المشاهير ورمضان.. شريفة فاضل.. تصوم رغم حالتها الصحية وتعتكف فى حجرتها للصلاة.. حفيدة شيخ المقرئين رفضت الحصول على أجر مقابل أغنيتها «تم البدر بدرى» وغنت حزنا على ابنها الشهيد وطلبها ناصر والسادات فى كل الحفلات

الإثنين، 19 يونيو 2017 01:49 م
المشاهير ورمضان.. شريفة فاضل.. تصوم رغم حالتها الصحية وتعتكف فى حجرتها للصلاة.. حفيدة شيخ المقرئين رفضت الحصول على أجر مقابل أغنيتها «تم البدر بدرى» وغنت حزنا على ابنها الشهيد وطلبها ناصر والسادات فى كل الحفلات شريفه فاضل
زينب عبد اللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تجلس فى حجرتها، التى لا تغادرها إلا قليلا تستمع إلى أغنيتها الشهيرة، التى تدغدغ القلوب مع نهاية شهر رمضان.. «تم البدر بدرى والأيام بتجرى والله لسه بدرى والله ياشهر الصيام».. تنساب الدموع من عينيها وهى تودع الشهر الكريم، وتثير كلمات الأغنية أشجانا وأحزانا مرت عليها، فتتذكر أعز الأحباب، الذين رحلوا مبكرا.
 
تتذكر ابنها البطل الشهيد حين تستمع إلى مقطع «يا ضيف وقته غالى والخطوة عزيزة، حبك حب عالى فى الروح والغريزة، أيامك قليلة والشوق مش قليلة، والغيبة طويلة ع الصبر الجميل»..  يغلبها الشوق والحنين رغم مرور مايقرب من 44 عاملا على استشهاده فى حرب أكتوبر 1973. ورغم مرور سنوات طويلة على غياب سلطانة الطرب شريفة فاضل عن الساحة الفنية إلا أنها حاضرة بقوة فى وجدان المصريين يرددون روائعها فى مناسبات مهمة، فى الأفراح والأحزان، تمثل أغنيتها «تم البدر بدرى» أيقونة وداع الشهر الكريم، وترددت رائعتها «أم البطل» فى ثورة يناير ومع استشهاد رجال القوات المسلحة والشرطة وبطولاتهم، ولا يخل فرح من ترديد وسماع أغنيتها «مبروك عليك يامعجبانى ياغالى»، التى غنتها فى أفراح أبناء الرؤساء.
 
حياتها حافلة بالأحداث منذ مولدها عام 1938، فهى حفيدة المقرئ أحمد ندا مؤسس دولة التلاوة، اسمها الحقيقى فوقية محمود أحمد ندا، انفصل والداها، وتزوجت والدتها من إبراهيم الفلكى أحد أثرياء مصر، الذى أطلق اسمه على ميدان الفلكى الشهير، وعاشت مع والدتها وزوجها فى عوامة بالنيل تردد على زيارتها كبار الأثرياء ورجال الدولة ومنهم الملك فاروق، الذى استمع إلى صوتها وهى طفلة فصفق لها، وسمعها رجل الأعمال الشهير «السيد ياسين» صاحب مصنع الزجاج الشهير فاقترح على والدتها وزوجها أن تدخل المجال الفنى كمطربة فى فيلم من انتاجه، وهو فيلم «الأب»، الذى غنت ومثلت فيه وهى طفلة ليبدأ مشوارها الفنى، الذى شجعها على الاستمرار فيه زوج والدتها فألحقها بمعهد التمثيل والإذاعة قبل أن تكمل سن 13 عامًا، واختار لها اسمها الفنى الشاعر صالح جودت، الذى عرفها على كبار الشعراء والكتاب والفنانين. فى منتصف الخمسينيات تزوجت الفنان الكبير المخرج والمؤلف والممثل السيد بدير، رغم فارق السن وأنجبت منه ولدين «سيد، وسامى».
 
حققت شريفة فاضل نجاحات كبيرة وقدمت العديد من الأعمال، التى تعتبر علامات فى تاريخ الطرب، ومنها «فلاح كان فايت بيغنى»، «حارة السقايين»، «وأه من الصبر وأه»، و«أمانة يابكرة»، «وأه يالمكتوب» و«الليل » وغيرها من الأعمال الرائعة والأفلام، التى حققت نجاحات كبيرة، وحازت لقب سلطانة الطرب لجمال صوتها وأدائها شخصية منيرة المهدية، التى أسندها لها مخرج الروائع حسن الإمام، وبسبب الغيرة الشديدة انفصلت عن الفنان سيد بدير.
 
تمتلئ حياة سلطانة الطرب بالعديد من المواقف الدرامية، استشهد ابنها البطل الطيار سيد السيد بدير فى حرب أكتوبر، فأصيبت بصدمة شديدة، وأرادت أن تقدم عملا لأمهات الأبطال، سواء الشهداء أو الذين عاشوا واستكملوا البطولات حتى تحقيق النصر، فطلبت من صديقتها الشاعرة نبيلة قنديل كتابة أغنية عن أم البطل، فدخلت صديقتها الشاعرة غرفة ابنها الشهيد، وبعد دقائق خرجت ومعها كلمات الأغنية التى لحنها زوجها الملحن على إسماعيل، وفى اليوم التالى ذهبت أم البطل إلى ماسبيرو لتسجيل الأغنية.
لحظات صعبة مازالت محفورة فى ذهن السلطانة، التى سقطت أكثر من مرة أثناء تسجيل الأغنية من شدة التأثر، حتى أن المطربة فايزة أحمد قالت لها: «لو مش قادرة تغنيها.. بتغنى ليه»، وهو ما دفعها للإصرار على تسجيلها فى نفس اليوم.
 
تدخل أم البطل فى هيستيريا بكاء كلما غنت هذه الأغنية حتى أن شرايين يدها انفجرت فى إحدى الحفلات فتوقفت لفترة عن الغناء ثم عادت من جديد.
 
حازت شريفة فاضل شهرة واسعة ونجاحا كبيرا وكان يطلبها الرؤساء والملوك فى الحفلات، فأحيت حفل زفاف هدى عبدالناصر بأغنية «مبروك عليك يامعجبانى»، وكان السادات يطلبها فى كل الحفلات حتى قيل إنها غنت له خصيصا أغنية «أسمر ياسمارة ياابو دم خفيف».
 
وغنت السلطانة رائعتها « تم البدرى بدرى»، التى حققت نجاحا هائلا عبر الأجيال بالمصادفة، حيث كانت الإذاعة توزع الأغانى على المطربين وجاءت هذه الأغنية، التى لحنها عبدالعظيم محمد وكتب كلماتها عبدالفتاح مصطفى من نصيب سلطانة الطرب، التى رفضت الحصول على مقابل نظير غنائها من شدة سعادتها بوجود أغنية لها فى الإذاعة خلال شهر رمضان.
أسست كازينو الليل فى الهرم وباعته بعدما أصيب زوجها الثانى اللواء طيار على زكى بالشلل فتفرغت لخدمته، وأنجبت منه ابنها تامر الذى يعيش معها حاليا.
 
اعتزلت الغناء فى التسعينيات بعدما تجاهلها المسؤولون عن حفلات الإذاعة والتليفزيون، وتداوم الفنانة فيفى عبده على زيارتها والسؤال عنها باستمرار.
 
منذ سنوات لا تخرج سلطانة الطرب من شقتها بجاردن سيتى، التى تعيش فيها مع ابنها تامر، بسبب حالتها الصحية، بينما يعيش ابنها سامى السيد بدير فى أيرلندا، وعاشت حزنا جديدا بعد وفاة شقيقتها الصغرى منذ أيام. 
تحرص على الصيام رغم حالتها الصحية، وتقضى أغلب وقتها فى حجرتها، مابين النوم والصلاة والنوم وقراءة القرآن.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة