قد يكون من المناسب ونحن فى شهر رمضان الكريم ان نتفكر فى الله سبحانة وتعالى و الكون والخلق و القوانين التى وضعها المولى عز وجل (أو الأشياء المختلفة فالتعبيران واحد) في قوتهما وميدان عملهما. فمنها ما يعمل في الأمور البسيطة ومنها ما لا يعمل إلا في الأمور التي تكون أكثر تعقيداً. ولابد أن تبلغ الأشياء حداً من التعقيد يتيح للقوانين المعقدة أن توجد لتعمل.
فإذا تصورنا القوانين والأشياء الكونية في شكل هرم لا تقوم طبقة فيه الأعلى أساس من طبقة أخرى كان لنا أن ننظر إلي كل قانون لا يقوم إلا على نتيجة عمل قانون آخر على أن الأول أعلى والثاني أدنى .
وسوف يتضح ذلك في القوانين المادية الثابتة عند عرضها، ثم نطبق النظام القائم في هذه القوانين المادية على ما فوقها من قوانين حيوية وإنسانية وهو المنهج الأكثر انتشاراً في الكشف عن الحقيقة وإثباتها فيما هو فوق المادة. والقوانين المادية ثلاث طبقات ؛ الذرية (ولعلها المغناطيسية الكهربية)، والكيمائية الفيزيائية. فالأولى تتكون من أثرها الذرات أو بتعبير آخر هي التي تكون الذرات، وهي لا يعنيها ما يحدث بعد ذلك بين الذرات من تفاعل كيمائي ولا تتأثر بتنقل هذه الذرات بين الجزيئات المختلفة.
ومن ناحية أخرى نرى التفاعلات الكيمائية ، على سبيل المثال، والتي تتم بانتقال الذرات من جزئ إلي آخر ولا تتم ولا توجد إلا بعد وجود الذرة وقوانينها على هذا يكون القانون الكيمائي أعلى وقانون الذرة أدنى.
والذرة في تنقلها من جزئ إلي آخر وفي اتحادها مع غيرها لتتكون الجزيئات وهو عمل القانون الكيمائي- لا تتأثر بالجاذبية.
ومن جهة أخرى لا تستطيع الجاذبية أن تعمل أو توجد إلا بعد أن يتم تكون الجزيئات كيمائياً من ذرات تكونت ذريا. وعلى هذا تكون الجاذبية - وهي مثل اعلى من القوانين الفيزيائية العامة - أعلى من القوانين الكيمائية كما تكون هذه أعلى من القوانين الذرية. هذه القاعدة تحدد بالضبط تحديداً علمياً معنى القول بالأعلى والأدنى عند الحديث في القوانين والأشياء. وبالانتقال إلي الكائنات الحية وقوانين الحياة ، سوف نجد أن هذا التحديد مفيداً جداً في تحديد ما هو أعلى وما هو أدنى في الأمور البيولوجية ، والإنسانية وهذا ما سوف نفرد له مقالا أخر.
• أستاذ الاقتصاد السياسي والمالية العامة – جامعة القاهرة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة