تواصل القوات العراقية الاثنين، تضيق الخناق على آخر الأحياء الخاضعة لتنظيم ا"داعش" بالمدينة القديمة فى غرب الموصل، ملقية منشورات فيها توصيات للمواطنين ودعوات للجهاديين بالاستسلام.
وبدأت القوات العراقية الأحد اقتحام المدينة القديمة فى الشطر الغربى من الموصل فى شمال العراق، سعيا لطرد آخر جهاديى تنظيم "داعش" المتحصنين فيها، بعد ثلاث سنوات من حكم "الخلافة"، ومساء الأحد، ألقت وحدات العمليات النفسية بالتنسيق مع القوات الجوية العراقية ما يقارب 500 ألف منشور فى سماء الموصل.
ويعلم المنشور المواطنين بأن القوات العراقية "تحيط بالموصل القديمة من كل مكان، وقد شرعت بالهجوم من جميع الاتجاهات"، ويدعو المنشور الموقع من قائد عمليات "قادمون يا نينوى" الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله، المواطنين إلى "الابتعاد عن الظهور فى الأماكن المفتوحة و استغلال أى فرصة تسنح أثناء القتال ستوفرها القوات والتوجه إليها، تفاديا لاستغلالكم كدروع بشرية".
وأعلنت الأمم المتحدة الجمعة أن أكثر من مئة ألف مدنى عراقى محتجزون لدى مسلحى تنظيم"داعش" كدروع بشرية فى الموصل القديمة، بدورها، أعربت منظمة "سيف ذا تشيلدرن" الأحد عن قلقها حيال مصير نحو 50 ألف طفل، أى ما يعادل نصف عدد المدنيين المحاصرين، وعلى الضفة المقابلة من نهر دجلة، تمركزت آليات هامفى قرب المسجد الكبير فى شرق الموصل المواجه للمدينة القديمة، وبدأت تبث عبر مكبرات الصوت رسائل إلى المدنيين والجهاديين.
وأكدوا للمدنيين المحاصرين داخل المدينة "نحن قادمون إلى المدينة القديمة، القوات الأمنية على وشك إنهاء معاناتكم. شرق الموصل وغربها سيتحدان مجددا قريبا"، أما للجهاديين، فخيرتهم القوات الأمنية بين قرارين "الاستسلام أو الموت"، إلى جانب رسائل أخرى مختلفة.
وأوضح ضابط كبير فى الفرقة 16 بالجيش العراقى لوكالة فرانس برس أن "هذا جزء من الحرب النفسية التى نشنها ضد داعش"، وتمثل عملية اقتحام المدينة القديمة فى غرب الموصل، حيث الأزقة الضيقة والمبانى المتلاصقة، تتويجا للحملة العسكرية التى بدأتها القوات العراقية قبل أشهر لاستعادة كامل مدينة الموصل، آخر أكبر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية فى البلاد.
وخسارة الموصل ستشكل النهاية الفعلية للجزء العراقى من "الخلافة" العابرة للحدود التى أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية صيف العام 2014، بعد سيطرته على مناطق واسعة من العراق وسوريا المجاورة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة