أقام الدكتور حسن راتب رئيس مجلس إدارة قناة "المحور" أمسية ثقافية دينية خاصة بمناسبة ليلة الـ 27 من شهر رمضان من صالون المحور الثقافى، يديرها راتب والذى حرص على أن يكون صالون المحور فى الـ10 الأواخر من الشهر الكريم والاحتفاء بليلة القدر من منزل الإمام الراحل محمد متولى الشعراوى، حتى يتذكر أفضل المواقف التى جمعته بالإمام الراحل، حيث ارتبط راتب بعلاقة وثيقة الصلة بإمام الدعاة، وتتلمذ على يديه، وكانت العلاقة بينهما علاقة تلميذ بأستاذه، حيث تذاع الحلقة فى الواحدة صباحا بعد منتصف الليل.
ويسرد راتب خلال الحلقة، "أن الإمام الراحل محمد متولي الشعراوى، قد أثر فينا وشكل الكثير من ملامح شخصيتنا ورزقنا طريق الهداية وأنار لنا طريق الصلاح، ولا ندعى أننا نسير فيه، ولكن ننشده على الأقل، وأعترف أننى كنت أتعامل مع هذا الرجل الصالح وكان وليا وكان له من الكرامات الكثيرة، وكان يستحى ولا يتكلم فى مسائل خارج النواميس إطلاقاً".
الشعراوى وحسن راتب
ويُضيف "راتب" أنه التقى بإمام الدعاة فى العديد من اللقاءات والمجالس الدينية، ويروى كيف استفاد منه وتعلم فى مدرسته ومدى تأثير الشعراوى فى حياته ومسيرة كفاحه، حيث قام الشعراوى بتفسير رؤية رآها لحسن راتب كانت سبباً فى اتجاه راتب للتنمية وإقامة المشروعات فى سيناء.
ويُشير راتب إلى أنه أخذ من أفكار وآراء إمام الدعاة ما يأخذه تلميذ من أستاذه لأنه يعلم بجوانب وأمور بعيدة عنى وتعلمت منه، ويكشف راتب عن مقولة هامة قالها الشعراوى عن القاسم المشترك بينهما ، حيث قال الشعراوى:" أنا أنشر القيم وهو يُعمر الأرض فكل منا يُكمل الآخر"، مضيفاً أن راتب سعى فى الخير للناس ولم ينعم بالرزق والخير لنفسه فقط.
صورة تذكارية
وتابع راتب :" إن مولانا الشيخ محمد متولى الشعراوى لا يورث فقط لأبنائه الصلاح، لكن لمريديه ومحبيه ونفحاته تفيض من فائض محبته لرسول الله فقد كان محبا ويستأذن فى كل عمل يعمله".
حسن راتب والشيخ الشعراوى
ويكشف راتب أنه ظل يتمنى ويحلم بلقاء الشعراوى قبل أن يتعرف عليه، وأن يكون بجواره فى جميع المناسبات الدينية ليستلهم من منهجه ووسطيته واعتداله حتى أصبح نموذجاً مؤثراً فى شخصيته.
راتب والشعراوى فى صورة تذكارية
وكان راتب قد وجه بإقامة احتفالية خاصة بقناة المحور فى ذكرى ميلاد إمام الدعاة الشعراوى على مدار شهر إبريل ومايو الماضى، وكانت الاحتفالية غير مسبوقة نظراً للعلاقة القوية بين الشعراوى وراتب، حيث خصصت القناة حلقات أسبوعية خاصة عن الإمام الراحل ولقطات وصور نادرة له داخل مصر وخارجها، ورصدت العلاقة الوطيدة بين إمام الدعاة وحسن راتب، كما خصص راتب حلقة خاصة من برنامج " صالون المحور" فى ظهور خاص لأسرة الإمام الراحل زوجته وكريمته والشيخ أحمد، بالإضافة إلى الفنان ايمان البحر درويش والمنشد الكحلاوى ، كما عرضت قناة المحور فيديو نادر بعنوان "ايام مع الإمام " بصوت د. حسن راتب وتحدث عن العلاقة الوطيدة بينهما.
صورة نادرة للشعراوى وراتب
يذكر أن الامسية الدينية لصالون المحور الثقافى بمنزل الإمام الشعراوى قد شرفت بحضور اسرة الامام الراحل و الشيخ مظهر شاهين والداعية شريف شحاتة .
واستهل حسن راتب كلمته بالصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، قائلا إن صلاة المولى عز وجل على النبى تعد رحمة لأمة محمد.
وتحدث راتب عن النفحات التى تحدث البركة وتعتبر هدية الله فى الزمان والمكان، واستشهد بالحديث الشريف .. إن لأيام ربكم فى دهركم نفحات فتعرضوا إليها.
وتحدث راتب عن المدد وكيف نستقبله وكيف يسرى فينا مسرى الفكر من العقل ، وأوضح أن المدد جاء فى القرآن الكريم بلفظه ومعناه مشيرا إلى أن المدد موجود والنفحة موجودة وحينما تجتمع النفحة مع المدد يحدث القبول، مؤكدا أن الليلة لله تم اختيار تنظيم الأمسية بها من الليالى المباركة الطيبة ولها فى العصر الأول من تاريخ الإسلام بركة.. وهى ليلة غزوة بدر، والتى جاءت بالمصادفة لتوافق نفس ليلة العاشر من رمضان، مؤكدا أنه كأن النضر القديم يعانق النصر الحديث.
وأكد الدكتور حسن راتب على أنه حنيما نصبر يتضاعف المدد، وحكى قصة مهمة بطلها فضيلة العارف بالله الشيخ عبد الحليم محمود الذى أقسم من فوق منبر الأزهر بأننا منتصرون بإذن الله، فأتى به الرئيس الراحل السادات وسأله قائلا يا شيخ عبد الحليم ما الذى جعلك تقسم من فوق منبر الأزهر بالنصر المبين، فقال الشيخ رأيت رسول الله هو وأبو بكر يعبرون قناة السويس ففهمت أنه النصر الكبير.
ويعود الدكتور حسن اتب لاستكمال حديثه فى الصالون فيقول: بعض البسطاء وعديمى المعرفة ينكرون المدد لأنهم لم يذوقوا طعم المدد ولم يعرفوا شكل المدد ولم يستوعبوا معناه، واستدل بالآية الكريمة (وما كان عطاء ربك محظوظا) وأضاف: أن الله يعطى على قدره وليس على قدرنا.
وانتقل راتب فى الحديث قائلا إننا رأينا الأسوة الحسنة فى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى صحابته وتربينا على تعاليمه وأحاديثه، وهنا أؤكد أن المدد مذكور بنصه ومعناه فى القرآن الكريم وإذا أردنا أن نكون من أصحاب المدد فعلينا بالإخلاص أولا .
وطالب الدكتور حسن بأن تكون الأعمال المعروضة من البشر مغموسة بالإخلاص فالعلاقة مع الله عز وجل تكون بالكيف وليس بالكم، فالقلب ليس به إلا سجدة وبه سبعون عينا.
وتابع.. أردنا أن نتكلم اليوم وفى هذه الأمسية الروحانية النورانية عن المدد الذى يكون مغموسا بالعقل والقلب والروح والقبس النورانى.
وأوضح أن هذه هى الربوبية الحقيقية وأنه من أداب التوحيد فى علاقة العبودية بالربوبية أن نتعلم الدعاء والدعاء دائماً يستجاب من المدد والاستجابة تكون بإخلاص الدعاء.
ووصف الدكتور حسن راتب معنى المدد قائلا إنه ينبع من الوحدانية وهى أن نتعلم أداب الربوبية، وأذا ارتقت مرحلة الربوبية تبلغنا لمرحلة الإلوهية فتصبح السكنات والحركات والإيماءات منها لله ثم يأتى الرقى حينما يحدث الوصل والوصال، وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى رحلة الإسراء والمعراج كيف يترقى الإنسان.
وأشار راتب فى الأمسية إلى أن الدعوة دائماً تكون بالحكمة والموعظة الحسنة والأدب فى الدعوة يستلزم قبول الآخر والتعامل مع الآخر، فتلك المفاهيم الراقية التى تخاطب العقل والوجدان هى التى ترتقى بالذات ثم يأتى الوصال والقبس النورانى.
وسرد راتب قصة خلال رواها بالأمسية قال فيها أن رسول الله عندما سئل عن قربه من المولى عز وجل، فأجاب قائلا: كان قربى من مولاى قرب أخى يونس فى بطن الحوت من مولاى
وهنا تساءل حسن راتب قائلا: من منا لا يحب أن يتصل بخالقه بارئه وعظمة المولى عز وجل؟ ، وأجاب فى نفس اللحظة بأن اقصر الطرق لذلك هو اقتفاء خطوات وأثر رسول الله مستشهدا و(واعلموا أن فيكم رسول الله).
موضحا عن السيدة عائشة رضى الله عنها حينما سئلت عن الرسول قالت: كان قرآنا يمشى على الأرض
ودعا راتب إلى الاقتداء برسول الله وأن نسلك سلوكه ونقتفى أثره مؤكدا أيضاً على الإخلاص ومحذرا من انشغالنا بالدنيا على حساب العمل للآخرة.
وفى نهاية كلمته بمنزل الشيخ محمد متولى الشعراوى عبر الدكتور حسن راتب عن سعادته بالتواجد فى محراب مولانا الحسين سيد شهداء الجنة وبجوار سيدنا رسول الله وآل بيته وفى رحاب سيدنا الحسين فى هذه المنطقة بليلة مباركة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة