منذ ثورة 25 يناير يعيش مركز المناهج والوسائل التعليمية التابع لوزارة التربية والتعليم حالة من التخبط، فالبرغم من أن ما حدث فى الثورتين عبارة عن أحداث لم تصل بعد إلى مرحلة الوقائع التاريخية التى يمكن تدريسها أو تدوينها إلا أن المركز أصر على وضعها فى المناهج الدراسية وإفراد وحدة كاملة لها بمنهج تاريخ الثانوية العامة.
أثير خلال تلك الفترة لغط كبير حول حذف اسم الرئيس المخلوع حسنى مبارك من المناهج واعتباره صاحب أول ضربة جوية كما كانت تتناولة المناهج قبل الثورة، أيضًا ذكر كتاب التاريخ فى عام 2014 بعض أسباب ثورة يناير ثم تم حذف تلك الأسباب فى نسخة 2015، ثم لجأت الوزارة إلى حذف الثورتين من المنهج الجديد للعام المقبل بعد حالة التخبط فى سرد الأحداث المتعلقة بالثورتين.
ويكشف اليوم السابع" مراحل وبداية وضع ثورتى يناير و30 يونيو فى المناهج، خلال تلك الفترة التى أعقبت الثورتين.
قالت الدكتورة نوال شلبى رئيس مركز المناهج سابقًا، إن مركز المناهج كان خلال الفترة الماضية غير مؤيد لذكر أى أحداث عن الثورتين لكونها مجرد حدث لم يؤرخ ولم تظهر أى وثائق له حتى يصل إلى مرحلة التاريخ.
وأضافت نوال شلبى، أن المركز اكتفى بالإشارة إلى الثورة فقط دون التطرق والدخول فى تفاصيل معينة، ولكن الوزارة أصرت على إضافة تفاصيل الثورتين، وتم بالفعل ذكر تفاصيل فى نسخة منهج 2014 من تاريخ الثانوية العامة، قائلة: ما حدث خطأ تربوى ولا يصح كتابة تاريخ إلا بعد مرور وقت معين من الزمن.
ومن جانبه، قال سعيد علوان موجه أول تاريخ وأحد مؤلفى منهج الثانوية العامة الجديد، إن بداية الإشارة إلى أحداث ثورة يناير فى المناهج كان فى 2012، 2013، فى مساحة تصل إلى 30 سطرًا داخل المنهج، ضمن جزئية التغييرات الإقتصادية والسياسية والاجتماعية فى مصر بعد حرب أكتوبر وتناول فترة الرئيس السادات وظهور الإخوان واغتيال الرئيس السادات، والتطرق إلى ثورة يناير فى هذا التوقيت، واستمرت حتى 2016 مع حدوث بعض التغييرات فى الموضوعات التى تتناول الثورة.
ومن جانبه، قال سمير شلبى، معلم تاريخ، أن أحداث الثورتين تغيرت فى النسخ الثلاث لمنهج التاريخ منذ 2014 وحتى عام 2016، كليا، لافتًا إلى أنه فى عام 2014 ذكرت الوزارة تفاصيل كثيرة عن الثورتين بداية من أسباب ثورة يناير وانتهاء بانتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأشار سمير إلى أن أحداث الثورة اختلفت طريقة سردها فى كل نسخة من منهج التاريخ على مدارس 3 سنوات، موضحًا أن نسخة 2015 فى كتاب التاريخ تضمن الفصل الثامن ما يزيد عن 14 صفحة للحديث عن الثورتين ونتائجها وأسبابها مع ذكر أشخاص ورؤساء، ولكن 2017 كان عدد الصفحات أربعة فقط، وتكلم فى نسخة 2015 عن سياسة السادات وحسنى مبارك وسياسة الخصخصة وكانت سببًا فى الفقر، ما دفعت إلى حدوث ثورة 25 يناير، ولكن فى 2017 تم إلغاء هذا الكلام.
وتابع: فى نسخة 2015 ذكر الكتاب أنه من بين أسباب ثورة 25 يناير الاتجاه لتوريث الحكم ولكن تم حذفها فى 2017، كما تم حذف كلمة خليهم يتسلو الذى ذكرها مبارك من نسخة كتاب 2017، فى الكتاب القديم تم ذكر حركات المعارضة مثل كفاية و6 ابريل وحركة شباب الغد كما تم ذكر وزارة شفيق وعصام شرف والجنزورى ولكنها حذفت من كتاب 2017، أما فى ىكتاب 2015/2016 ذكرت حركة تمرد وموقف نادى القضاة من حكم مرسى ثم تم حذفها فى كتاب 2017.
كما ذكر الكتاب فى نسخة 2016 أنه تم تقديم مبارك ونجليه للمحاكمة بتهمة الفساد والرشوة وقتل المتظاهرين والاستيلاء على المال العام، وتم حذفه من منهج 2017.
هذا التخبط الذى ظهرت عليه الوزارة فى سرد أحداث الثورتين، أرجعت مصادر مسئولة بالوزارة أسبابه إلى أن ما تم كان عبارة عن سرد للأحداث فقط، لم يرقى لمرحلة الكتابة التاريخية، لافتة إلى أن الوزارة أخطات لكون التاريخ لم يتكمل ولم يمر عليه زمن حتى يؤرخ ويدرس للطلاب.
فيما قررت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، حذف الثورتين من المنهج الجديد لكتاب التاريخ للصف الثالث الثانوى حيث لن يحتوى على موضوعات تخص ثورتى 25 يناير و30 يونيو، حيث تقرر حذف الوحدة الخاصة بالثورتين من الكتاب، بعد توصية من اللجنة المختصة بتطوير المنهج.
وقالت المصادر أن وجود موضوعات ودروس فى المنهج مرتبطة بثورة 30 يونيو ومقدماتها وأسبابها ونتائجها تسبب فى المزيد من المشكلات سواء فى المدارس أو عند وضع الامتحانات، كما أن التاريخ من المفترض أن يُكتَب بعد مرور أحداثه بفترة زمينة تصل إلى 15 عامًا على الأقل.
فيما علق الدكتور رضا حجازى رئيس قطاع التعليم العام قائلًا: إن المنهج الجديد للتاريخ للثانوية العامة، لا يوجد به الجزء الخاص بثورتى 25 يناير و30 يونيو، وأرجع ذلك إلى أن المنهج الجديد عالمى أكثر منه منهج محلى، موضحًا أن الكتاب الجديد ذو معايير عالمية وبالتالى من الطبيعى ألا يحتوى على الجزء الخاص بالثورتين.
ومن جانبه، كشف سعيد علوان، أحد مؤلفى كتاب تاريخ الثانوية العامة الجديد، تفاصيل وشكل المنهج، موضحا أن عدد صفحاته وصل إلى 150، إضافة إلى 50 أخرى أنشطة، لافتا إلى أن المنهج يتحدث عن النهضة الأوربية مع تخصيص جزء كبير بالوحدة الثالثة لمصر وفلسطين فى موضوع الصراع العربى الإسرائيلى.
وأوضح أن حرب أكتوبر موجودة أيضًا فى المنهج ولكن طريقة سرد وكتابة التاريخ اختلف عن السنوات السابقة، حيث لم يتم التركيز على أشخاص ولكن على كيانات حيث تم الابتعاد عن السمة التقليدية فى سرد الحرب وتم التركيز على دور أسلحة القوات المسحلة مثل دور الدفاع الجوى والمدرعات والمدفعية وعدد الطيارين الذين شاركوا فى الضربة الجوية، موضحًا تم وضع صورة تضم قادة حرب أكتوبر تحتوى على قرابة 20 قائدا.
وأكد أن الكتاب يحمل اسم تاريخ مصر والعالم، حيث ينتهى بمعاهد السلام ودور مصر فى حل القضية الفلسطينية، لافتًا إلى أن الحديث عن ثورتى يناير ويونيو فى التاريخ لا يعد من قبيل التاريخ ولكن من الممكن وضعها فى مادة مثل التربية الوطنية، قائلًا: لا بد من أن يكون هناك وثائق حتى يتم كتابة التاريخ منها وهناك وقائع واحداث فى ثورة يناير لم تظهر أسبابها أو المسئول عنها حتى الآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة