- الحاج أحمد: قبضت معاش نهاية خدمتى وسيبته فى الشقة عشان ألحق أنقذ حياة أهلى
- مرزوق: أفضل لنا نقيم فى المساجد ولا نزاحم المسنين فى البيوت التى خصصتها المحافظة
- نادية: عايشة أنا وأخويا من 8 سنين وشقا أبونا راح فى الشقة دى
بين غمضة عين وفتحها، أصبح سكان أرقى مناطق الإسكندرية، فى الأزاريطة، يعيشون كابوس الانتقال إلى مساكن المحافظة التى انتشر فيها البلطجية، وتجار المخدرات، الذين ينتقلون حيث المناطق البعيدة عن أعين المسئولين والحكومة.
فبعد ميل عقار شارع على الخشخانى، أصدرت غرفة عمليات المحافظة والحى، قرارا بضرورة إخلاء العقارات المجاورة، خوفا من تصدعها، ونقلهم إلى أماكن مؤقتة للإقامة فيها، إلا أنها فى وجهة نظرهم لا تتناسب مع حياتهم التى اعتادوا العيش فيها.
تفاصيل كثيرة بين ميل العقار وانتظار إزالته، جلس العشرات من أهالى العقارات المخيلة إداريا من السكان، فى انتظار رحمة الله والمسئولين لهم.
"قبضت معاشى إمبارح فى آخر يوم خدمة لى، ووضعت الفلوس فى الشقة وملحقتش آخدها لما قالولى انزل البيت بيقع".. هكذا صرخ الحاج أحمد محمود أحد أهالى العقار المائل الموجود فى منطقة الأزاريطة شرق الإسكندرية، أثناء انتظاره قرار لجنة المحافظة، للتعامل مع المنازل وكيفية إسقاطها.
وقال الحاج أحمد: كنت أعمل فى شركة للبويات، وأتممت أمس خدمتى بعد أن وصلت لعمر الستين، واعتقدت أنى سأرتاح مع أولادى الثلاثة، إلا أنى تفاجأت بخراب بيتى بالكامل، ولم نستطع أن نأخذ مليمًا من فلوس المعاش، وتحطمت أحلامنا جميعًا.
وأضاف الحاج أحمد: نقلونا إلى مساكن بديلة للإيواء فيها لحين إنهاء الإجراءات اللازمة، لهدم العقار، وإعادة بنائها، ولكن وجدناها غير آدمية بالمرة، ولا نستطيع المكوث فيها، خاصة مع الزحام الموجود بدور القاصرات والمسنين الذين نقلونها إليها.
وقال أحمد: ننتظر رحمة الله والمسئولين بنا، بعد أن أصبحنا فى الشارع، ولا نملك قوت أيامنا فى الأيام المفترجة، ونعيش الآن على صدقات أهالى الخير.
وقال مرزوق عبد الراضى أحد السكان، إن جميع سكان العقار والذين وصل عددهم إلى 470 فردًا حتى الآن، لا يستطيعون الإقامة فى الأماكن التى خصصتها لهم المحافظة، حيث أن معظمها دور أيتام، ودور مسنين، وبيت قاصرات، والحياة فيها غير آدمية، خاصة مع رغبة المسئولين إقامة الأسر سويًا رغم تواجد الكثير من الفتيات، وأفضل لنا أن نقيم فى الشارع ولا نعيش بطريقة عشوائية خاصة مع بناتنا، ونأمل نظرة رحيمة من الدولة والموظفين.
أما نادية السيد مصطفى، فتقول: كنا فى صلاة التراويح، عندما أخبرونا أن المنزل مهدد بالانهيار، بعد أعمال الحفر التى تقوم فى العقار المجاور، والذى كان يرتفع بطابقين، وتم هدمه لإنشاء عقار آخر، وأثناء عملية الهدم تم سماع صوت "فرقعه" فى العقار، وجيراننا نصحونا مانبتش فى البيت، وفعلا تفاجئنا بميل العقار بشكل أقل مما نراه الآن، ولكن بعد نصف ساعة مال العقار، ولم نستطع إحضار حاجتنا.
بينما قالت نادية السيد: أعيش أنا وأخى، فى العقار منذ 8 سنوات، وورثنا الشقة فى العقار عن أبينا، الذى جمع شقاه كله فيها ولا نملك مكانًا آخر نذهب إليه، ومسكن المحافظة لا يليق مع مستوى الحياة الذى عشناه من قبل، كما لا يتناسب مع أماكن عملنا البعيدة تمامًا عن مساكن أبى قير طوسون التى خصصتها المحافظة.
من جانبه قال الحاج عادل حسن أحد مقاولى العقارات المجاورة للعقار المايل، إن العقار مبنى بطريقة صحيحة جدًا منذ عام 2004، بخراسانات، وأعمدة جيدة، والدليل على ذلك أن العقار عندما سقط مال ولم ينهار بالكامل، مشيرًا إلى إن السبب الحقيقى لانهيار العقار هى مواسير المياه التى تتحطم بين الحين والآخر وتتدفق المياه، فتتسبب فى دمار البنية التحتية للعقارات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة