فلاديمير بوتين الرئيس الروسى على رأس أكثر الشخصيات إثارة خلال القرن الواحد والعشرين، بدا وكأنه انتشل روسيا من الضياع ما بعد سقوط الاتحاد السوفيتى، وكان يلتسين قد بدأ عملية تفكيك الاتحاد الروسى رغما عن جورباتشوف، بدت روسيا تحت سيطرة المافيا والفساد وتخضع لعميلة إنهاء من قبل الولايات المتحدة، لكن ظهور بوتين أعاد ترميم روسيا، بالطبع فإن الغرب ليس راضيا عن بوتين، وكانت وما تزال هناك اتهامات أمريكية حول الاتهامات الأمريكية للروس بالتدخل فى الانتخابات الأمريكية، وهى المسألة التى يخضع فيها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للتحقيق، ويبدو مستقبله مهددا، ثم إن روسيا واجهت اتهامات أوروبية بعد ضم القرم، ولم يكن بوتين بعيدا عما يجرى فى أوكرانيا أو الشيشان، وروسيا لاعب أساسى فى القضايا الدولية والإقليمية، وكان تأثيره بالغا فى سوريا.
كل ذلك يجعل من بوتين أحد زعماء العالم فى القرن الواحد والعشرين، ومن هنا تأتى أهمية الفيلم الوثائقى الذى يقدمه أوليفر ستون المخرج الأمريكى الكبير عن بوتين، واستمر ستون يعمل فيه لمدة عامين، وبالفعل أبدى إعجابه بشخصية بوتين، بل ولم يخف دهشته من قدرة بوتين على الإجابة عن الأسئلة التى وجهها له أيا كانت وبشكل واضح. أوليفر ستون، الحائز على 3 جوائز أوسكار، ومخرج أهم فيلم عن كينيدى «جى إف كى» ومن أعماله الفصيل، وول ستريت، وولد فى 4 يوليو.
وبالتالى فإن الفيلم الذى يقدمه أوليفر ستون عن بوتين يقدم وجهة نظر أخرى غير تلك التى يقدمها أكثر الإعلام الأمريكى، خاصة فى عهد التوتر الكبير بين إدارة أوباما وبوتين، حول الكثير من القضايا وعلى رأسها القرم وسوريا.
من بين الموضوعات التى يطرحها المخرج على بوتين رأيه فى جوزيف ستالين الزعيم الأسطورى للاتحاد السوفيتى التى أقام إمبراطورية سوفيتية، ونقل روسيا من دولة زراعية متخلفة إلى دولة عظمى، لكنه أيضا متهم بارتكاب المجازر والمذابح الدموية.
بوتين يرى أن ستالين هو ابن عصره، وأنه بجانب كونه ارتكب مجازر فقد قدم إنجازات ضخمة وكان أغلب الشعب يرى أنه صاحب إنجازات.بوتين هنا يرى أن ستالين شخصية معقدة، وليس مجرد شخص بسيط، وأن الغرب شيطنه بالرغم من أن ستالين هو الذى حقق النصر على النازى وأنقذ الغرب، ويرى بوتين أن ستالين «ماكر وذكى»، بالطبع فإن الكثير من الكتب والأفلام الوثائقية حول ستالين تكشف عن النظارة المتناقضة تجاهه من قبل الشعب السوفيتى.
الشاهد هنا أن التاريخ ليس اتجاها واحدا، بل هو طبقات ومراحل، فضلا عن ازدواجية النظرة حسب المكان والمصالح. وأن البشر ليسوا ملائكة ولا شياطين، لكن التاريخ نفسه يفرض قوانينه وأحداثه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة