المصادفة وحدها كشفت عن طابور جديد للإرهابيين فى مصر، أو ربما هو قديم لكنه لا ينال الاهتمام الكافى والحذر الواجب والتصدى الضرورى من الأجهزة المعنية، الطابور الذى أتحدث عنه يضم نساء الإرهاب والعنف، نعم نساء أعتى التنظيمات الإرهابية من القاعدة إلى داعش والإخوان والسلفية الجهادية.
خناقة مطعم أم حسن فى مدينة نصر التى كان طرفها مجموعة من الفتيات والنساء مع رواد وعمال المطعم، سلطت الضوء على صفحات شديدة الخطورة على مواقع التواصل الاجتماعى، بعضها تدعو لأفكار القاعدة وبن لادن بوضوح وبعضها الآخر تتبع جماعة الإخوان الإرهابية وخلاياها العنقودية المسلحة، كما تروج للعمليات الإجرامية التى استهدفت الشرطة والجيش والأقباط وكذا مؤسسات الدولة، كما تدعو لأفكار التنظيمات المسلحة فى سوريا وليبيا وما أدراك بما يحدث فى البلدين.
نحن إذن أمام إدارة خفية من إدارات دعم وتنسيق بل وارتكاب جرائم الإرهاب، وهذه الإدارة مسكوت عنها ومحمية بالأعراف الأخلاقية الحاكمة فى المجتمع التى تحض على احترام النساء وعدم التعرض لهن حتى فى عمليات المداهمة الأمنية وفى الأكمنة، لكن ما أدرانا والأمر على ما هو عليه من تكرار العمليات الإرهابية فى شمال سيناء وفى غيرها من مناطق الدلتا والصعيد والقاهرة، أن من يرتكبها نساء داعش والقاعدة والإخوان؟ وما أدرانا أن نساء التنظيمات وجماعات العنف هن من يقدمن الدعم اللوجيستى والحماية لمنفذى العمليات، بدءا من حمل الأسلحة وانتهاء بتوفير الملاذات الآمنة والتغطية والتشويش على أجهزة الأمن.
تجربة جماعات الإخوان خلال ما يسمى بالربيع العربى فى مصر وغيرها من البلاد المجاورة كشفت بوضوح اعتماد تنظيمات العنف على النساء فى تجنيد المقاتلين ودفعهم لارتكاب الجرائم ورأينا كيف حركت جماعة الإخوان فتياتها المقاتلات فى مظاهرات عنيفة ضد مؤسسات الدولة ورموزها، حملن فيها الأسلحة ورفعن لافتات الشهادة، كما رأينا الدور الذى لعبته نساء داعش فى القتال فى سوريا وليبيا، وكذا ما أحدثته فتاوى جهاد النكاح من توافد المأزومات والمراهقات والمغامرات من كل بلاد العالم، على التنظيم وخدمته بكل الوسائل، بل وتنشئة جيل جديد من أطفال الإرهاب لا يعرف شيئا إلا القتل والدم منذ سنواته الأولى.
قد يقول أحدكم: إن نساء الجماعات الإرهابية لم يعدن خطا أحمر لدى أجهزة الأمن كما كن فى السابق وأن عيون الأجهزة تراقب وتتابع النشاطات التخريبية أيا كان مصدرها رجلا أو امرأة، لكنى وغيرى، نرى أن القضاء على الإرهاب بشكل كامل واجتثاث جذوره لابد وأن يتصدى لأمرين شديدى الأهمية، الأول هو ضرب حواضن الإرهاب، ممثلة فى نساء داعش والقاعدة والإخوان والسلفية الجهادية والتخلى عن التصور الذى يربط أعمال العنف بالرجال وحدهم، والثانى تجفيف منابع تمويل الإرهاب المتمثلة فى مدارس ومعاهد العلوم الشرعية التى ينشئها شيوخ الجماعات السلفية فى ريف ونجوع المحافظات بأموال وارد الخليج لتنشئة وتجنيد أجيال من الإرهابيين المحتملين تحت سمع وبصر الدولة المصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة