الاختطاف فلا يسمح بضياعه، وقال للجماعة الإرهابية: دعوتكم مرفوضة، وسعيكم غير مشكور، ومن بتعمد الإضرار بالدولة والشعب ليس منا ولسنا منه.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة