كرم جبر

الأحزاب المفترسة!

الثلاثاء، 20 يونيو 2017 07:16 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مقاومة الإرهاب لا تأتى بالغفلة والنوم فى العسل، ولن يتوقف سقوط أبنائنا الشهداء على أيدى الإرهابيين، إلا إذا عقدنا العزم على تجفيف منابع الإرهاب، وقطع الحبل السرى الذى يمده بالدعم، وأقول ذلك بمناسبة صحوة لجنة شؤون الأحزاب المتأخرة جدا، وتحويلها حزب البناء والتنمية إلى النيابة العامة تمهيدا لحله، ولم تتخذ اللجنة قرارا مشابها مع مجموعة أخرى من الأحزاب الدينية التى أنشأها الإخوان، رغم أن الدستور يحظر قيام أحزاب دينية، ولكن الدستور لن ينفذ نفسه.
سياسة رد الفعل كانت السبب وراء صحوة لجنة شؤون الأحزاب، بعد أن أعاد حزب البناء والتنمية اختيار الإرهابى الهارب طارق الزمر رئيسا له، فضجت وسائل الإعلام وتحركت بعض البلاغات، ولو لم يحدث ذلك ما تحرك ساكن، رغم أن الزمر مطلوب دوليا، ويتصدر قائمة الإرهابيين التى أصدرتها أربع دول عربية وإسلامية، هى مصر والسعودية والإمارات والبحرين، ولم يلفت انتباه أحد إلى أن هذا الإرهابى المطلوب، لا يزال رئيسا لحزب سياسى، ويتحدى أتباعه الجميع بإعادة انتخابه. 
صحيفة الحالة الجنائية للإرهابى الهارب طارق الزمر، تقوده إلى حبل المشنقة أو السجن المؤبد، وكان شريكا ومحرضا وفاعلا أصليا فى كل الحوادث التى وقعت بالبلاد، عقب خروجه من السجن بعد 35 يناير، ولم يكن مفترضا أن يتم الإفراح عنه، لضلوعه فى اغتيال الرئيس السادات، والخطورة الشديدة التى يمثلها ومن خرجوا معه، وكان ظهورهم العلنى الفاجر فى استاد القاهرة، فى الذكرى 39 لانتصار أكتوبر، وظهر قاتل السادات فى الصف الأول محتفلا بالانتصار الذى حققه السادات، فى ليلة كئيبة بكت فيها مصر، حزنا على وطن يسرقه اللصوص، ويزينون صدورهم بنياشين سطوا عليها من الأبطال الحقيقيين.
عبود الزمر الذى أعاد أتباعه اختياره رئيسا لحزبهم، كان يخطط لمذبحة مروعة فى 30 يونيو، وكتب ذلك فى خطاب أرسله للمعزول مرسى، أنقل منه فقرة يقول فيها: «نعاهد الله ونعاهدكم بأن يوم غد الأحد الموافق الثلاثين من يونيو، سيكون بإذن الله يوم الخلاص من روافض وكفار وملاعنة مصر الأنجاس، سيكون بإذن الله يوم الثأر من أعداء الإسلام والشريعة والوطن، نعاهد الله ونعاهدكم بأن فجر يوم الاثنين الأول من يوليو، سوف يأتى عليكم وعلى جميع المؤمنين، وقد تطهرت أوطاننا الإسلامية من دنس الروافض وعابدى الوثن».
طارق الزمر يواصل تهديداته فى خطابه الشهير للمعزول مرسى، ويصل لفقرة حاسمة يقول فيها: «نعاهد الله ونعاهدكم بأن أسودنا سوف تحول جثامينهم النجسة والعفنة إلى أشلاء ويلقون بها غذاء شهيا للكلاب والحيوانات المفترسة، آكلة الجيفة ولحوم الخنازير.. أخوكم طارق عبد الموجود إبراهيم الزمر، رئيس حزب البناء والتنمية».
فى مصر الآن أحزاب كثيرة لا تختلف كثيرا عن حزب البناء والتنمية، وتتحين الفرصة لإطلاق أسودها المفترسة، «لالتهام الروافض ورمى جيفهم للكلاب»، ورغم ذلك لم يتم حلها رغم أنف الدستور والقانون، وتمارس نشاطها تحت مظلة دستور لا تؤمن به وقانون تتمرد عليه، والعالم كله يواجه الإرهاب بيد ثابتة، ولكن فى بلدنا لا يكتوى بالنار إلا الشهداء الأبرار وعائلاتهم، ولا يتصدى للمواجهة بمنتهى الحسم والقوة إلا قوات الجيش والشرطة، فى معركة تتطلب النفس الطويل، واصطفاف المجتمع كله لتطهير البلاد من براثن الإرهاب.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة